ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
صفحة 1 من اصل 1
ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
.......................................
لم أجد كلمات أشد مرارة لهذا العنوان الذي يعبر عن صفحة حزينة من صفحات آلام تعرضت لها جديدة المنزلة عبر تاريخها.
وعلي الرغم أن الموت حق، وقدر محتوم ولا يمكن الاعتراض عليه، لكن لا يمنع هذا من مناقشة الأسباب؛ لنفتح أمام أبنائنا صفحات غفل عنها المؤرخون...لكن التاريخ لم يغفل عنها ، واحتفظ ببعض وثائقها التي تحتاج منا أن نكشف عنها ونعرضها أمام الجميع.
وكعادتنا كل يوم، وذلك عندما نقوم بنشر المواليد والوفيات في صفحة ( جديدة المنزلة) عبر فيس بوك...........وقد يكون ذلك شيئًا عاديًا لمن يتابع كل يوم؛ فيمر عليه مرور الكرام.. وهناك من يقرأ ويحلل ويثري الموضوع وينبه الكاتب لبعض الأمور.
لكن كل ذلك يمر علي الجميع مرور الكرام ، ووصل الحد بالبعض إلي السخرية والتسخيف من النشر الذي لن يعود بالفائدة علي القاريء بشيء....
ما الذي سيستفيده من نشر المواليد...؟....
ما الذي سيستفيده من نشر الوفيات غير نشر حالة من الحزن والكآبة وتذكير الناس بآلام الماضي...؟
كل هذه الأمور لم تُثنينا عن النشر ، وعن محاولة الحصول علي مواليد جديدة ووفيات القرية..وقبل ذلك توقفت سجلات الوفيات عند عام 1950 ،وهذا بالإضافة إلي الاعتماد علي الأسماء المدونة علي اللوحات الرخامية بمقابر القرية....
وأخيرًا توصلنا إلي الوفيات كاملة من عام 1970 وحتي عام 2013 .
ومما هو جدير بالقول أن نشر هذه الوفيات والاعتماد عليها هو بحق سجل تاريخي ومادة غنية نستطيع أن نحلل من خلالها بعض الوقائع الاجتماعية والأحداث التاريخية في فترة ما من تاريخ القرية.
لم يقتصر تسجيل الوفيات علي الأسماء فقط، بل تدوين الاسم واسم الأم وسبب الوفاة ومكان الوفاة...وتنوعت أسباب الوفاة ما بين : ( حادث مقطورة- حادث سيارة- غرق في الترعة- مرض- شيخوخة- حرق..إلخ )، وحدث هذا في رصد بعض السنوات ولم يستمر في جميع السجلات؛ لتعطينا مادة حية يمكن الاعتماد عليها في رصد بعض الوقائع في القرية ،وأعطتنا مواد غنية ستكون محور موضوعات منشورة في المجموعة في فترات لاحقة- إن شاء الله-
علي أية حال...كان لا بد لنا أن نستنطق بعض المواد الأخري ؛ لتتكشف لنا بعض الحقائق التاريخية والاجتماعية..ومن أهم هذه الحقائق هو ذلك الحدث العالمي الذي تعرضت له المعمورة عام 1918 ، وبالطبع ليس ذلك الحدث هو نهاية الحرب العالمية الأولي التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة.
تمثل ذلك الحدث العالمي في ( الأنفلونزا الأسبانية ) التي تعرض لها العالم في ذلك الوقت وانتشرت بسرعة البرق، وأصابت مصر..ولما كانت القرية جزءًا من هذا الكيان تعرضت هي الاخري لهذا الخطر المميت وأودي بحياة عشرات من القرية شهر ديسمبر من نفس العام.
ما قصة ذلك الحدث......؟
ونذكرها بصورة موجزة اعتمادًا علي ماورد في بعض المواقع ، وخصوصا موقعي( جريدة الشرق الأوسط- موقع مملكة الخوف )
اختلف الباحثون في تحديد البؤرة الأولي لانتشار المرض ، ووضعوا عدة مناطق محتملة لحدوث الإصابة الأولى مثل الصين و الولايات المتحدة و النمسا إلا أن المرض تفشى لأول مرة على نطاق واسع في معسكر للجيش الأمريكي في ولاية كنساس و بعدها ظهرت إصابات جديدة في عدة ولايات أمريكية أخرى قبل أن ينتقل المرض عبر الأطلسي مع الجنود الأمريكيين المتوجهين الى جبهات القتال في أوربا..... و من هناك انتشر بسرعة بفضل تطور وسائط النقل و حركة الجيوش المتحاربة ليحصد أرواح ضحاياه في جميع أنحاء المعمورة.
في البداية تفشى الوباءعلى شكل موجات , الموجة الأولى حدثت في مارس 1918 و كانت شدة المرض فيها معتدلة و تشبه في أعراضها إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا الموسمية العادية فكان ضحاياها في الغالب هم من الأطفال و كبار السن فيما استرد الشباب و الرجال الأصحاء عافيتهم و شفوا من المرض بسرعة ....لكن مع حلول شهر أغسطس 1918 حدثت الموجة الثانية التي تغيرفيها المرض
لقد كان نفس الفيروس بدليل أن المرضى الذين سبق أن أصيبوا به في الشهور السابقة تكونت لديهم مناعة ضده , إلا أنه تحول إلى مرض مميت و شديد الفتك بضحاياه , و أصبح الشباب و الرجال الأصحاء هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض و الموت بسببه على عكس الأنفلونزا العادية التي تصيب عادة ذوي المناعة الضعيفة , كما أن أعراض المرض و مضاعفاته تغيرت بشكل ملفت للنظر.
وقد تسببت هذه الإنفلونزا في شلّ الحياة: فأفرغت الشوارع، وأقفلت دور العبادة وقاعات البلياردو والصالونات والمسارح، وعجز صناع التوابيت في ذلك الوقت عن مواكبة ارتفاع الطلب، مما أدّى إلى حفر مقابر جماعية لدفن الموتى. كما اختبأ الناس في منازلهم خوفاً من التقاط المرض والموت.
وحصل الفيروس على اسمه بعد أن أصاب ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر، ورئيس وزرائه، وعدداً من وزراء حكومته، وأدّى إلى انهيارهم.
..................
العدوي
.............
بدأت عدوى الإنفلونزا الإسبانية في القسم الأعلى من الجهاز التنفسي، ومن ثمّ امتدّت إلى الرئتين، وأدّت إلى التهاب رئوي ناتج عن عدوى جرثومية أو فيروس. ولكن كيف قتل المرض هذا العدد الهائل من الأشخاص البالغين الأصحاء؟ لقد هاجم هذا النوع من فيروس الإنفلونزا الذي اجتاح الأجسام جهاز المصابين المناعي بقوة شديدة، فكانت هذه القوة السبب في قتلهم.
ويذكر أحد المعاصرين للمرض: "إحدى مضاعفات المرض الغريبة هي النزيف من الأغشية المخاطية للجسم , على الخصوص من الأنف و المعدة و الأمعاء , كذلك حدوث نزف من الإذن" , النسبة الأكبر من الوفيات كانت تحدث بسبب حدوث مضاعفات تؤدي الى إصابة المريض بذات الرئة فتمتلئ رئته بالسوائل و الدم و تصبح عملية التنفس صعبة و يموت المريض اختناقا , كان المرض فتاكا الى درجة ان بعض المرضى كانوا يموتون في نفس اليوم الذي تظهر عليهم أعراضه
...............
أرقام مخيفة
...........
وتشير الإحصاءات أن ثلث سكان الأرض أصيبوا بالمرض أي حوالي 500 مليون إنسان (حسب تقديرات عام 1918) و أن 10 – 25 % من هؤلاء المصابين فارقوا الحياة أي بين 50 – 100 مليون إنسان و هو ما يعادل 3 – 6 % من سكان الأرض آنذاك , نسبة المتوفين نتيجة المرض قياسًا إلى عدد المصابين به هي 2 – 20 % في حين أن هذه النسبة تبلغ 0.1 % في الأنفلونزا العادية , النسبة الأكبر من الوفيات حدثت في الأعمار بين 15 – 65 عاما بينما تكون نسبة الوفيات عالية نتيجة الأنفلونزا الموسمية العادية بين الأطفال و كبار السن لضعف مناعتهم , الوباء انتشر في كل العالم و خلف ضحايا في جميع البلدان , حتى الجزر النائية في المحيط الهادئ لم تسلم من ويلاته , في الولايات المتحدة بلغ عدد المصابين 28 % من مجموع السكان و عدد الموتى 675000 , في الهند وصل عدد الموتى الى 17 مليون إنسان , في بريطانيا 250000 و في فرنسا 400000 , في استراليا 12000 و في اليابان 390000 , هناك قرى في ألاسكا و نيوزلندا و مناطق أخرى من العالم بلغ عدد الموتى فيها 80 - 90 % من عدد السكان , و يرجع الكثيرون هذا التفشي المروع للوباء الى عودة الجنود إلى أوطانهم من جبهات القتال في أوربا حاملين معهم الفيروس إضافة الى عدم تطبيق الإجراءات الطبية الصحيحة لمواجهة الوباء و أهمها الحجر الصحي للمسافرين المشكوك في إصابتهم بالمرض.
.................
المرض في مصر
............ ......
ومع نهاية شهر نوفمبر عام 1918 انتقل المرض سريعا إلي إفريقيا؛ إذ توفي 50 ألف شخص في جنوب أفريقيا، حيث بلغ عدد الوفيات بالإنفلونزا الإسبانية 600 حالة في اليوم الواحد، بعد أن بلغ الوباء ذروته. وفي مصر، وصل عدد الوفيات إلى 41 ألفاً في القاهرة والإسكندرية بحلول يناير .ومنها وصل إلي محافظات مصر بمراكزها وقراها.
ابتليت جديدة المنزلة بهذا الوباء اللعين ، والتهم بعض الأجساد التي لم تستطع أن تقاوم فيروس الأنفلونزا..خيم الحزن وسكن القرية ..وحملت النعوش ..وأحيانًا كان الدفن في مقابر جماعية بلا مراسم جنائزية.
لا يمر يوم إلا وتحصد الانفلونزا إحدي هذه النفوس المعذبة التي لم تستطع أن تقاوم...لا دواء..لا مقاومة....
ماذا تستطيع قرية في مطلع القرن الماضي أن تفعل وهي مكبلة بأغلال الاحتلال وظلم أصحاب القصور..وسيطرة الفقر والمرض..........؟
صفحة قاسية سُطر مدادها بآلام الموجوعين وقليلي الحيلة من المعدمين الذين توارت أجسادهم في التراب..ظانين أن التاريخ قد طوي هذه الصفحة المؤلمة، ولم يدر بخلدهم أن أسماءهم قد خلدتها صفحات ظلت حبيسة الأدراج قرنًا من الزمان..وها قد حان الوقت ؛لنكشف عن هذه الأسماء التي تعذبت وتحملت الآلام أمام ذويهم الذين لم يستطيعوا أن يفعلو لهم شيئًا...وأحيانًا يصل الأمر أن يتمنوا لهم الموت ؛ ليسترحوا من الآلام والعذابات رغم مرارة الفراق.
حصد هذا المرض من أبناء القرية ( 44) نفسًا خلال شهر ديسمبر 1918 فقط ، في واقعة من وقائع كثيرة تعرضت القرية فيها عبر تاريخها ما بين أوبئة : (الطاعون- الكوليرا- الأنفلونزا الأسبانية- عذاب العونة( السخرة)..وغيرها ).
وعلي الرغم أنه لم نتوصل إلي بعض الأرقام خلال بعض فترات الانكسار التي تعرضت لها القرية في الفترة التي تعرضت لها مصر في سنوات ):1883-1902-1918-1947 ).
لكن يختلف الحال بسنتي (1818-1947) في القرية خلال فترات النكبة التي أُصيبت فيها مصر بوبائي(الأنفلونزا الأسبانية والكوليرا).
وعندما شرعت في رصد وفيات القرية عام 1918، كانت هناك هناك أعداد قليلة في الوفيات تتماشي مع العدد الكلي لسكان القرية في هذه السنة، ولكن لفت نظري في شهر ديسمبر من نفس العام تزايد نسبة الوفيات بصورة غير طبيعية.
رجعت أقلب في المصادر؛ بحثًا عن السبب..كان يقيني في البداية أن هذا بسبب الكوليرا، ولكني أخطات التقدير إذ إن الكوليرا أصابت مصر في سنوات : (1883-1902-1947 ) ولم يرد عام (1918 ) واوقعني ذلك في حيرة كبيرة حتي ان جوجل لم يعطني جوابًا شافيًا.
لم يهدأ لي بال حتي توصلت عن طريق تغيير صيغة البحث إلي الأوبئة التي أصابت العالم؛ فتوصلت إلي الأنفلونزا الأسبانية التي ذكرت بعض المصادر أنها غطت جميع أرجاء المعمورة، وحصدت اكثر من ثلث سكان الأرض.
وأيًا كان هناك مبالغة في تقدير الأرقام، فقد غزا هذا المرض اللعين مصر وحصد منها 41 ألفا..كان من نصيب القرية 44حالة.
رقم مخيف ومرعب...إذ كيف يموت هذا العدد في قرية يصل تعدادها إلي ما بين 1400 و1500نسمة .
ونورد لكم وفيات القرية خلال ديسمبر 1918؛ لنتعرف علي الأسماء التي توفيت بهذا المرض يوميا ، ثم ترتيب الاعداد في العائلات .......عليهم رحمة الله جميعًا
.........................
3 ديسمبر
سليمان أحمد درغام(55 سنة)
.....................................
4 ديسمبر
عزيزة المتولي عيد
فاطمة المتولي طويلة(45 سنة)
....................
8 ديسمبر
عبد العزيز حسن حجازي(35 سنة)
.......................
9 ديسمبر
محمود محمد حسن (35 سنة)
أبو المعاطي محمود حسن (3 سنوات)
محمد السيد إبراهيم يونس (
علي محمد علي ضبيع( 18)
محمد عبد الجليل عجو
...................
10 ديسمبر
1918 المتولي المتولي الحواوشي (6)
...................
11 ديسمبر
بدوية مصطفي طويلة (95 سنة)
.......................
12 ديسمبر
عبد الخالق أحمد عزال (35 سنة)
مصطفي مصطفي سماحة (35 سنة)
......................
13 ديسمبر
سعدة حسن غرابة (45 سنة)
.................
14 ديسبر
محمد علي الشناوي
بدر عبد الرحمن بدوي
.........................
15 ديسمبر
أم محمد محمد فاضل
علي المرسي سالم
جلسن إبراهيم زهيري
..........................
16 ديسمبر
أحمد بركات زهيري
أم السعد محمد أبو العطا
...................
17 ديسمبر
خضرة عبده جمعة سعدة
أم الخير محمد البرلسي
حسن حسن منطر
.....................
18 ديسمبر
أحمد حسن حسان
محمد حسن منطر
...............................
19 ديسمبر
فاطمة محمد بدوي
خاطر الطنطاوي سليمان
أم الخير أحمد منطر
غريب محمود الزيات
نجفة مسعد جلبي
..........................
21 ديسمبر
العزبي بدوي عريف
فاطمة عبده عبد الغفار
......................
22 ديسمبر
المتولي عبد العزيز الحواوشي
هانم الموافي غرابة
إبراهيم سليمان حسن طويلة
................
23 ديسمبر
محمد بدوي المشد
.....................
25 ديسمبر
عزيزة حسن يوسف حجازي
...............
26 ديسمبر
أنهام حسين حجازي
أحمد موسي البرلسي
...................
27 ديسمبر
حسن محمد عجوة
علي السيد البغدادي
..................
28 ديسمبر
زكية علي يوسف درغام
....................
29 ديسمبر
رضوان محمد بدوي حمودة
.........................
ترتيب الوفيات في العائلات
طويلة 3
حجازي 3
منطر 3
حسن 2
عجوة 2
الحواوشي 2
البرلسي 2
زهيري 2
غرابة 2
درغام 2
بدوي 2
وحالة واحدة في عائلات ، وإن كان بعضها ينتمي لعائلات ولكن استنادا للاسم الأخير
يونس- عزال- عيد- فاضل- سالم- أبو العطا- سعدة- ضبيع- حسان- سليمان- جلبي- عريف- عبد الغفار-البغدادي- حمودة- الزيات-المشد- سماحة- الشناوي
ومن الأشقاء الذين توفوا
محمد حسن منطر
حسن حسن منطر
.........................
والوفيات في العائلات طبقا للترتيب
.........
طويلة
.........
فاطمة المتولي طويلة
إبراهيم سليمان حسن طويلة
بدوية مصطفي طويلة
...............
حجازي
......
عبد العزيز حسن حجازي
عزيزة حسن يوسف حجازي
أنهام حسين حجازي
...............
منطر
......
حسن حسن منطر
محمد حسن منطر
.......
حسن
....
محمود محمد حسن
أبو المعاطي محمود حسن
............
عجوة
.....
محمد عبد الجليل عجوة
حسن محمد عجوة
............
الحواوشي
.............................
المتولي المتولي الحواوشي
المتولي عبد العزيز الحواوشي
........
البرلسي
....
أم الخير محمد البرلسي
أحمد موسي البرلسي
..................
زهيري
....
جلسن إبراهيم زهيري
أحمد بركات زهيري
...............
غرابة
....
سعدة حسن غرابة
هانم الموافي غرابة
............
درغام
........
سليمان أحمد درغام
زكية علي يوسف درغام
........
بدوي
........
بدر عبد الرحمن بدوي
فاطمة محمد بدوي
..................
وحالة واحدة في باقي العائلات
.......................................
لم أجد كلمات أشد مرارة لهذا العنوان الذي يعبر عن صفحة حزينة من صفحات آلام تعرضت لها جديدة المنزلة عبر تاريخها.
وعلي الرغم أن الموت حق، وقدر محتوم ولا يمكن الاعتراض عليه، لكن لا يمنع هذا من مناقشة الأسباب؛ لنفتح أمام أبنائنا صفحات غفل عنها المؤرخون...لكن التاريخ لم يغفل عنها ، واحتفظ ببعض وثائقها التي تحتاج منا أن نكشف عنها ونعرضها أمام الجميع.
وكعادتنا كل يوم، وذلك عندما نقوم بنشر المواليد والوفيات في صفحة ( جديدة المنزلة) عبر فيس بوك...........وقد يكون ذلك شيئًا عاديًا لمن يتابع كل يوم؛ فيمر عليه مرور الكرام.. وهناك من يقرأ ويحلل ويثري الموضوع وينبه الكاتب لبعض الأمور.
لكن كل ذلك يمر علي الجميع مرور الكرام ، ووصل الحد بالبعض إلي السخرية والتسخيف من النشر الذي لن يعود بالفائدة علي القاريء بشيء....
ما الذي سيستفيده من نشر المواليد...؟....
ما الذي سيستفيده من نشر الوفيات غير نشر حالة من الحزن والكآبة وتذكير الناس بآلام الماضي...؟
كل هذه الأمور لم تُثنينا عن النشر ، وعن محاولة الحصول علي مواليد جديدة ووفيات القرية..وقبل ذلك توقفت سجلات الوفيات عند عام 1950 ،وهذا بالإضافة إلي الاعتماد علي الأسماء المدونة علي اللوحات الرخامية بمقابر القرية....
وأخيرًا توصلنا إلي الوفيات كاملة من عام 1970 وحتي عام 2013 .
ومما هو جدير بالقول أن نشر هذه الوفيات والاعتماد عليها هو بحق سجل تاريخي ومادة غنية نستطيع أن نحلل من خلالها بعض الوقائع الاجتماعية والأحداث التاريخية في فترة ما من تاريخ القرية.
لم يقتصر تسجيل الوفيات علي الأسماء فقط، بل تدوين الاسم واسم الأم وسبب الوفاة ومكان الوفاة...وتنوعت أسباب الوفاة ما بين : ( حادث مقطورة- حادث سيارة- غرق في الترعة- مرض- شيخوخة- حرق..إلخ )، وحدث هذا في رصد بعض السنوات ولم يستمر في جميع السجلات؛ لتعطينا مادة حية يمكن الاعتماد عليها في رصد بعض الوقائع في القرية ،وأعطتنا مواد غنية ستكون محور موضوعات منشورة في المجموعة في فترات لاحقة- إن شاء الله-
علي أية حال...كان لا بد لنا أن نستنطق بعض المواد الأخري ؛ لتتكشف لنا بعض الحقائق التاريخية والاجتماعية..ومن أهم هذه الحقائق هو ذلك الحدث العالمي الذي تعرضت له المعمورة عام 1918 ، وبالطبع ليس ذلك الحدث هو نهاية الحرب العالمية الأولي التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة.
تمثل ذلك الحدث العالمي في ( الأنفلونزا الأسبانية ) التي تعرض لها العالم في ذلك الوقت وانتشرت بسرعة البرق، وأصابت مصر..ولما كانت القرية جزءًا من هذا الكيان تعرضت هي الاخري لهذا الخطر المميت وأودي بحياة عشرات من القرية شهر ديسمبر من نفس العام.
ما قصة ذلك الحدث......؟
ونذكرها بصورة موجزة اعتمادًا علي ماورد في بعض المواقع ، وخصوصا موقعي( جريدة الشرق الأوسط- موقع مملكة الخوف )
اختلف الباحثون في تحديد البؤرة الأولي لانتشار المرض ، ووضعوا عدة مناطق محتملة لحدوث الإصابة الأولى مثل الصين و الولايات المتحدة و النمسا إلا أن المرض تفشى لأول مرة على نطاق واسع في معسكر للجيش الأمريكي في ولاية كنساس و بعدها ظهرت إصابات جديدة في عدة ولايات أمريكية أخرى قبل أن ينتقل المرض عبر الأطلسي مع الجنود الأمريكيين المتوجهين الى جبهات القتال في أوربا..... و من هناك انتشر بسرعة بفضل تطور وسائط النقل و حركة الجيوش المتحاربة ليحصد أرواح ضحاياه في جميع أنحاء المعمورة.
في البداية تفشى الوباءعلى شكل موجات , الموجة الأولى حدثت في مارس 1918 و كانت شدة المرض فيها معتدلة و تشبه في أعراضها إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا الموسمية العادية فكان ضحاياها في الغالب هم من الأطفال و كبار السن فيما استرد الشباب و الرجال الأصحاء عافيتهم و شفوا من المرض بسرعة ....لكن مع حلول شهر أغسطس 1918 حدثت الموجة الثانية التي تغيرفيها المرض
لقد كان نفس الفيروس بدليل أن المرضى الذين سبق أن أصيبوا به في الشهور السابقة تكونت لديهم مناعة ضده , إلا أنه تحول إلى مرض مميت و شديد الفتك بضحاياه , و أصبح الشباب و الرجال الأصحاء هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض و الموت بسببه على عكس الأنفلونزا العادية التي تصيب عادة ذوي المناعة الضعيفة , كما أن أعراض المرض و مضاعفاته تغيرت بشكل ملفت للنظر.
وقد تسببت هذه الإنفلونزا في شلّ الحياة: فأفرغت الشوارع، وأقفلت دور العبادة وقاعات البلياردو والصالونات والمسارح، وعجز صناع التوابيت في ذلك الوقت عن مواكبة ارتفاع الطلب، مما أدّى إلى حفر مقابر جماعية لدفن الموتى. كما اختبأ الناس في منازلهم خوفاً من التقاط المرض والموت.
وحصل الفيروس على اسمه بعد أن أصاب ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر، ورئيس وزرائه، وعدداً من وزراء حكومته، وأدّى إلى انهيارهم.
..................
العدوي
.............
بدأت عدوى الإنفلونزا الإسبانية في القسم الأعلى من الجهاز التنفسي، ومن ثمّ امتدّت إلى الرئتين، وأدّت إلى التهاب رئوي ناتج عن عدوى جرثومية أو فيروس. ولكن كيف قتل المرض هذا العدد الهائل من الأشخاص البالغين الأصحاء؟ لقد هاجم هذا النوع من فيروس الإنفلونزا الذي اجتاح الأجسام جهاز المصابين المناعي بقوة شديدة، فكانت هذه القوة السبب في قتلهم.
ويذكر أحد المعاصرين للمرض: "إحدى مضاعفات المرض الغريبة هي النزيف من الأغشية المخاطية للجسم , على الخصوص من الأنف و المعدة و الأمعاء , كذلك حدوث نزف من الإذن" , النسبة الأكبر من الوفيات كانت تحدث بسبب حدوث مضاعفات تؤدي الى إصابة المريض بذات الرئة فتمتلئ رئته بالسوائل و الدم و تصبح عملية التنفس صعبة و يموت المريض اختناقا , كان المرض فتاكا الى درجة ان بعض المرضى كانوا يموتون في نفس اليوم الذي تظهر عليهم أعراضه
...............
أرقام مخيفة
...........
وتشير الإحصاءات أن ثلث سكان الأرض أصيبوا بالمرض أي حوالي 500 مليون إنسان (حسب تقديرات عام 1918) و أن 10 – 25 % من هؤلاء المصابين فارقوا الحياة أي بين 50 – 100 مليون إنسان و هو ما يعادل 3 – 6 % من سكان الأرض آنذاك , نسبة المتوفين نتيجة المرض قياسًا إلى عدد المصابين به هي 2 – 20 % في حين أن هذه النسبة تبلغ 0.1 % في الأنفلونزا العادية , النسبة الأكبر من الوفيات حدثت في الأعمار بين 15 – 65 عاما بينما تكون نسبة الوفيات عالية نتيجة الأنفلونزا الموسمية العادية بين الأطفال و كبار السن لضعف مناعتهم , الوباء انتشر في كل العالم و خلف ضحايا في جميع البلدان , حتى الجزر النائية في المحيط الهادئ لم تسلم من ويلاته , في الولايات المتحدة بلغ عدد المصابين 28 % من مجموع السكان و عدد الموتى 675000 , في الهند وصل عدد الموتى الى 17 مليون إنسان , في بريطانيا 250000 و في فرنسا 400000 , في استراليا 12000 و في اليابان 390000 , هناك قرى في ألاسكا و نيوزلندا و مناطق أخرى من العالم بلغ عدد الموتى فيها 80 - 90 % من عدد السكان , و يرجع الكثيرون هذا التفشي المروع للوباء الى عودة الجنود إلى أوطانهم من جبهات القتال في أوربا حاملين معهم الفيروس إضافة الى عدم تطبيق الإجراءات الطبية الصحيحة لمواجهة الوباء و أهمها الحجر الصحي للمسافرين المشكوك في إصابتهم بالمرض.
.................
المرض في مصر
............ ......
ومع نهاية شهر نوفمبر عام 1918 انتقل المرض سريعا إلي إفريقيا؛ إذ توفي 50 ألف شخص في جنوب أفريقيا، حيث بلغ عدد الوفيات بالإنفلونزا الإسبانية 600 حالة في اليوم الواحد، بعد أن بلغ الوباء ذروته. وفي مصر، وصل عدد الوفيات إلى 41 ألفاً في القاهرة والإسكندرية بحلول يناير .ومنها وصل إلي محافظات مصر بمراكزها وقراها.
ابتليت جديدة المنزلة بهذا الوباء اللعين ، والتهم بعض الأجساد التي لم تستطع أن تقاوم فيروس الأنفلونزا..خيم الحزن وسكن القرية ..وحملت النعوش ..وأحيانًا كان الدفن في مقابر جماعية بلا مراسم جنائزية.
لا يمر يوم إلا وتحصد الانفلونزا إحدي هذه النفوس المعذبة التي لم تستطع أن تقاوم...لا دواء..لا مقاومة....
ماذا تستطيع قرية في مطلع القرن الماضي أن تفعل وهي مكبلة بأغلال الاحتلال وظلم أصحاب القصور..وسيطرة الفقر والمرض..........؟
صفحة قاسية سُطر مدادها بآلام الموجوعين وقليلي الحيلة من المعدمين الذين توارت أجسادهم في التراب..ظانين أن التاريخ قد طوي هذه الصفحة المؤلمة، ولم يدر بخلدهم أن أسماءهم قد خلدتها صفحات ظلت حبيسة الأدراج قرنًا من الزمان..وها قد حان الوقت ؛لنكشف عن هذه الأسماء التي تعذبت وتحملت الآلام أمام ذويهم الذين لم يستطيعوا أن يفعلو لهم شيئًا...وأحيانًا يصل الأمر أن يتمنوا لهم الموت ؛ ليسترحوا من الآلام والعذابات رغم مرارة الفراق.
حصد هذا المرض من أبناء القرية ( 44) نفسًا خلال شهر ديسمبر 1918 فقط ، في واقعة من وقائع كثيرة تعرضت القرية فيها عبر تاريخها ما بين أوبئة : (الطاعون- الكوليرا- الأنفلونزا الأسبانية- عذاب العونة( السخرة)..وغيرها ).
وعلي الرغم أنه لم نتوصل إلي بعض الأرقام خلال بعض فترات الانكسار التي تعرضت لها القرية في الفترة التي تعرضت لها مصر في سنوات ):1883-1902-1918-1947 ).
لكن يختلف الحال بسنتي (1818-1947) في القرية خلال فترات النكبة التي أُصيبت فيها مصر بوبائي(الأنفلونزا الأسبانية والكوليرا).
وعندما شرعت في رصد وفيات القرية عام 1918، كانت هناك هناك أعداد قليلة في الوفيات تتماشي مع العدد الكلي لسكان القرية في هذه السنة، ولكن لفت نظري في شهر ديسمبر من نفس العام تزايد نسبة الوفيات بصورة غير طبيعية.
رجعت أقلب في المصادر؛ بحثًا عن السبب..كان يقيني في البداية أن هذا بسبب الكوليرا، ولكني أخطات التقدير إذ إن الكوليرا أصابت مصر في سنوات : (1883-1902-1947 ) ولم يرد عام (1918 ) واوقعني ذلك في حيرة كبيرة حتي ان جوجل لم يعطني جوابًا شافيًا.
لم يهدأ لي بال حتي توصلت عن طريق تغيير صيغة البحث إلي الأوبئة التي أصابت العالم؛ فتوصلت إلي الأنفلونزا الأسبانية التي ذكرت بعض المصادر أنها غطت جميع أرجاء المعمورة، وحصدت اكثر من ثلث سكان الأرض.
وأيًا كان هناك مبالغة في تقدير الأرقام، فقد غزا هذا المرض اللعين مصر وحصد منها 41 ألفا..كان من نصيب القرية 44حالة.
رقم مخيف ومرعب...إذ كيف يموت هذا العدد في قرية يصل تعدادها إلي ما بين 1400 و1500نسمة .
ونورد لكم وفيات القرية خلال ديسمبر 1918؛ لنتعرف علي الأسماء التي توفيت بهذا المرض يوميا ، ثم ترتيب الاعداد في العائلات .......عليهم رحمة الله جميعًا
.........................
3 ديسمبر
سليمان أحمد درغام(55 سنة)
.....................................
4 ديسمبر
عزيزة المتولي عيد
فاطمة المتولي طويلة(45 سنة)
....................
8 ديسمبر
عبد العزيز حسن حجازي(35 سنة)
.......................
9 ديسمبر
محمود محمد حسن (35 سنة)
أبو المعاطي محمود حسن (3 سنوات)
محمد السيد إبراهيم يونس (
علي محمد علي ضبيع( 18)
محمد عبد الجليل عجو
...................
10 ديسمبر
1918 المتولي المتولي الحواوشي (6)
...................
11 ديسمبر
بدوية مصطفي طويلة (95 سنة)
.......................
12 ديسمبر
عبد الخالق أحمد عزال (35 سنة)
مصطفي مصطفي سماحة (35 سنة)
......................
13 ديسمبر
سعدة حسن غرابة (45 سنة)
.................
14 ديسبر
محمد علي الشناوي
بدر عبد الرحمن بدوي
.........................
15 ديسمبر
أم محمد محمد فاضل
علي المرسي سالم
جلسن إبراهيم زهيري
..........................
16 ديسمبر
أحمد بركات زهيري
أم السعد محمد أبو العطا
...................
17 ديسمبر
خضرة عبده جمعة سعدة
أم الخير محمد البرلسي
حسن حسن منطر
.....................
18 ديسمبر
أحمد حسن حسان
محمد حسن منطر
...............................
19 ديسمبر
فاطمة محمد بدوي
خاطر الطنطاوي سليمان
أم الخير أحمد منطر
غريب محمود الزيات
نجفة مسعد جلبي
..........................
21 ديسمبر
العزبي بدوي عريف
فاطمة عبده عبد الغفار
......................
22 ديسمبر
المتولي عبد العزيز الحواوشي
هانم الموافي غرابة
إبراهيم سليمان حسن طويلة
................
23 ديسمبر
محمد بدوي المشد
.....................
25 ديسمبر
عزيزة حسن يوسف حجازي
...............
26 ديسمبر
أنهام حسين حجازي
أحمد موسي البرلسي
...................
27 ديسمبر
حسن محمد عجوة
علي السيد البغدادي
..................
28 ديسمبر
زكية علي يوسف درغام
....................
29 ديسمبر
رضوان محمد بدوي حمودة
.........................
ترتيب الوفيات في العائلات
طويلة 3
حجازي 3
منطر 3
حسن 2
عجوة 2
الحواوشي 2
البرلسي 2
زهيري 2
غرابة 2
درغام 2
بدوي 2
وحالة واحدة في عائلات ، وإن كان بعضها ينتمي لعائلات ولكن استنادا للاسم الأخير
يونس- عزال- عيد- فاضل- سالم- أبو العطا- سعدة- ضبيع- حسان- سليمان- جلبي- عريف- عبد الغفار-البغدادي- حمودة- الزيات-المشد- سماحة- الشناوي
ومن الأشقاء الذين توفوا
محمد حسن منطر
حسن حسن منطر
.........................
والوفيات في العائلات طبقا للترتيب
.........
طويلة
.........
فاطمة المتولي طويلة
إبراهيم سليمان حسن طويلة
بدوية مصطفي طويلة
...............
حجازي
......
عبد العزيز حسن حجازي
عزيزة حسن يوسف حجازي
أنهام حسين حجازي
...............
منطر
......
حسن حسن منطر
محمد حسن منطر
.......
حسن
....
محمود محمد حسن
أبو المعاطي محمود حسن
............
عجوة
.....
محمد عبد الجليل عجوة
حسن محمد عجوة
............
الحواوشي
.............................
المتولي المتولي الحواوشي
المتولي عبد العزيز الحواوشي
........
البرلسي
....
أم الخير محمد البرلسي
أحمد موسي البرلسي
..................
زهيري
....
جلسن إبراهيم زهيري
أحمد بركات زهيري
...............
غرابة
....
سعدة حسن غرابة
هانم الموافي غرابة
............
درغام
........
سليمان أحمد درغام
زكية علي يوسف درغام
........
بدوي
........
بدر عبد الرحمن بدوي
فاطمة محمد بدوي
..................
وحالة واحدة في باقي العائلات
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
مواضيع مماثلة
» العمدة في جديدة المنزلة
» جديدة المنزلة سنة 1947
» مأذون الشرع قي جديدة المنزلة
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
» حكاية الإنترنت في جديدة المنزلة
» جديدة المنزلة سنة 1947
» مأذون الشرع قي جديدة المنزلة
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
» حكاية الإنترنت في جديدة المنزلة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin