تطور العادات والتقاليد في جديدة المنزلة
صفحة 1 من اصل 1
تطور العادات والتقاليد في جديدة المنزلة
تطور العادات والتقاليد في قرية جديدة المنزلة
العادات هي ما نمارسه اليوم في حياتنا اليومية من سلوك وأفعال.ويشترك أفراد المجتمع في ممارسة هذه العادات فتصبح عرفا يلتزم به أفراد المجتمع في شئونه الحياتية في جميع المناسبات،حتى تصبح موروثا شعبيا في المجتمع.....وتختلف هذه الموروثات من مجتمع إلي آخر،من المدينة عن القرية ،وكل قرية تختلف عن الأخر في عاداتها وتقاليدها .فنجد عادات وتقاليد تنتشر في صعيد مصر كعادة الأخذ بالثأر التي انتشرت منذ فترة في الصعيد لا نراها بصورة كبيرة في الوجه البحري..ونجد حرية وانفتاحا في المدينة عنها في القرية التي تسيطر عليها التقاليد الصارمة والتي بدأت تتلاشى شيئا فشيئا، حتى سيطرت عليها المدينة واكتست بثوبها ،واختفت هذه العادات ولم نعد نراها إلا في حدود ضيقة
وتتمتع قرية جديدة المنزلة بخصوصية في عاداتها وتقاليدها يلتزم بها أفراد القرية، والتي أخذت في التغير بعد أن شهدنا تغيرات وتطورات شهدها المجتمع في القريةوسوف أتناول في هذه الدراسة التطورات التي شهدتها القرية في العادات والتقاليد من خلال
1- الزواج
وعن عادات الزواج في القرية
أ-قراءة الفاتحة والخطوبة
وهذا ما هو متبع في كل أنحاء مصر المعمورة . وفي الريف المصري غالبا ما تكون البنت مخطوبة لقريبها وفي الغالب ابن العم ،فتعتبر خطيبته وممنوع الاقتراب منها ..وقد يعقد عليها في سن صغيرة(12-16)وكان هذا يحدث في فترة ما من القرية،وكان هناك مايعرف ب(التسنين)لتحديد سن الفتاة الصغيرة حتى تتزوج،وكانت تحدث الكثير من المخالفات ونجد بنات كثيرات كن يتزوجن قبل العشرين ,ومعظم أمهاتنا تزوجن بهذا الأسلوب
ب-ليلة الحنة
وهو اليوم الذي يسبق (ليلة الدخلة)..في الصباح الباكر نسمع صوت الميكروفونات عاليا ،لتشعر بوجود فرح في القرية ،ويذيع الأغاني التي تسمع في كل مكان في القرية ،ويعلم الجميع بأن فلان سيتزوج فلانة بنت فلان ،فتري البهجة والفرح في القرية ،وتنتشر روح الود واجتماع كبار عائلات القرية،وكنا لا نري خلافات ولا مشاكل،وتنبعث الأغاني من جهاز كان يسمي (الجرامفون)وتوضع عليه اسطوانة قطرها حوالي 30 سم ,وتسمع أغاني (ليلي نظمي-عايدة الشاعر-محمد فوزي-فريد الأطرش-محرم فؤاد وغيرهم من المطربين)ومن أصحاب هذه الميكروفونات علي ما أذكر وعفوا إن خانتني الذاكرة(أحمد الإمام-أسعد غزال)ثم تطور الجرامفون إلي (كاسيت)وظهر مع (ثروت الإمام-السيد مجاهد-محمد منصور-العربي شلبي) إلي أن جاء الدي جي
ويقبل الأقارب علي منزل العروسين للتهنئة والمشاركة في الفرح وتري حركة وجلبة في منزل العريس ...فنري الطباخين الذين يحرص العريس علي جلبهم للطهي والقيام بأمور الطبخ ،فيسهرون الليل في تجهيز أدوات الطبخ ,وتشاركهم النسوة في ذبح الطيور وتنظيفها حتى تكون مهياة للنضج في اليوم التالي ويقدم الطعام في موعده
وتقبل النساء علي أم العروسين ليباركن لهما ويعطونهما النقوط(ولا زال موجودا بالقرية –وكان النقوط يقدم في شكل (مال-سكر-شربات-أرز-طيور-فاكهة-وغيرها مما يحملنه لمجاملة أم العروسين
ومن أشهر المشروبات التي تقدم خلال هذا اليوم (الشربات )وغلبا مايكون بطعم الفراولة ...فيتم عمله في الطست(الطشت)وينقع فيه الشربات ،وتوزع الأكواب علي الحاضرين ويشربون في نخب العروسين
وطبعا كما هو متبع في القرية تخرج العروس من منزل خالها ....وكذلك العريس من منزل أخواله ولا زال هذا التقليد موجودا إلي الآن ومن الأصول والثوابت التي لم تتغير في عادات الزواج في القرية
وطبعا كانت الماشطة تقوم في القرية بدور كبير في تزيين العروس(تشبه الماشطة الكوافير الآن )فهي تذهب للعروس في هذا اليوم لتهيئها لليلة الدخلة ...فتعجن الحنة حتى تختمر ،وبعد أن تختمر تقوم بتحنية كعبي العروس...وترسم النقوش علي يديها ...وكذلك كل النساء والبنات والأطفال الذين كانوا يشهدون الحنة...وكانت الماشطة تهيئ العروس حتى تظهر في أبهي صورة لها
حتى إن العريس هو الآخر كان يحني قدميه ،ونسمع الأغنية الفلكلورية (كعب الغزال يامتحني بدم الغزال )كتعبير عن تحنيه قدمي العريس ليلة الحنة
العادات هي ما نمارسه اليوم في حياتنا اليومية من سلوك وأفعال.ويشترك أفراد المجتمع في ممارسة هذه العادات فتصبح عرفا يلتزم به أفراد المجتمع في شئونه الحياتية في جميع المناسبات،حتى تصبح موروثا شعبيا في المجتمع.....وتختلف هذه الموروثات من مجتمع إلي آخر،من المدينة عن القرية ،وكل قرية تختلف عن الأخر في عاداتها وتقاليدها .فنجد عادات وتقاليد تنتشر في صعيد مصر كعادة الأخذ بالثأر التي انتشرت منذ فترة في الصعيد لا نراها بصورة كبيرة في الوجه البحري..ونجد حرية وانفتاحا في المدينة عنها في القرية التي تسيطر عليها التقاليد الصارمة والتي بدأت تتلاشى شيئا فشيئا، حتى سيطرت عليها المدينة واكتست بثوبها ،واختفت هذه العادات ولم نعد نراها إلا في حدود ضيقة
وتتمتع قرية جديدة المنزلة بخصوصية في عاداتها وتقاليدها يلتزم بها أفراد القرية، والتي أخذت في التغير بعد أن شهدنا تغيرات وتطورات شهدها المجتمع في القريةوسوف أتناول في هذه الدراسة التطورات التي شهدتها القرية في العادات والتقاليد من خلال
1- الزواج
وعن عادات الزواج في القرية
أ-قراءة الفاتحة والخطوبة
وهذا ما هو متبع في كل أنحاء مصر المعمورة . وفي الريف المصري غالبا ما تكون البنت مخطوبة لقريبها وفي الغالب ابن العم ،فتعتبر خطيبته وممنوع الاقتراب منها ..وقد يعقد عليها في سن صغيرة(12-16)وكان هذا يحدث في فترة ما من القرية،وكان هناك مايعرف ب(التسنين)لتحديد سن الفتاة الصغيرة حتى تتزوج،وكانت تحدث الكثير من المخالفات ونجد بنات كثيرات كن يتزوجن قبل العشرين ,ومعظم أمهاتنا تزوجن بهذا الأسلوب
ب-ليلة الحنة
وهو اليوم الذي يسبق (ليلة الدخلة)..في الصباح الباكر نسمع صوت الميكروفونات عاليا ،لتشعر بوجود فرح في القرية ،ويذيع الأغاني التي تسمع في كل مكان في القرية ،ويعلم الجميع بأن فلان سيتزوج فلانة بنت فلان ،فتري البهجة والفرح في القرية ،وتنتشر روح الود واجتماع كبار عائلات القرية،وكنا لا نري خلافات ولا مشاكل،وتنبعث الأغاني من جهاز كان يسمي (الجرامفون)وتوضع عليه اسطوانة قطرها حوالي 30 سم ,وتسمع أغاني (ليلي نظمي-عايدة الشاعر-محمد فوزي-فريد الأطرش-محرم فؤاد وغيرهم من المطربين)ومن أصحاب هذه الميكروفونات علي ما أذكر وعفوا إن خانتني الذاكرة(أحمد الإمام-أسعد غزال)ثم تطور الجرامفون إلي (كاسيت)وظهر مع (ثروت الإمام-السيد مجاهد-محمد منصور-العربي شلبي) إلي أن جاء الدي جي
ويقبل الأقارب علي منزل العروسين للتهنئة والمشاركة في الفرح وتري حركة وجلبة في منزل العريس ...فنري الطباخين الذين يحرص العريس علي جلبهم للطهي والقيام بأمور الطبخ ،فيسهرون الليل في تجهيز أدوات الطبخ ,وتشاركهم النسوة في ذبح الطيور وتنظيفها حتى تكون مهياة للنضج في اليوم التالي ويقدم الطعام في موعده
وتقبل النساء علي أم العروسين ليباركن لهما ويعطونهما النقوط(ولا زال موجودا بالقرية –وكان النقوط يقدم في شكل (مال-سكر-شربات-أرز-طيور-فاكهة-وغيرها مما يحملنه لمجاملة أم العروسين
ومن أشهر المشروبات التي تقدم خلال هذا اليوم (الشربات )وغلبا مايكون بطعم الفراولة ...فيتم عمله في الطست(الطشت)وينقع فيه الشربات ،وتوزع الأكواب علي الحاضرين ويشربون في نخب العروسين
وطبعا كما هو متبع في القرية تخرج العروس من منزل خالها ....وكذلك العريس من منزل أخواله ولا زال هذا التقليد موجودا إلي الآن ومن الأصول والثوابت التي لم تتغير في عادات الزواج في القرية
وطبعا كانت الماشطة تقوم في القرية بدور كبير في تزيين العروس(تشبه الماشطة الكوافير الآن )فهي تذهب للعروس في هذا اليوم لتهيئها لليلة الدخلة ...فتعجن الحنة حتى تختمر ،وبعد أن تختمر تقوم بتحنية كعبي العروس...وترسم النقوش علي يديها ...وكذلك كل النساء والبنات والأطفال الذين كانوا يشهدون الحنة...وكانت الماشطة تهيئ العروس حتى تظهر في أبهي صورة لها
حتى إن العريس هو الآخر كان يحني قدميه ،ونسمع الأغنية الفلكلورية (كعب الغزال يامتحني بدم الغزال )كتعبير عن تحنيه قدمي العريس ليلة الحنة
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
رد: تطور العادات والتقاليد في جديدة المنزلة
ج-ليلة الدخلة
في منزل العروسين يستيقظ الجميع مبكرين
ففي منزل العريس تستيقظ علي رائحة الأطعمة ورائحة الشواء التي تغزو الأنف ،وتسمع أصوات غلي القدور وصراع اللحوم مع الماء المغلي فتغزو تلك الروائح فمك ،وتمني نفسك بقطعة من هذه الأطعمة أو تنال حظا من هذا اللحم ...حتى إننا سمعنا أغنية فلكلورية (ياعريس إبقي افتكر ...حوش لأبوك حتة من الدكر (قصدهم دكر البط المزقط )كدليل علي الاهتمام بالعريس وتغذيته في هذا اليوم لإقباله علي مرحلة وحياة جديدة
وتسمع صوت الميكروفون بأغانيه الفلكلورية في هذه المناسبة ،فيلتف الأطفال حوله ...وتتسابق الفتيات الصغيرات في أخذ الميكروفون للتعبير بزغرودة تسمع صوتها عاليه في الميكروفون ،كتعبير عن الفرح ومشاركة العروسين ،ويقبل النسوة والمدعوون ،وقبل الدخول لمنزل العروسين كانوا ينقطون صاحب الميكروفون الذي يعدد أسماء عائلة صاحبة النقطة....ولا زالت هذه العادة منتشرة في القرية ولم تختف من القرية
وتنصب الموائد في منزل العريس ويقبل المدعوون والمهنئون لينئوا العريس وينالوا نصيبهم من الوليمة ويشاركوا العريس فرحته .....ولم تختف هذه العادة من القرية ولا زالت موجودة ،وكانت قديما تقام بصورة محدودة أما الآن ،فأصبح البذخ والإسراف هما الطابع الغالب علي هذه الولائم ,,فنجد من يذبح بقرة أو اثنتين ،وتختلف من عريس إلي آخر حسب ظروفه
ويرسل العريس للعروس نصيبها من الوليمة، سواء أكانت في بيت أهلها أو في منزل أخوالها...وليست هذه العادة وليدة اليوم ،بل تقليدا متبع في القرية منذ زمن بعيد
وتقترب الساعة الحاسمة وتهيئ الماشطة العروس لعريسها (اختفت الماشطة وكانت الحاجة صديقة-رحمها الله-أشهر من عملت بهذه المهنة في القرية)وتجلس العروس علي الكوشة المعدة لها هي والعريس ....وتجلس العروس في انتظار عريسها واضعة منديلا فوق حجرها.... لتنقطها النسوة اللائي يقبلن عليها ...وطبعا كانت هذه النقطة من نصيب الماشطة التي تحصلها فور امتلاء المنديل أولا بأول....أما الآن فغابت الماشطة ،وأصبحت العروس تذهب إلي الكوافير في المنزلة وتحجز قبلها بيوم أو اثنين ويذهب العريس ليأخذها من هناك
ويذهب العريس ماشيا بصحبة أصحابه وأقاربه وهم يغنون ويصفقون ،وفي الغالب كان العريس يسير علي قدميه إلي منزل العروس أو خالها وسط الهتافات والتهليل والأغاني الفلكلورية في تلك الفترة ،ويجلس العريس علي الكرسي الآخر بجوار عروسه وسط جو من الفرحة والتهليل ،في وقت لم يكن هناك فيه فرقا للزفاف كما هو متبع الآن ،بل كان يرقص أحد المدعووين وسط تصفيق وتهليل الحضور،وكانوا يستخدمون في الطبل طبقا من الآنية له صوت ويحدث إيقاعا ...وأحيانا يشترك في الرقص رجل أو اثنان وقد يشاركهم العريس ...وقد يحملون العريس لأعلي مرددين (يعيش العريس يعيش ...عريسنا الليلة كويس ...كويس ......يعيش ....يعيش ....يعيش)طبعا طقوس بسيطة وأمور ليست فيها زخرفة أو بهرجة ولكنها كانت تعبر عن جو الفرح والسعادة للفرح في القرية في فترات سابقة
وبالطبع لم تكن القرية تعرف فكرة جلب الفرق الموسيقية أو الغنائية ...ودخلت بعد ذلك فرق كانت تشبه فرقة حسب الله (التي جسدها عبد السلام النابلسي في فيلم شارع الحب مع عبد الحليم حافظ)وكانت تعتمد علي آلات النفخ النحاسية الصاخبة...وبدأت الفرق الموسيقية تنتشر في القرية ،فيستقطبها الناس من الخارج بعد اختلاف شكل الفرح في القرية من الشكل البسيط إلي سرادقات تقام ...إلي مسارح ،فأصبحنا نري فرقة الزفاف ،وفرقة العرض علي المسرح والراقصات ...وكانت أول فرقة زفاف من القرية كانت تتكون من شباب القرية في ذلك الوقت(إمبابي إمبابي-أبشر الإمام-أحمد عجوة-شعبان منصور-حسني طويلة-نصر البرعي-أشرف رفعت وغيرهم من الشباب وكانت تحت قيادة الأستاذ أمين ضبيع)وكانت تحمل اسم(هابي داي) وكانت ناجحة جدا ولا اعلم سبب حلها ....إلي أن وصلت الأفراح بشكلها الحالي إما الاحتفال بالفرح بفرقة زفاف أو فرقة مسرح أو تأجير قاعة للأفراح بالمنزلة
وقبل أن ينتهي الفرح تذهب أم العروس سريعا لتجهز طعام العشاء للعروسين وغالبا مايكون لحوم طيور(زغاليل (صغير الحمام)-بط-فراخ-حمام).....وسأنقل لكم صورة مما كان يحدث قديما مما كنت اسمعه من سيطرة بعض العادات المتخلفة والتي كانت تعكر صفو الفرح وفرحة العروسين وتضع العروسين تحت ضغط نفسي وعصبي رهيب ....والحمد لله أن هذه العادات تلاشت مع مرور الزمن ،
(وحتي لا يتفهم البعض خطا أنا أتناول الموضوع من الناحية الفلكلورية السسيولوجية لأن هذه كانت عادات وموروثات ظلت في القرية لفترة والغرض من عرضها هو نقدها )وهي فكرة غشاء البكارة(العرض) ويجب علي العريس أن يثبت رجولته في تلك الليلة ....ولا تدرون كم الضغط النفسي والعصبي الرهيب الذي يصيب عائلتي العروسين إزاء هذه العادة المتخلفة التي تكاد تصيب أحد العروسين بانهيار عصبي ...ويزداد هذا الضغط كلما اقترب العروسان من منزل الزوجية ويغلق عليهما باب واحد ....تخشي أم العريس علي ابنها من الأعمال ورش عتبة الباب بالماء والسحر لإصابته بالعجز في تلك الليلة ،فتنصح ابنها بارتداء ملابسه الداخلية بالمقلوب لينعكس العمل ولا يصيبه ...وكذلك العروس التي يصيبها الخوف الشديد والفكرة المسبقة التي يصورونها لها ،وقد يحدث له انهيار عصبي إذ تقع عليها مسئولية كبري وتخشي المجهول في إثبات أنها ذات شرف أمام الجميع ولم يمسسها بشر
ووسط التهليل والأغاني يزف الأهل العروسين ويغلق عليهما الباب وينتظرون بالخارج للاطمئنان علي الأحوال....
أهل العريس للاطمئنان علي ابنهم ورجولته وانه لم يصبه شيء من السحر أو الأعمال....وأهل العروس للاطمئنان علي ابنتهم والتفاخر بشرف ابنتهم التي رفعت رأسهم أمام الناس (وآه لو فشل العريس في هذه الليلة لوجدت سيرته تتناقلها الألسن وتكون فضيحته بجلاجل) ...والكل ينتظر بالخارج المنديل الملطخ بالدماء فيعرضه العريس فيرتاح الجميع ،وتتعالي الصيحات ، وتنطلق الزغاريد لنجاح المهمة
والله هذا ماكان يحدث ، وعفوا لم أقصد التعرية أو تناول الأمر بصورة مكشوفة ويعلم الله أنني بذلت مافي وسعي للهروب من التعبيرات الفجة في هذا الأمر حتى أستطيع نقل هذه الصورة، ونقد هذه العادة السلبية التي كانت موجودة لفترة قريبة في القرية ...ويجب أن يعلم الجميع بأننا في القرية أحسن حالا، وأكثر احتراما في هذا الأمر....فيحدث في بعض قري الشرقية أن يقوم أهل العروس بالطواف بالمنديل علي سيارة ربع نقل في شوارع القرية والهتاف بشرف ابنتهم ... والأصعب من ذلك هناك في بعض القرى كانت أمهات العرائس تدخل معهن ساعة هذه العملية لتمسك ابنتها لزوجها....والحمد لله أن مثل هذه العادات ليست موجودة عندنا في القرية ...وكانت في نطاق ضيق
د-الصباحية والسبوع
وهي من العادات التي يحرص عليها أهل الريف المصري..وخصوصا في قرية جديدة المنزلة..
والصباحية...هي صباح يوم الدخلة ،ويذهب أهل العروس بكل مالذ وطاب حمله لزيارة العروس والاطمئنان عليها.......وبحق يكون هذا اليوم جميلا جدا وتشعر معه الأم بالسعادة والراحة النفسية بعد زواج ابنتها،وتنتظر المولود بفارغ الصبر لتصبح جدة.....وينقطها أشقاؤها بالنقوط...هذا خلافا لم يحدث في المدن ،فيذهب الأب والأم بفطيرة أو بعض الحلوى فقط.....لكن عندنا في القرية نحمل العائلة كل ماتتخيله في ذهنك
أما السبوع... فهو بعد مرور أسبوع علي الزواج،ويعد فيها أخوال العروس كل مالذ وطاب حمله،وهي عادة اعتادها أهل القرية ،ودائما مايقوم الأخوال بأشياء كثيرة في المناسبات (ومن هنا ظهر المثل الخال والد)وهذا عرف متبع في القرية منذ فترة بعيدة ...وبعد مرور أسبوع يتوافد الأصحاب والمهنئون للعروسين ،وتقديم النقوط
،ويستمر هذا الوضع حتى نسمع الخبر السار الذي يعلن عن وفود الزائر الجديد للأسرة
في منزل العروسين يستيقظ الجميع مبكرين
ففي منزل العريس تستيقظ علي رائحة الأطعمة ورائحة الشواء التي تغزو الأنف ،وتسمع أصوات غلي القدور وصراع اللحوم مع الماء المغلي فتغزو تلك الروائح فمك ،وتمني نفسك بقطعة من هذه الأطعمة أو تنال حظا من هذا اللحم ...حتى إننا سمعنا أغنية فلكلورية (ياعريس إبقي افتكر ...حوش لأبوك حتة من الدكر (قصدهم دكر البط المزقط )كدليل علي الاهتمام بالعريس وتغذيته في هذا اليوم لإقباله علي مرحلة وحياة جديدة
وتسمع صوت الميكروفون بأغانيه الفلكلورية في هذه المناسبة ،فيلتف الأطفال حوله ...وتتسابق الفتيات الصغيرات في أخذ الميكروفون للتعبير بزغرودة تسمع صوتها عاليه في الميكروفون ،كتعبير عن الفرح ومشاركة العروسين ،ويقبل النسوة والمدعوون ،وقبل الدخول لمنزل العروسين كانوا ينقطون صاحب الميكروفون الذي يعدد أسماء عائلة صاحبة النقطة....ولا زالت هذه العادة منتشرة في القرية ولم تختف من القرية
وتنصب الموائد في منزل العريس ويقبل المدعوون والمهنئون لينئوا العريس وينالوا نصيبهم من الوليمة ويشاركوا العريس فرحته .....ولم تختف هذه العادة من القرية ولا زالت موجودة ،وكانت قديما تقام بصورة محدودة أما الآن ،فأصبح البذخ والإسراف هما الطابع الغالب علي هذه الولائم ,,فنجد من يذبح بقرة أو اثنتين ،وتختلف من عريس إلي آخر حسب ظروفه
ويرسل العريس للعروس نصيبها من الوليمة، سواء أكانت في بيت أهلها أو في منزل أخوالها...وليست هذه العادة وليدة اليوم ،بل تقليدا متبع في القرية منذ زمن بعيد
وتقترب الساعة الحاسمة وتهيئ الماشطة العروس لعريسها (اختفت الماشطة وكانت الحاجة صديقة-رحمها الله-أشهر من عملت بهذه المهنة في القرية)وتجلس العروس علي الكوشة المعدة لها هي والعريس ....وتجلس العروس في انتظار عريسها واضعة منديلا فوق حجرها.... لتنقطها النسوة اللائي يقبلن عليها ...وطبعا كانت هذه النقطة من نصيب الماشطة التي تحصلها فور امتلاء المنديل أولا بأول....أما الآن فغابت الماشطة ،وأصبحت العروس تذهب إلي الكوافير في المنزلة وتحجز قبلها بيوم أو اثنين ويذهب العريس ليأخذها من هناك
ويذهب العريس ماشيا بصحبة أصحابه وأقاربه وهم يغنون ويصفقون ،وفي الغالب كان العريس يسير علي قدميه إلي منزل العروس أو خالها وسط الهتافات والتهليل والأغاني الفلكلورية في تلك الفترة ،ويجلس العريس علي الكرسي الآخر بجوار عروسه وسط جو من الفرحة والتهليل ،في وقت لم يكن هناك فيه فرقا للزفاف كما هو متبع الآن ،بل كان يرقص أحد المدعووين وسط تصفيق وتهليل الحضور،وكانوا يستخدمون في الطبل طبقا من الآنية له صوت ويحدث إيقاعا ...وأحيانا يشترك في الرقص رجل أو اثنان وقد يشاركهم العريس ...وقد يحملون العريس لأعلي مرددين (يعيش العريس يعيش ...عريسنا الليلة كويس ...كويس ......يعيش ....يعيش ....يعيش)طبعا طقوس بسيطة وأمور ليست فيها زخرفة أو بهرجة ولكنها كانت تعبر عن جو الفرح والسعادة للفرح في القرية في فترات سابقة
وبالطبع لم تكن القرية تعرف فكرة جلب الفرق الموسيقية أو الغنائية ...ودخلت بعد ذلك فرق كانت تشبه فرقة حسب الله (التي جسدها عبد السلام النابلسي في فيلم شارع الحب مع عبد الحليم حافظ)وكانت تعتمد علي آلات النفخ النحاسية الصاخبة...وبدأت الفرق الموسيقية تنتشر في القرية ،فيستقطبها الناس من الخارج بعد اختلاف شكل الفرح في القرية من الشكل البسيط إلي سرادقات تقام ...إلي مسارح ،فأصبحنا نري فرقة الزفاف ،وفرقة العرض علي المسرح والراقصات ...وكانت أول فرقة زفاف من القرية كانت تتكون من شباب القرية في ذلك الوقت(إمبابي إمبابي-أبشر الإمام-أحمد عجوة-شعبان منصور-حسني طويلة-نصر البرعي-أشرف رفعت وغيرهم من الشباب وكانت تحت قيادة الأستاذ أمين ضبيع)وكانت تحمل اسم(هابي داي) وكانت ناجحة جدا ولا اعلم سبب حلها ....إلي أن وصلت الأفراح بشكلها الحالي إما الاحتفال بالفرح بفرقة زفاف أو فرقة مسرح أو تأجير قاعة للأفراح بالمنزلة
وقبل أن ينتهي الفرح تذهب أم العروس سريعا لتجهز طعام العشاء للعروسين وغالبا مايكون لحوم طيور(زغاليل (صغير الحمام)-بط-فراخ-حمام).....وسأنقل لكم صورة مما كان يحدث قديما مما كنت اسمعه من سيطرة بعض العادات المتخلفة والتي كانت تعكر صفو الفرح وفرحة العروسين وتضع العروسين تحت ضغط نفسي وعصبي رهيب ....والحمد لله أن هذه العادات تلاشت مع مرور الزمن ،
(وحتي لا يتفهم البعض خطا أنا أتناول الموضوع من الناحية الفلكلورية السسيولوجية لأن هذه كانت عادات وموروثات ظلت في القرية لفترة والغرض من عرضها هو نقدها )وهي فكرة غشاء البكارة(العرض) ويجب علي العريس أن يثبت رجولته في تلك الليلة ....ولا تدرون كم الضغط النفسي والعصبي الرهيب الذي يصيب عائلتي العروسين إزاء هذه العادة المتخلفة التي تكاد تصيب أحد العروسين بانهيار عصبي ...ويزداد هذا الضغط كلما اقترب العروسان من منزل الزوجية ويغلق عليهما باب واحد ....تخشي أم العريس علي ابنها من الأعمال ورش عتبة الباب بالماء والسحر لإصابته بالعجز في تلك الليلة ،فتنصح ابنها بارتداء ملابسه الداخلية بالمقلوب لينعكس العمل ولا يصيبه ...وكذلك العروس التي يصيبها الخوف الشديد والفكرة المسبقة التي يصورونها لها ،وقد يحدث له انهيار عصبي إذ تقع عليها مسئولية كبري وتخشي المجهول في إثبات أنها ذات شرف أمام الجميع ولم يمسسها بشر
ووسط التهليل والأغاني يزف الأهل العروسين ويغلق عليهما الباب وينتظرون بالخارج للاطمئنان علي الأحوال....
أهل العريس للاطمئنان علي ابنهم ورجولته وانه لم يصبه شيء من السحر أو الأعمال....وأهل العروس للاطمئنان علي ابنتهم والتفاخر بشرف ابنتهم التي رفعت رأسهم أمام الناس (وآه لو فشل العريس في هذه الليلة لوجدت سيرته تتناقلها الألسن وتكون فضيحته بجلاجل) ...والكل ينتظر بالخارج المنديل الملطخ بالدماء فيعرضه العريس فيرتاح الجميع ،وتتعالي الصيحات ، وتنطلق الزغاريد لنجاح المهمة
والله هذا ماكان يحدث ، وعفوا لم أقصد التعرية أو تناول الأمر بصورة مكشوفة ويعلم الله أنني بذلت مافي وسعي للهروب من التعبيرات الفجة في هذا الأمر حتى أستطيع نقل هذه الصورة، ونقد هذه العادة السلبية التي كانت موجودة لفترة قريبة في القرية ...ويجب أن يعلم الجميع بأننا في القرية أحسن حالا، وأكثر احتراما في هذا الأمر....فيحدث في بعض قري الشرقية أن يقوم أهل العروس بالطواف بالمنديل علي سيارة ربع نقل في شوارع القرية والهتاف بشرف ابنتهم ... والأصعب من ذلك هناك في بعض القرى كانت أمهات العرائس تدخل معهن ساعة هذه العملية لتمسك ابنتها لزوجها....والحمد لله أن مثل هذه العادات ليست موجودة عندنا في القرية ...وكانت في نطاق ضيق
د-الصباحية والسبوع
وهي من العادات التي يحرص عليها أهل الريف المصري..وخصوصا في قرية جديدة المنزلة..
والصباحية...هي صباح يوم الدخلة ،ويذهب أهل العروس بكل مالذ وطاب حمله لزيارة العروس والاطمئنان عليها.......وبحق يكون هذا اليوم جميلا جدا وتشعر معه الأم بالسعادة والراحة النفسية بعد زواج ابنتها،وتنتظر المولود بفارغ الصبر لتصبح جدة.....وينقطها أشقاؤها بالنقوط...هذا خلافا لم يحدث في المدن ،فيذهب الأب والأم بفطيرة أو بعض الحلوى فقط.....لكن عندنا في القرية نحمل العائلة كل ماتتخيله في ذهنك
أما السبوع... فهو بعد مرور أسبوع علي الزواج،ويعد فيها أخوال العروس كل مالذ وطاب حمله،وهي عادة اعتادها أهل القرية ،ودائما مايقوم الأخوال بأشياء كثيرة في المناسبات (ومن هنا ظهر المثل الخال والد)وهذا عرف متبع في القرية منذ فترة بعيدة ...وبعد مرور أسبوع يتوافد الأصحاب والمهنئون للعروسين ،وتقديم النقوط
،ويستمر هذا الوضع حتى نسمع الخبر السار الذي يعلن عن وفود الزائر الجديد للأسرة
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
رد: تطور العادات والتقاليد في جديدة المنزلة
2-الميلاد
بمجرد سماع الخبر السار تفرح الأسرة وتنتظر قدوم ولي العهد ،ونري الاهتمام بالعروس حتى موعد الولادة،ويتم استدعاء القابلة(الداية)،فلم يكن الطبيب معروفا في ذلك الوقت ،لأن ذلك كان يعتبر عيبا ،إذ كيف تنكشف المرأة علي رجل غريب ,وكان لا يقوم الطبيب بالولادة غلا في حالات الضرورة القصوى....وكانت القرية تعتمد علي قابلتين (إحداهما والدة كاتب هذه السطور ،وكانت تعد أشهر قابلة في القرية والقرى المحيطة....)وكانت القابلة تصبر علي المرأة الحامل يوم أو يومين أو ثلاث أو حتى أسبوعا وتظل تباشرها حتى يحين موعد الولادة...وأصبحت الولادات في القرية تعتمدعلي المستشفيات والعيادات الخاصة للأطباء بعد وفاة القابلتين اللتين كانتا موجودتين بالقرية ،ولم يعد هناك ذكر للقابلات (وكان يطلق علي القابلة فلانة الداية).....
وعند خروج المولود إلي الحياة كان هناك اعتقاد شائع في عدم ذكر جنس المولود فور ولادته خوفا من الحسد،وخصوصا إذا كان ولدا ،فكان الشائع أن الولد (الولد سر أبيه كما في الأمثال الشعبية)موضع حرص واهتمام في الريف المصري،وكان الاعتقاد بأنه الذي سيحمل اسم العائلة،والذي سيرث الارض حتى لا تنتقل خارج العائلة ،وبسبب ذلك الاعتقاد كان يضيع حق النساء في ميراث العائلة نتيجة اعتقادات وموروثات رغم مخالفتها للشريعة الإسلامية ،وإذا كان المولود بنتا يسلم أمره لله ويقنع نفسه بان البنات رزقهن واسع ....أما الآن فقد تقدم الطب و تتعرف الأم علي جنس المولود خلال أشهر الحمل الأولي ويعلم به المولود وليس هناك مجال لإخفاء ذلك ،وقبل الولادة بفترة قصيرة تذهب الحامل لمنزل أبيها لتلد هناك، فتلقي الرعاية والاهتمام من أمها حتى موعد الولادة ،وتحرص الأم علي توفي مستلزمات ابنتها من طيور ومشروب (الموغات)لتعوض مافقدته خلال فترة الحمل والمعاناة في الولادة ،وتظل بعد الولادة أسبوعا أو اثنين، ثم تذهب بطفلها إلي بيت الزوجية
ومن أهم العادات والتقاليد بعد قدوم المولود هو الاحتفال بسبوع المولود بعد مرور أسبوع من ولادته ،إذ يلقي عناية خاصة من الأسرة المصرية عامة ولأجل الاحتفاء به ظهرت الكثير من الأغاني التي تعبر عن هذا الحدث السعيد (كأغنية يارب ياربنا لكريمة مختار في فيلم الحفيد-والسبوع لحمادة هلال من فيلم عيال حبيبة –النونو لسعاد حسني من فيلم هو وهي –وفي الموروث الشعبي حلقاتك برحلاتك )لنجد أن الاحتفال بسبوع المولود موغلة في القدم منذ وجود المصري القديم
وغالبا يتم عمل السبوع في منزل والد الحامل حيث وجودها ،ويقبل الأهل والأقارب للاحتفال بالسبوع ،وتلتف النسوة حول الطفل وأمه ،وطبعا لن أصف لكم ماكان يحدث فقد صورته الدراما خير تمثيل ،وهو ماكان يحدث عندنا بالضبط ،من توزيع الشموع علي الأطفال ،ويطوفون بها ،ويغنون للمولود (يارب ياربنا يكبر ويبقي ادنا ويبقي أحسن مننا .....الخ )ولكن الخلاف الذي كان متبعا في القرية ،وأذكر ذلك جيدا ورأيته بعيني هو موضوع الإبريق الذي يحتوي علي خمس فتحات، يتم وضع الشمعات فيها ،وحكاية هذه الشمعات ،عندما لا تتفق العائلة علي اسم للمولود ،كان كل واحد يختار اسما علي شمعة من الشمع الموضوعة في فتحات الإبريق والشمعة التي تظل للنهاية هي اسم المولود ،لأنها كتب لها طول العمر (طبعا كان اعتقادا في ذلك الوقت لم يعد موجودا ,ونري الآن اسم المولود يتحدد عندما تعرف الأم جنسه خلال أشهر الحمل الأولي
وفي بعض الأحيان كان يوضع المولود في غربال به قمح ومكسرات ،وأغلب الظن أنها عادة قديمة ،وأثناء الغربلة تدق القابلة ،أو أي سيدة من الموجودات هونا وتلقي بمنظومة معروفة(إسمع كلام أمك وماتسمعش كلام أبوك ....ألخ ورأينا ذلك كثيرا في الدراما وخصوصا في فيلم الحفيد)
ويجلس الرجال في الخارج ،وتوزع عليهم أكواب الموغات(طبعا الجميع يعرفون هذا المشروب ومحتوياته فهو مغذ جدا وخصوصا للمرأة بعد الولادة) وأكياس الفول السوداني والشيكولاته،وكذلك علي الأطفال والنساء ....والجديد في هذا الأمر الآن هو كتابة اسم المولود علي كارت صغير داخل كيس الفول ،وهناك من يستبدل الكارت بعملة ورقية ،وهذه العادة تنتشر في جميع أنحاء مصر المحروسة..وتحمل تعليقات مختلفة
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
رد: تطور العادات والتقاليد في جديدة المنزلة
3-الختان)الطهور)
والختان بنوعيه للذكور والإناث ،ولكن ختان الأولاد الذكور كان ينال عناية خاصة من المجتمع المصري وخير تعبير كما نجد في أوبريت الليلة الكبيرة لصلاح جاهين الذي يعبر عن الاحتفال بالمولد ،وكانت ظاهرة ختان الأطفال تنتشر في الموالد فيقولياأم المطاهر رشي الملح سبع مرات...... في مقامه الطاهر رشي وقيدي سبع شمعات...... ياعريس ياصغير .....علقة تفوت ولا حد يموت..... لابس ومغير وهتشرب مرقة كتكوت........ يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات ) وعادة كانت يتم ختان الذكور في الموالد ،وفي مولد ابن تميم بالمنزلة كانت تقام السرادقات التي يختتن فيها الأطفال ،وكان يتم ختان بعض أطفال القرية ،وطبعا كان يقوم بهذه العملية محترفون حتى لا يقضون علي ذكورة الولد ويذهب في خبر كان،واختفت هذه الظاهرة من الموالد بعد انتشار الوعي والاهتمام بالرعاية الصحية ،فيقوم بهذه العملية أطباء جراحون متخصصون بدلا من الحلاقين الذين كانوا يقومون بهذه العمليات ،ويستخدمون أدوات غير معقمة وغير نظيفة قد ينتج عنها أحيانا نتائج سيئة تضر بالشخص)المطاهر)
.
وكان يقام لختان الطفل الذكر احتفال خاص بالقرية ،وكان يقام له مولد بزفة ..وشهدت أكثر من حفل ختان أثناء طفولتي في القرية ،وكان المطاهر يمتطي حصانا أمام خاله مرتديا جلبابا أبيض،وعلي رأسه عقال بدوي ،فهو عريس هذا اليوم
ويسير الموكب(الزفة)من أمام منزله ،ويسير علي امتداد شارع البحر ،ويجوب شوارع القرية ،والموكب علي جانبين بالدفوف والرقوق والصاجات (الطار)في إيقاعات منتظمة تشعرك بجو من الروحانية ،وبحق كانت هذه العادة من الموروثات الشعبية الجميلة المعبرة عن روح الألفة والحب والبهجة في القرية رغم بساطتها،لكن كان الكل يحضر ويحرص علي السير في الموكب ومشاركة أبناء القرية فرحة ختان ابنه ،طقوس جميلة تعبر عن روح الأصالة في الجديدة من تاريخها الاجتماعي ،وكانت طقوس شبيهة بطقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
..
وبعد أن يزف العريس الصغير (كما عبر عنه صلاح جاهين في أوبريت الليلة الكبيرة )يتجه الموكب أمام منزله،ويمارس طقوسه الخاصه في الدق علي الطبول والدفوف ،والأصوات النحاسية التي كانت تصل لأذنيك ،فتهتز معها فرحا ....وينزل العريس من علي حصانه ليخلع رداء الفارس ويرتدي ثوبا آخرا،لمصيره المحتوم الذي لا فكاك منه ،وينتظره موس ومقص الحلاقة لقطع قطعة من جسمه –وهو مسرور ولا يدري ماسيحدث له ،وبحق المشهد رهيب وفظيع لأننا جميعا تعرضنا له ،وشعر به من اختتن في سن كبيرة (أي بعد الثالثة ،يكون الأمر مؤلما)وسأنقل لكم صورة حية بالضبط لهذه العملية التي تغيب عن شباب اليوم ،ممن أجريت لهم بالبنج ،ولم يشعروا بهاوتخيلوا معي حجم الألم في هذه العملية ...يذهب الطفل ولا يعلم مصيره المحتوم،وما يخبأه له قدره،ويجلس المتخصص في الطهارة علي كرسيه الخاص شاهرا أسلحته لذبح الضحية وسلخها بالأدوات التي معه....ويجلسون الطفل أمامه بعد سحب لباسه الداخلي ،فيتعري نصفه الأسفل ويظهر فرجه(البلبل)ويمسكه شخصان أحدهما من الخلف ،والآخر من الأمام بالضغط علي ركبتيه نحتي لا يتحرك ويصيبه المقص ،ويتأهب الرجل ويسمي الله ،ويمسك بالفرج ،ويمسك بالجلد الزائد(الفضلة كما كنا نسميها )ويظل يدفعها للخلف ،ليظهر الفرج تماما بشكله ،ويمسك الرجل بالمقص ،ليقص (،لقد اقشعر بدني من الوصف)هذه القطعة ،وتسمع صرخة مدوية للطفل ،كصرخة عذراء تفض بكارتها ،ويجفف الدماء بالقطن ويضع المطهرات ،ثم يربطه ،لتنطلق الزغاريد في المنزل ،وان ابنهم دخل عالم الذكورة .....وتنصب الموائد ،وتقدم الموائد وعليها كل مالذ وطاب من بط وديوك وفراخ ،نخب عريس اليوم ،وطبعا يظل يغير علي الجرح مدة معلومة ،حتى يطيب تماما ،ويمارس حياته بصورة طبيعية ....وفي المساء يقيم والد العريس الصغير سرادقا صغيرا ويقيم احتفالا يحييه أحد المتخصصين في مجال المديح (وكان غالبا الشيخ جاد رحمه الله)
..........
أما بخصوص ختان البنات ،فكان في سرية تامة ،وفي طي الكتمان لا يعلم به أحد في القرية ...ويحدث مع البنت ما كان يحدث مع الولد نولكن بدلا من المقص كان أحيانا يستخدم الموس ،ويعتبر هذا الأمر خطير جدا بالنسبة للبنات ،إذا لم تقم به محترفة في هذا المجال وتقطع الجزء المراد ،وإذا لم تلتزم حياله قضت علي أنوثة البنت (طبعا أتناوله من الناحية الفلكلورية السسيولوجية ،ولم أتعرض للناحية الدينية ،وهذا حلال وهذا حرام ،ولكن انقل ما كان يحدث في القرية ،والحلال والحرام ليس من شأني
والختان بنوعيه للذكور والإناث ،ولكن ختان الأولاد الذكور كان ينال عناية خاصة من المجتمع المصري وخير تعبير كما نجد في أوبريت الليلة الكبيرة لصلاح جاهين الذي يعبر عن الاحتفال بالمولد ،وكانت ظاهرة ختان الأطفال تنتشر في الموالد فيقولياأم المطاهر رشي الملح سبع مرات...... في مقامه الطاهر رشي وقيدي سبع شمعات...... ياعريس ياصغير .....علقة تفوت ولا حد يموت..... لابس ومغير وهتشرب مرقة كتكوت........ يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات ) وعادة كانت يتم ختان الذكور في الموالد ،وفي مولد ابن تميم بالمنزلة كانت تقام السرادقات التي يختتن فيها الأطفال ،وكان يتم ختان بعض أطفال القرية ،وطبعا كان يقوم بهذه العملية محترفون حتى لا يقضون علي ذكورة الولد ويذهب في خبر كان،واختفت هذه الظاهرة من الموالد بعد انتشار الوعي والاهتمام بالرعاية الصحية ،فيقوم بهذه العملية أطباء جراحون متخصصون بدلا من الحلاقين الذين كانوا يقومون بهذه العمليات ،ويستخدمون أدوات غير معقمة وغير نظيفة قد ينتج عنها أحيانا نتائج سيئة تضر بالشخص)المطاهر)
.
وكان يقام لختان الطفل الذكر احتفال خاص بالقرية ،وكان يقام له مولد بزفة ..وشهدت أكثر من حفل ختان أثناء طفولتي في القرية ،وكان المطاهر يمتطي حصانا أمام خاله مرتديا جلبابا أبيض،وعلي رأسه عقال بدوي ،فهو عريس هذا اليوم
ويسير الموكب(الزفة)من أمام منزله ،ويسير علي امتداد شارع البحر ،ويجوب شوارع القرية ،والموكب علي جانبين بالدفوف والرقوق والصاجات (الطار)في إيقاعات منتظمة تشعرك بجو من الروحانية ،وبحق كانت هذه العادة من الموروثات الشعبية الجميلة المعبرة عن روح الألفة والحب والبهجة في القرية رغم بساطتها،لكن كان الكل يحضر ويحرص علي السير في الموكب ومشاركة أبناء القرية فرحة ختان ابنه ،طقوس جميلة تعبر عن روح الأصالة في الجديدة من تاريخها الاجتماعي ،وكانت طقوس شبيهة بطقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
..
وبعد أن يزف العريس الصغير (كما عبر عنه صلاح جاهين في أوبريت الليلة الكبيرة )يتجه الموكب أمام منزله،ويمارس طقوسه الخاصه في الدق علي الطبول والدفوف ،والأصوات النحاسية التي كانت تصل لأذنيك ،فتهتز معها فرحا ....وينزل العريس من علي حصانه ليخلع رداء الفارس ويرتدي ثوبا آخرا،لمصيره المحتوم الذي لا فكاك منه ،وينتظره موس ومقص الحلاقة لقطع قطعة من جسمه –وهو مسرور ولا يدري ماسيحدث له ،وبحق المشهد رهيب وفظيع لأننا جميعا تعرضنا له ،وشعر به من اختتن في سن كبيرة (أي بعد الثالثة ،يكون الأمر مؤلما)وسأنقل لكم صورة حية بالضبط لهذه العملية التي تغيب عن شباب اليوم ،ممن أجريت لهم بالبنج ،ولم يشعروا بهاوتخيلوا معي حجم الألم في هذه العملية ...يذهب الطفل ولا يعلم مصيره المحتوم،وما يخبأه له قدره،ويجلس المتخصص في الطهارة علي كرسيه الخاص شاهرا أسلحته لذبح الضحية وسلخها بالأدوات التي معه....ويجلسون الطفل أمامه بعد سحب لباسه الداخلي ،فيتعري نصفه الأسفل ويظهر فرجه(البلبل)ويمسكه شخصان أحدهما من الخلف ،والآخر من الأمام بالضغط علي ركبتيه نحتي لا يتحرك ويصيبه المقص ،ويتأهب الرجل ويسمي الله ،ويمسك بالفرج ،ويمسك بالجلد الزائد(الفضلة كما كنا نسميها )ويظل يدفعها للخلف ،ليظهر الفرج تماما بشكله ،ويمسك الرجل بالمقص ،ليقص (،لقد اقشعر بدني من الوصف)هذه القطعة ،وتسمع صرخة مدوية للطفل ،كصرخة عذراء تفض بكارتها ،ويجفف الدماء بالقطن ويضع المطهرات ،ثم يربطه ،لتنطلق الزغاريد في المنزل ،وان ابنهم دخل عالم الذكورة .....وتنصب الموائد ،وتقدم الموائد وعليها كل مالذ وطاب من بط وديوك وفراخ ،نخب عريس اليوم ،وطبعا يظل يغير علي الجرح مدة معلومة ،حتى يطيب تماما ،ويمارس حياته بصورة طبيعية ....وفي المساء يقيم والد العريس الصغير سرادقا صغيرا ويقيم احتفالا يحييه أحد المتخصصين في مجال المديح (وكان غالبا الشيخ جاد رحمه الله)
..........
أما بخصوص ختان البنات ،فكان في سرية تامة ،وفي طي الكتمان لا يعلم به أحد في القرية ...ويحدث مع البنت ما كان يحدث مع الولد نولكن بدلا من المقص كان أحيانا يستخدم الموس ،ويعتبر هذا الأمر خطير جدا بالنسبة للبنات ،إذا لم تقم به محترفة في هذا المجال وتقطع الجزء المراد ،وإذا لم تلتزم حياله قضت علي أنوثة البنت (طبعا أتناوله من الناحية الفلكلورية السسيولوجية ،ولم أتعرض للناحية الدينية ،وهذا حلال وهذا حرام ،ولكن انقل ما كان يحدث في القرية ،والحلال والحرام ليس من شأني
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
رد: تطور العادات والتقاليد في جديدة المنزلة
4-الوفاة
الموت هو انقطاع صلة الإنسان بالدنيا ....وهو الانتقال من عالم الدنيا إلي عالم الآخرة...والموت هو الموت في كل زمان ومكان ...ولكن تختلف أسبابه.....
ولكن....! ماذا يحدث عند الموت ...؟.. وما هي الأفعال والطقوس التي تمارس....؟.. هذا مايختلف من مكان إلي آخر ..ويختلف باختلاف العصر والبيئة ...في المدينة عن الريف.....وفي الجديدة عن الفروسات وغيرها من القرى،مما يجعل كل مجتمع له خصوصياته التي يتفرد بها ،ويلتزم بها أفراده،وكل الاتفاق في الأمر هو التزام الشريعة الإسلامية في الغسل وصلاة الجنازة والدفن،أما غير ذلك فيعتبر من الموروثات القديمة والشعبية ،والتي تأصلت في المجتمع ،وإن اختفي بعضها تدريجيا ....،ولكن هناك بعض الطقوس والعادات التي تمارس ولا علاقة لها بالدين،مما يجعل الآراء تنقسم حولها مابين البدعة والضرورة الاجتماعية
عندما يتوفي أحد الأشخاص في عائلة ما في القرية يجتمع كبار العائلة ،ويكتب النعي لكل من له صلة قرابة بالمتوفي ،ويذاع عبر مكبر صوت(ميكروفون)علي حنطور ويطوف بين القرى للإعلام بنبأ الوفاة،حيث ينتشر الأقارب والأصحاب ،ليحضروا الجنازة ويشيعوا الميت إلي مثواه الأخير،والآن حلت السيارة ربع نقل مكان الحنطور وأخيرا توك توك ،وكذلك يتم إعلان نبأ الوفاة بمكبرات صوت المسجد الكبير بالقرية(الميكروفون)وهو أشهر وسيلة إعلامية في القرية ،لسرعة الانتشار،ووجود الميكروفون بأعلى مكان بالقرية (مئذنة المسجد)فينتشر الخبر ويعلم به الجميع ،وكذلك وسائل الاتصال الحديثة نوعن طريقها يعلم الجميع بالخبر بسرعة البرق،وسبق أن أخبرني محمد عزت هلال بنبأ وفاة احد أقاربي من أبناء القرية المقيمين بالقاهرة ،قبل علم أهله بالخبر للدلالة علي أهمية التكنولوجيا في هذا الأمر
وبمجرد انتشار الخبر يقبل الناس من كل حدب وصوب،ويتجمعون أمام منزل المتوفى ،ويخبر اللحاد(وكان يسمي بري)كي يجهز المدفن الخاص في مدافن العائلة..ويذهب آخر لإحضار محملين (أحدهما النعش الذي سيحمل عليه الميت والآخر المغسلة التي سيغسل عليها طبقا للشريعة الإسلامية(رجل للرجال –سيدة للنساء)..
وتقبل النساء علي منزل الميت ...وآه من النساء المتشحات بالسواد (يرمز للحزن خلافا للون الأبيض في مجتمعات أخري) وآه من النساء في المأتم(مجلس النساء في الفرح والحزن)وسأنقل لكم صورا مما كان يحدث قديما من الموروثات الشعبية ،وقد عبر عنها كثير من المهتمين بالشعبيات والرحالة الأجانب ،وتوغلوا في قراها ومدنها وعبروا عن هذه العادات خير تعبير...وتناولوا هذه العادات بصفة عامة عما كان يحدث في المجتمع المصري،وفي هذه الدراسة سأميل إلي الخصوصية بعض الشيء،وسأركز علي القرية ،وأعتقد أن معظمنا رأي مثل هذه الأشياء والتي يكاد يكون بعضها موجودا نوعا ما
يخيم الحزن علي القرية ،سكون ...لا حركة،ولا صوت يعلو ،ولا راديو إلا علي القرآن الكريم،حتى صوت الأغاني لا تسمعه في هذا اليوم ،وإذا صادف فرح في هذا اليوم ،فبدون موسيقي أو ميكروفون مراعاة لمشاعر أهل الفقيد ،وكانت هذه الروح سائدة في فترة ما في القرية
كانت تنتشر روح الود والتعاون والتفاهم في القرية ،وكان صوت كبرائها مسموعا...أما الآن فأصبحت الأمور متشابكة بلا معالم ،ولم تعد تعرف الحزن من الفرح،فرح هنا ...وميت هناك،،أغنية هنا ...قرآن هناك.....
وكان صاحب الفرح يستعطف أهل الميت ويستأذنهم مراعاة لمشاعرهم الحزينة علي فقيدهم، أما الآن فأعتقد لا
ومن أهم الأمور التي نذكرها وتميز القرية عن غيرها من قري مصر المحروسة،وتعبر عن روح الأصالة في القرية نوهي صورة من صور التكافل الاجتماعي ، والتي أتمني أن تسود في كافة المجالات ،وهي فكرة الصينية ،ولا أدري هل يعلم بها الشباب الناشئ في القرية أم لا ......؟وفكرة الصينية صور جميلة من صور الأصالة ....فأهل الميت يسيطر عليهم الحزن،والمعزون يقبلون من أماكن شتي لتقديم واجب العزاء لأهل الميت ،ورغم حالة الحزن كيف ينصرفون دون القيام بواجب الضيافة ،فكان الأصدقاء أو كل فرد من افرادالعائلة يرسل صينية تحمل صنوفا ما من الأطعمة ،وذلك لانشغال أهل الميت بفقيدهم والقيام بواجب العزاء
وكان الموسرون في القرية ينصبون مطبخا كبيرا للمعزين ،ومما هو جدير بالذكر أن أبناء القرية خارجها في (القاهرة –بورسعيد-المنصورة)متأثرون بهذه العادة في القيام بواجب الضيافة نحو المعزين ،مما يعبر عن تأثرهم بأصولهم الريفية
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
رد: تطور العادات والتقاليد في جديدة المنزلة
كانت صرخات النساء خير معبر عن جو الحزن في القرية ...وتتنوع بين صرخات عالية ....مكتومة....نشيج.....وأحيانا اللطم علي الخدود .....شق الثياب....تعرية الرءوس.....وضع الطين علي الرءوس ،وكذلك التراب ،هذا بالإضافة إلي مجالس الندب،ولا تدري معها هل هذا هذيان أم غناء(ويسمي العديد) .....تصفيق بالأيدي ....وكنت تسمع في مجالس الندب(ما كانشي يومك يا أخويا .....آه آه ياجملي .....اتخطفت بدرررررررررري (ويمد في الكلمة....سايبني ورايح فين ياأخويا ....العيال اتيتمت من بعدك يا اخويا ....وغيرها من كلمات العديد )ولا يمكن أن ننسي الشلشلة (وفي العامية ننطقها في القرية شنشنة )وكانت المرأة تمسك بمنديل بكلتا يديها وتفركه في بيديها لأعلي ،أو وضع الطرحة علي رقبتها وتشد بها يمينا ويسارا وتاخذ في التعديد والصراخ وترد عليها النساء في هذا الأمر...وبالطبع شهدنا كل هذه الأمور في القرية ...ومن لم يرها فقد عبرت عنها الدراما المصرية خير تعبير ...وكل هذه الأفعال فيها مخالفات للشريعة الإسلامية وقد نهانا عنها النبي صلي الله عليه وسلم ،وبدأت تختفي من القرية
وبعد غسل الميت وتكفينه،يوضع داخل النعش...وتتعالي الصرخات التي تجعلك تبكي أو تصيبك بانهيار عصبي .....المشهد كئيب جدا ،ويتم تغطية المحمل بملاءة جديدة ،والأذرع بفوط لتخفيف الوطء علي أكتاف حاملي النعش ....
يحمل النعش ويخرج به الناس من المنزل بلا رجعة وسط الصرخات وبكاء أهل الميت ....ويسير الموكب الجنائزي حتى مسجد القرية (وغالبا المسجد الكبير الذي تقام فيه الصلاة علي الميت في القرية)وتنتظر النساء بالخارج ،وكذلك بعض الرجال الذين لا يصلون الجنازة،
وتنتهي صلاة الجنازة ،ويواصل الموكب الجنائزي سيره،وكانت النساء تسير خلف الجنازة بصراخها المزعج ،واختفت هذه العادة تماما ،ولعبت التوعية الدينية الدور الأكبر في هذا الأمر،وينتهي الموكب عند مقابر القرية وسط العويل والصريخ...ويتم دفن الميت في مقابر عائلته،وتصطف عائلة الميت في أول طريق المقابر لتلقي العزاء في فقيدهم من المعزين ,وقد يكون العزاء قاصرا (أي القيام بالواجب عند المقابر ولا داعي لسهرة المساء)
وفيما مضي كان المحمل (النعش )يوضع خلف مسجد القرية وكان ذلك يسبب رهبة وخوفا شديدا عند المرور بجواره،وعندما تنتهي مراسم الدفن كانوا يعودون بظهر النعش وليس بوجهه للاعتقاد الشائع حتى لا يميت الناس في طريق(مايقشش البلد في طريقه ..وطبعا هذه بدعة لان الموت مسألة قدرية )
وفي المساء ينصب الصيوان(السرادق)لاستقبال المعزين من كل مكان ،لمواساة أهل الميت ،وتقديم واجب العزاء،والاستماع غلي ربع قرآن من أحد مشايخ القرية في تلك الفترة (المرحوم الشيخ علي سعدة-عبد الرحمن رشاد-حسن عيد-أحمد طلبة وأخيرا الشيخ إسماعيل إمبابي الذي نال شهرة واسعة خارج القرية ،وأصبح الناس خارجها يحرصون علي دعوته لإحياء مثل هذه المناسبات) وكانت السرادقات تقام في الأماكن الواسعة (إما في طريق البحر-أمام المسجد الكبير-الساحة-عند المدرسة القديمة )واختفت السرادقات تماما من القرية بعد بناء دار المناسبات
وبعد مرور ثلاثة أيام يحرص أهل الميت علي زيارته ويسمون هذا اليوم (الثالث )وهي من العادات المنتشرة في جميع بلدان مصر المحروسة ،ويحمل أهل القرية معهم كل مالذ وطاب (رحمة ونزلة علي روح الفقيد )وكنا نسميها ونحن صغار(الشحاتة)ويتجمع الأطفال لينالوا نصيبهم من هذه الغنيمة ،ويضعونها في كيسهم مرددين (شحاتي ياخالة )...وأحيانا كنت تجد المشاغبين في هذا المهرجان ويقلبون السلة التي تحتوي علي الصدقة رأسا علي عقي أو يتخطفونها إلي مكان نائي ثم يرجعون السلة فارغة(السبت)وكانت الشحاتة تسمي أحيانا (التفرقة لأنها تفرق علي الموجودين في هذا اليوم ...النساء والرجال والفقهاء(كان يسمي فقي لقراءة ماتيسر من القرآن علي روح الفقيد وهذه العادة لا زالت موجودة في كل مدن وقري مصر)
وبعد مرور أربعين يوما يتم إحياء ذكري الأربعين للفقيد(وهذه عادة فرعونية)وكان يطوف الميكروفون في القرية للإعلام بذكري الأربعين للفقيد ولكن اختف ذلك ....وأحيانا الذكري السنوية ...ومع مرور الزمن لم يعد أحد يقوم بهذه البدع ...ولكن البعض يري إنها مجرد تقليد اجتماعي فقط لاغير
وبعد غسل الميت وتكفينه،يوضع داخل النعش...وتتعالي الصرخات التي تجعلك تبكي أو تصيبك بانهيار عصبي .....المشهد كئيب جدا ،ويتم تغطية المحمل بملاءة جديدة ،والأذرع بفوط لتخفيف الوطء علي أكتاف حاملي النعش ....
يحمل النعش ويخرج به الناس من المنزل بلا رجعة وسط الصرخات وبكاء أهل الميت ....ويسير الموكب الجنائزي حتى مسجد القرية (وغالبا المسجد الكبير الذي تقام فيه الصلاة علي الميت في القرية)وتنتظر النساء بالخارج ،وكذلك بعض الرجال الذين لا يصلون الجنازة،
وتنتهي صلاة الجنازة ،ويواصل الموكب الجنائزي سيره،وكانت النساء تسير خلف الجنازة بصراخها المزعج ،واختفت هذه العادة تماما ،ولعبت التوعية الدينية الدور الأكبر في هذا الأمر،وينتهي الموكب عند مقابر القرية وسط العويل والصريخ...ويتم دفن الميت في مقابر عائلته،وتصطف عائلة الميت في أول طريق المقابر لتلقي العزاء في فقيدهم من المعزين ,وقد يكون العزاء قاصرا (أي القيام بالواجب عند المقابر ولا داعي لسهرة المساء)
وفيما مضي كان المحمل (النعش )يوضع خلف مسجد القرية وكان ذلك يسبب رهبة وخوفا شديدا عند المرور بجواره،وعندما تنتهي مراسم الدفن كانوا يعودون بظهر النعش وليس بوجهه للاعتقاد الشائع حتى لا يميت الناس في طريق(مايقشش البلد في طريقه ..وطبعا هذه بدعة لان الموت مسألة قدرية )
وفي المساء ينصب الصيوان(السرادق)لاستقبال المعزين من كل مكان ،لمواساة أهل الميت ،وتقديم واجب العزاء،والاستماع غلي ربع قرآن من أحد مشايخ القرية في تلك الفترة (المرحوم الشيخ علي سعدة-عبد الرحمن رشاد-حسن عيد-أحمد طلبة وأخيرا الشيخ إسماعيل إمبابي الذي نال شهرة واسعة خارج القرية ،وأصبح الناس خارجها يحرصون علي دعوته لإحياء مثل هذه المناسبات) وكانت السرادقات تقام في الأماكن الواسعة (إما في طريق البحر-أمام المسجد الكبير-الساحة-عند المدرسة القديمة )واختفت السرادقات تماما من القرية بعد بناء دار المناسبات
وبعد مرور ثلاثة أيام يحرص أهل الميت علي زيارته ويسمون هذا اليوم (الثالث )وهي من العادات المنتشرة في جميع بلدان مصر المحروسة ،ويحمل أهل القرية معهم كل مالذ وطاب (رحمة ونزلة علي روح الفقيد )وكنا نسميها ونحن صغار(الشحاتة)ويتجمع الأطفال لينالوا نصيبهم من هذه الغنيمة ،ويضعونها في كيسهم مرددين (شحاتي ياخالة )...وأحيانا كنت تجد المشاغبين في هذا المهرجان ويقلبون السلة التي تحتوي علي الصدقة رأسا علي عقي أو يتخطفونها إلي مكان نائي ثم يرجعون السلة فارغة(السبت)وكانت الشحاتة تسمي أحيانا (التفرقة لأنها تفرق علي الموجودين في هذا اليوم ...النساء والرجال والفقهاء(كان يسمي فقي لقراءة ماتيسر من القرآن علي روح الفقيد وهذه العادة لا زالت موجودة في كل مدن وقري مصر)
وبعد مرور أربعين يوما يتم إحياء ذكري الأربعين للفقيد(وهذه عادة فرعونية)وكان يطوف الميكروفون في القرية للإعلام بذكري الأربعين للفقيد ولكن اختف ذلك ....وأحيانا الذكري السنوية ...ومع مرور الزمن لم يعد أحد يقوم بهذه البدع ...ولكن البعض يري إنها مجرد تقليد اجتماعي فقط لاغير
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
رد: تطور العادات والتقاليد في جديدة المنزلة
-الأعياد والمناسبات
وللقرية عاداتها وتقاليدها في الأعياد والمناسبات
(شهر رمضان-عيد الفطر-عيد الأضحى-المولد النبوي-شم النسيم-المحيا(المحية)-خسوف القمر...وغيرها من المناسبات) أ-شهر رمضان لشهر رمضان مكانة كبيرة في عاداتنا وتقاليدنا .....فننتظره جميعا ،أطفال ورجال ونساء،وكان استعداد النساء له بتربية الطيور وخصوصا البط والاهتمام به (تزقيقه)ليكفي غذاء الأسرة وولائمها خلال شهر رمضان وكانت رب الأسرة يحرص علي تجميع العائلة كلها علي مائدة واحدة في أول أيام رمضان ،فتجد الأب والأم والأبناء وأزواجهم وأحفادهم...فكانت تعبر عن ترابط العلاقة الطيبة والترابط بين العائلة الواحدة والاجتماع في هذا الجو الروحاني العظيم والجدير بالذكر أن هذا الأمر منتشر في ربوع مصر ،مدنها وقراها،ليعبر عن الروح الواحدة..ويحرص الناس هنا في بورسعيد علي وجود البط علي موائدهم في أول أيام رمضان ,ويشترونه بأي ثمن ...وطبعا القرية تحرص علي وجود البط أول يوم رمضان ،فكنت تسمع أصوات غليان ماء البط علي (الموقدة)وهذه الموقدة لا زالت موجودة عند البعض في القرية-ونسمع غلي المرق وصراعه مع البط في سيمفونية جميلة تصل غلي أسماعك ،لتمني نفسك بورك أو حتي جناح من هذه الفريسة ،بعد صيام يوم طويل في التاسع والعشرين من شهر شعبان يوم الرؤية ،ننتظر الإعلان عن أول أيام رمضان ،ولم تكن هناك وسيلة غير الراديو ،وقليلا التلفزيون عند بعض الناس في المقاهي ،أو عند بعض الموسرين في القرية ...وفور سماع نبأ الرؤية والإعلان عن أول أيام شهر رمضان ،تشعر بالجو الروحاني ،والهداية الدينية ،وإزالة الخلافات وإنهاء الخصومات التي نادرا ماكانت بين الناس لانتشار الحب ،وتتغير الأوضاع بنسبة كبيرة ،ويتبادل الناس التهاني ...وتسمع أصوات الشيخ محمد رفعت وعبد الباسط والمنشاوي والحصري والطبلاوي وغيرهم من شيوخ القراءة تصدح في القرية ،طبعا من خلال الإذاعة....وأغاني رمضان الجميلة (حالو ياحالو-أهو جه ياأولاد –هاتوا الفوانيس وغيرها من فلكلوريات رمضان)التي تشعرك بجو رمضان.. وتسمع طبلة المسحراتي في القرية ،وكانت له أهمية كبيرة في القرية ،قبل انتشار الكهرباء وأجهزة الاتصالات الحديثة المسموعة والمرئية كالموجودة الآن،وكنا ننام مبكرا .....فكان يبدأ مهام عمله في الثانية عشرة وحتى قبل الفجر بنصف ساعة ،لتسمع صوت حركة وجلبة في المنزل ،وتنادي الأم علينا واحدا بعد الآخر...فلان...فلان،وإذا لم يصح فلان ،فتكفي زعقة(شخطة )من الأب لنقوم مسرعين ،حتي الذي لا يصوم كان يحرص علي مائدة السحور التي كانت تحتوي علي صنوف كثيرة نحرص عليها في رمضان يصدح ميكروفون المسجد بقرآن الفجر والتواشيح ،وينطلق صوت من المسجد (غالبا الشيخ عبد الرحمن غزال –علي سعدة رحمهما الله-الشيخ حسن عيد-المرحوم أحمد حسن)قائلا :إشرب وارفع....إشرب وارفع،ينبهونا أن الوقت قد أزف وعلينا أن نمسك عن الطعام والشراب ونستعد لصلاة الفجر .....عادات جميلة جدا وعظيمة في قيمها ....ونذهب لأداء صلاة الفجر،وتفاجأ بأن البلد كلها موجودة ,وكأن صلاة الفجر فرضت في شهر رمضان فقط دون شهور السنة-وهذه منتشرة في مصر..تجد المساجد تمتلئ في رمضان فقط- وتستمر روح العبادة والجو العظيم طوال اليوم،ويحرص الجميع علي أداء جميع الصلوات في المسجد ،وقراءة القرآن وصلاة التراويح وكنا نحن الأطفال في رمضان لنا طقوسنا الخاصة في الاحتفال به،فنحرص علي حمل الفوانيس ،ولم نكن نعرف الفوانيس بشكلها الحالي،فكنا نشتري زجاجة لمبة(لمبة سهار)ونعطيها للأسطى أحمد أمين (أشهر سمكري بالقرية ويعمل الآن بالمنزلة )وكان يصنع لنا فانوسا ،لا يختلف عن الذي يباع في الأسواق,فنضع فيه الشمعة ونفرح به ،ونسير به في المساء ونظل نغني وحوي ياوحوي وكل أغتني رمضان الجميلة وقبل المغرب بقليل نذهب وننتظر أمام المسجد للإيذان بالفطور منتظرين سماع صوت الطبلة (طبلة المسحراتي )ليطرق ثلاث طرقات من فوق المئذنة،فنجري مسرعين مهللين(هيييييييييييييييييييييه)ونذهب إلي البيت لنلتهم الفطور بعد عناء طويل (وطبعا بعضنا كان لا يقدر علي الصوم لأنه كان يواكب شهور الصيف الشديدة الحرارة )وبعض الفطور كنا نستمع لفوازير رمضان(نيللي ثم سمير غانم-شيرهان ثم ممثلون آخرون ،وكذلك المسلسل الديني(محمد رسول الله-الوعد الحق-لا إله إلا الله-علي هامش السيرة..وغيرها من الروائع)...ولم نكن نري هذا الغزو من المسلسلات في الفضائيات ،مما يقضي علي جمال وروحانية هذا الشهر المبارك وبعد ذلك نتجمع في الحارة ونلعب كل الألعاب (الإستغماية- عسكر وحرامية-اللمسة-ورق الزمزم- البالتك-الحنجل-ركبتوا خيولها-النخلة)وكانت البنات تلعب(الحجلة(الأولة)والكبار يلعبون الضامة-الطاب-السيجة(وهي ألعاب تشبه الشطرنج)-معدة معاد....... وكان شهر رمضان يصادف الصيف فتكون الدراسة متعطلة ،فتفتح المدرسة الابتدائية أبوابها للشباب تحت رعاية مركز شباب القرية ،فكنت تري خلية نحل من العمل صباحا ومساء .....ففي الفترة مابين العصر والمغرب كانت تقام الدورات الرمضانية الرائعة والتي غالبا ماكانت داخلية ،وكنا نشهد اشتراك أمثر من ستة فرق بالقرية فتخرج لنا العديد من المواهب ومنهم النجوم الذين كنتم تسمعون عنهم ومن منهم يلعب الآن كحسام طمان ومحمد حبيب وسعد الشبراوي وشريف عرفة والدسوقي عبد الكريم ومحمد علي والدسوقي وإبراهيم البر عي والقعقاع ومحمد عبد الرحمن ....هذا بالإضافة إلي اللاعبين الكبار الذين لن تتسع صفحات المنتدى عن ذكر أسمائهم.... وفي المساء وبعد صلاة التراويح تجد المدرسة خلية نحل فكانت تقام مباريات الكرة الطائرة ،وكانت تشهد شباب القرية في تلك الفترة ....وترابيزات تنس الطاولة في الداخل .....ومسابقات ثقافية بين فرق متبارية من المثقفين بحق كانت أيام رائعة قلما نجدها هذه الأيام مرة أخري و من العادات الجميلة في القرية والتي لازالت موجودة هي التهادي بالكنافة وملذات رمضان ويسمي (الموسم)يقوم الأب بإرسال موسم ابنته وينكون من كنافة ومكرونه وخلافه ،وإن لم يكن الأب موجودا, فالأم أو الأخ الكبير ،يظل هذا العرف متبع حتي بعد وفاة الأب فيقوم الأبناء بإرسال الموسم لعماتهم ،وهي من العادات التي تعمل علي صلة الرحم في القرية ،وقلما نجدها في غيرها من القرى
وللقرية عاداتها وتقاليدها في الأعياد والمناسبات
(شهر رمضان-عيد الفطر-عيد الأضحى-المولد النبوي-شم النسيم-المحيا(المحية)-خسوف القمر...وغيرها من المناسبات) أ-شهر رمضان لشهر رمضان مكانة كبيرة في عاداتنا وتقاليدنا .....فننتظره جميعا ،أطفال ورجال ونساء،وكان استعداد النساء له بتربية الطيور وخصوصا البط والاهتمام به (تزقيقه)ليكفي غذاء الأسرة وولائمها خلال شهر رمضان وكانت رب الأسرة يحرص علي تجميع العائلة كلها علي مائدة واحدة في أول أيام رمضان ،فتجد الأب والأم والأبناء وأزواجهم وأحفادهم...فكانت تعبر عن ترابط العلاقة الطيبة والترابط بين العائلة الواحدة والاجتماع في هذا الجو الروحاني العظيم والجدير بالذكر أن هذا الأمر منتشر في ربوع مصر ،مدنها وقراها،ليعبر عن الروح الواحدة..ويحرص الناس هنا في بورسعيد علي وجود البط علي موائدهم في أول أيام رمضان ,ويشترونه بأي ثمن ...وطبعا القرية تحرص علي وجود البط أول يوم رمضان ،فكنت تسمع أصوات غليان ماء البط علي (الموقدة)وهذه الموقدة لا زالت موجودة عند البعض في القرية-ونسمع غلي المرق وصراعه مع البط في سيمفونية جميلة تصل غلي أسماعك ،لتمني نفسك بورك أو حتي جناح من هذه الفريسة ،بعد صيام يوم طويل في التاسع والعشرين من شهر شعبان يوم الرؤية ،ننتظر الإعلان عن أول أيام رمضان ،ولم تكن هناك وسيلة غير الراديو ،وقليلا التلفزيون عند بعض الناس في المقاهي ،أو عند بعض الموسرين في القرية ...وفور سماع نبأ الرؤية والإعلان عن أول أيام شهر رمضان ،تشعر بالجو الروحاني ،والهداية الدينية ،وإزالة الخلافات وإنهاء الخصومات التي نادرا ماكانت بين الناس لانتشار الحب ،وتتغير الأوضاع بنسبة كبيرة ،ويتبادل الناس التهاني ...وتسمع أصوات الشيخ محمد رفعت وعبد الباسط والمنشاوي والحصري والطبلاوي وغيرهم من شيوخ القراءة تصدح في القرية ،طبعا من خلال الإذاعة....وأغاني رمضان الجميلة (حالو ياحالو-أهو جه ياأولاد –هاتوا الفوانيس وغيرها من فلكلوريات رمضان)التي تشعرك بجو رمضان.. وتسمع طبلة المسحراتي في القرية ،وكانت له أهمية كبيرة في القرية ،قبل انتشار الكهرباء وأجهزة الاتصالات الحديثة المسموعة والمرئية كالموجودة الآن،وكنا ننام مبكرا .....فكان يبدأ مهام عمله في الثانية عشرة وحتى قبل الفجر بنصف ساعة ،لتسمع صوت حركة وجلبة في المنزل ،وتنادي الأم علينا واحدا بعد الآخر...فلان...فلان،وإذا لم يصح فلان ،فتكفي زعقة(شخطة )من الأب لنقوم مسرعين ،حتي الذي لا يصوم كان يحرص علي مائدة السحور التي كانت تحتوي علي صنوف كثيرة نحرص عليها في رمضان يصدح ميكروفون المسجد بقرآن الفجر والتواشيح ،وينطلق صوت من المسجد (غالبا الشيخ عبد الرحمن غزال –علي سعدة رحمهما الله-الشيخ حسن عيد-المرحوم أحمد حسن)قائلا :إشرب وارفع....إشرب وارفع،ينبهونا أن الوقت قد أزف وعلينا أن نمسك عن الطعام والشراب ونستعد لصلاة الفجر .....عادات جميلة جدا وعظيمة في قيمها ....ونذهب لأداء صلاة الفجر،وتفاجأ بأن البلد كلها موجودة ,وكأن صلاة الفجر فرضت في شهر رمضان فقط دون شهور السنة-وهذه منتشرة في مصر..تجد المساجد تمتلئ في رمضان فقط- وتستمر روح العبادة والجو العظيم طوال اليوم،ويحرص الجميع علي أداء جميع الصلوات في المسجد ،وقراءة القرآن وصلاة التراويح وكنا نحن الأطفال في رمضان لنا طقوسنا الخاصة في الاحتفال به،فنحرص علي حمل الفوانيس ،ولم نكن نعرف الفوانيس بشكلها الحالي،فكنا نشتري زجاجة لمبة(لمبة سهار)ونعطيها للأسطى أحمد أمين (أشهر سمكري بالقرية ويعمل الآن بالمنزلة )وكان يصنع لنا فانوسا ،لا يختلف عن الذي يباع في الأسواق,فنضع فيه الشمعة ونفرح به ،ونسير به في المساء ونظل نغني وحوي ياوحوي وكل أغتني رمضان الجميلة وقبل المغرب بقليل نذهب وننتظر أمام المسجد للإيذان بالفطور منتظرين سماع صوت الطبلة (طبلة المسحراتي )ليطرق ثلاث طرقات من فوق المئذنة،فنجري مسرعين مهللين(هيييييييييييييييييييييه)ونذهب إلي البيت لنلتهم الفطور بعد عناء طويل (وطبعا بعضنا كان لا يقدر علي الصوم لأنه كان يواكب شهور الصيف الشديدة الحرارة )وبعض الفطور كنا نستمع لفوازير رمضان(نيللي ثم سمير غانم-شيرهان ثم ممثلون آخرون ،وكذلك المسلسل الديني(محمد رسول الله-الوعد الحق-لا إله إلا الله-علي هامش السيرة..وغيرها من الروائع)...ولم نكن نري هذا الغزو من المسلسلات في الفضائيات ،مما يقضي علي جمال وروحانية هذا الشهر المبارك وبعد ذلك نتجمع في الحارة ونلعب كل الألعاب (الإستغماية- عسكر وحرامية-اللمسة-ورق الزمزم- البالتك-الحنجل-ركبتوا خيولها-النخلة)وكانت البنات تلعب(الحجلة(الأولة)والكبار يلعبون الضامة-الطاب-السيجة(وهي ألعاب تشبه الشطرنج)-معدة معاد....... وكان شهر رمضان يصادف الصيف فتكون الدراسة متعطلة ،فتفتح المدرسة الابتدائية أبوابها للشباب تحت رعاية مركز شباب القرية ،فكنت تري خلية نحل من العمل صباحا ومساء .....ففي الفترة مابين العصر والمغرب كانت تقام الدورات الرمضانية الرائعة والتي غالبا ماكانت داخلية ،وكنا نشهد اشتراك أمثر من ستة فرق بالقرية فتخرج لنا العديد من المواهب ومنهم النجوم الذين كنتم تسمعون عنهم ومن منهم يلعب الآن كحسام طمان ومحمد حبيب وسعد الشبراوي وشريف عرفة والدسوقي عبد الكريم ومحمد علي والدسوقي وإبراهيم البر عي والقعقاع ومحمد عبد الرحمن ....هذا بالإضافة إلي اللاعبين الكبار الذين لن تتسع صفحات المنتدى عن ذكر أسمائهم.... وفي المساء وبعد صلاة التراويح تجد المدرسة خلية نحل فكانت تقام مباريات الكرة الطائرة ،وكانت تشهد شباب القرية في تلك الفترة ....وترابيزات تنس الطاولة في الداخل .....ومسابقات ثقافية بين فرق متبارية من المثقفين بحق كانت أيام رائعة قلما نجدها هذه الأيام مرة أخري و من العادات الجميلة في القرية والتي لازالت موجودة هي التهادي بالكنافة وملذات رمضان ويسمي (الموسم)يقوم الأب بإرسال موسم ابنته وينكون من كنافة ومكرونه وخلافه ،وإن لم يكن الأب موجودا, فالأم أو الأخ الكبير ،يظل هذا العرف متبع حتي بعد وفاة الأب فيقوم الأبناء بإرسال الموسم لعماتهم ،وهي من العادات التي تعمل علي صلة الرحم في القرية ،وقلما نجدها في غيرها من القرى
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
مواضيع مماثلة
» تطور الأسماء في جديدة المنزلة
» العمدة في جديدة المنزلة
» جديدة المنزلة سنة 1947
» حكاية الإنترنت في جديدة المنزلة
» شم النسيم في جديدة المنزلة زمان
» العمدة في جديدة المنزلة
» جديدة المنزلة سنة 1947
» حكاية الإنترنت في جديدة المنزلة
» شم النسيم في جديدة المنزلة زمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin