محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
صفحة 1 من اصل 1
محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
....................................................
وهانحن...... علي موعد آخر مع بطل من أبطال العزة والنصر في قريتنا الحبيبة جديدة المنزلة؛ لنتعرف علي رجال سطروا لنا أروع ملحمة شهدتها الحروب الحديثة في جميع أرجاء المعمورة.....وسمع بها أو قرأ عنها أبناء الجيل الحالي.....ولكن سننقلها لهم علي لسان أبطالها الحقيقين من أبناء جديدة المنزلة
ولم أكن أتخيل يومًا أن أكتب عن هذا البطل ...ولكن ساقت الأقدار لي من عرفني بهذا البطل العظيم ..كان ذلك عندما قرأت تعليقًا للمربي الفاضل الأستاذ أبو النور سماحة علي موضوع البطل نادر عبده بدو المشد...ذكر في التعليق أن شقيقه من أبطال حرب أكتوبر عام 1973 ، وأنه من الذين شاركوا في مد الكباري بعرض قناة السويس ؛ حتي يسهل عبور المعدات والسيارات والمدرعات والدبابات إلي الضفة الشرقية لقناة السويس.
لا أخفي عليكم أنني لم أمر علي التعليق مرور الكرام، وقد لا يهتم أحد...لكن سرعان ما اتصلت بالأستاذ أبو النور...... أخبرته بأنني أريد معلومات أو السيرة الذاتية لهذا البطل ، أو يوافيني برقم تليفونه للقائه عبر الهاتف..
في البداية اعتقدت أنه مقيم بالقرية ليلتقي به أحد مصادرنا بالقرية ،ويتحاور معه، لكنني فوجئت به مقيمًا بإصلاح( أبو الأخضر)...وتفضل مشكورًا الأستاذ أبو النور سماحة بكتابة أرقام شقيقه للتواصل معه.
وفي اليوم التالي طلبت البطل ........ علي الفور رد علي اتصالي ورحب بي ، وكان ودودًا معي ولم يتبرم أو يتضايق من حديثي معه...وعلمت أن شقيقه أعطاه فكرة مسبقة مما سهل علي الحوار.
وجدت منه تجاوبًا وقبولًا لحوار استمرسبعة وثلاثين دقيقة عبر التليفون.... ولم أشعر بمرور الوقت الذي مر سريعًا....وقد وجدت طلاقة ووطنية وانسيابية وترتيب منطقي للأحداث وتصوير للحدث كأني أعيشه وأراه أمامي.....
كشف لي الحوار عن رجل وطني من طراز فريد....متعصبًا للقوات المسلحة..محبًا لكل القادة الذين شاركوا في حرب أكتوبر، وخص بالذكر الزعيم محمد أنور السادات والبطل الشهيد أحمد حمدي.
والآن....
هيا نقلب كتاب البطولات الذي ستُسطر فيه بطولات أبناء جديدة المنزلة في حروب مصر في العصر الحديث....... ومع البطل الثاني الذي ستشرف بها صفحات هذا الكتاب مباهية بها صفحات العزة والفخار.
..............................................
من هو البطل محمد أبو النور سماحة
...........................................
هو من أبناء جديدة المنزلة.......ولد في 6/5/1950
أشقاؤه
المستشار/ أحمد سماحة
الأستاذ/ أبو النور سماحة الموجه العام للغة الإنجليزية
الأستاذ/منصور سماحة موظف بمكتب تموين المنزلة
متزوج وله ثلاثة أولاد: ( محمد- أحمد- أدهم) وثلاث بنات
عمل موظفًا بالغزل والنسيج ببورسعيد بعد تأدية الواجب الوطني، ثم استقال من العمل وعمل بالزراعة في لإصلاح ( أبو الأخضر).
.................................
مجند في القوات المسلحة
......................................
التحق البطل محمد أبو النور بالقوات المسلحة في عام 1970 في سلاح المهندسين- كباري....بدأ تدريبه في منطقة الهرم- بني يوسف بعد الجيزة، وبعد انتهاء فترة التدريب التحق بفرقة عبور وكباري في حلوان لمدة شهر مع قائد الفرقة الشهيد أحمد حمدي.
ثم انتقل إلي القناطر الخيرية ، وتدرب علي إنشاء الكباري بجميع أنواعها ( مشاة ميكانيكي- كوبري مشترك..إلخ) وعمل تدريبات مكثفة في المياه ..وتدرب علي يد القادة ........قائد الكتيبة المقدم عبد الرءوف غانم ،ثم المقدم أحمد مصطفي صفوت .
واجتهد بطلنا في التدريبات، وأظهر فيها مقدرة فائقة نالت استحسان قادته حتي ترقي إلي ( أومباشي).
وكانت هذه التدريبات المكثفة مدعاة لتساؤل الجنود...
ما جدوي التدريب علي عمل هذه الكباري......؟
هل هي الحرب وهذه التدريبات لعبور قناة السويس يوما ما...؟
أيقنوا انهم يومًا ما سيحاربون العدو ، ويثأرون لقتلانا، ومحو عار الهزيمة في عام 1967 وتحرير الأرض المسلوبة..وتلقين العدو دروسًا في فنون الحرب،
انتقل اللواء15 /كباري الذي ينتمي إليه البطل إلي البدرشين عام 1972، ومن البدرشين إلي سرابيوم مع 116 عربة مجهزين....و أُعلنت حالة الطواريء علي مستوي الجيش المصري....وتنذر هذه التحركات بأن هناك شيء خفي غير عادي ..خلافًا لكل مرة كان يناور فيها الجيش والقادة بان هذا العام هو عام الحسم ..هو عام العبور وعام النصر وعام تحريرالأرض....لكن لا يحدث شيء لطمأنة العدو وتسريب عدم جدية المصرين في الحرب( فنجرية بق)..لكن هذه المرة يخرج المارد من القمقم وينفجر في وجه العدو بالقرار الأهم في التاريخ الحديث وهو قرار الحرب
.......................
قرار الحرب
...................
الحرب خدعة، ولذا لجأ القادة إلي سلاح التمويه والخديعة للعدو.....ويذكر لنا البطل محمد أبو النور: إنه في الساعة التاسعة من صباح يوم السادس من أكتوبر جاءت الأوامر بأنه هناك إجازات للجنود، وأنهم بصدد إصدار تصاريح الإجازات للجنود...ورغم ذلك وجب علي الجنود الالتزام بشد حالة الطواري لحين صدور تعليمات أخري.... وهذا حتي الساعة العاشرة من صباح نفس اليوم.
وأقسم لي البطل وهذا علي لسانه: (الساعة 12 جمعوا الكتيبة، وجاء أحد الضباط وقال: يا رجالة هنحارب وساعة الصفر وصلت...وردد الجنود الله أكبر وكنا مبسوطين جدا....وكنا في حالة معنوية عالية....وكان ردنا: هنحارب يا أفندم ونكبر...وقال الضابط: أنا ليا عندكم طلب يا رجالة..هنقابل العدو هتاقابله وانت قوي.....افطروا وقدامكم رخصة ..وفطر أمامنا....وهنقابل العدو لازم نكون أقوي منه..وأفطر بعضنا وهناك آخرون مافطروش)......هذا الموقف يُذكرنا بموقف الفنان حسين فهمي في فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي عندما ردد نفس الجملة للجنود بأنهم جاءتهم أوامر الحرب والعبور( مما يدل علي صدق رواية بطلنا محمد أبو النور، وأن الفيلم استعان بموقف حقيقي لتجسيده في الفيلم وهو في الأساس لم يكن في القصة الأصلية لإحسان عبد القدوس التي توقف فيها عند حرب 67 ثم أُضيف لها حرب النصر مع الموقف الحي الذي رواه لنا بطلنا)
.......................
ساعة الصفر
......................
وجاءت الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق ........تحركت السيارات ناحية قناة السويس.....حتي الساعة الثانية بعد الظهر..ساعة الانطلاق وكان الأبطال علي أهبة الاستعداد...ويحكي البطل أنهم فوجئوا بالطائرات تنطلق فوقهم لتضرب ضربتها ؛ ليكبروا : الله أكبر ..الله أكبر ، وعاد الطيران في وقت قليل.....وبعدها انطلقت دفعة طيران ثانية لضرب النقاط الحصينة للعدو.....معتكبيرات الأبطال مرددة : ( الله أكبر...الهن أكبر)
وفي سرابيوم عند المنطقة 95 كان البطل مرابضًا مع فرقته انتظارًا لعمل الكباري بعرض قناة السويس بين الضفتين الغربية والشرقية........ورجعت العربات للخلف لتفريغ حمولة الكباري...كان هناك أربعة أفراد مكلفين بتوصيل عاشق ومعشوق الكوبري..
استمرت التجهيزات حوالي نصف ساعة، وهذا في حد ذاته إعجاز مصري جديد؛ إذ كان مقررًا في التدريبات أن يتم تجهيز الكباري في ساعتين كما قدر له الخبراء الروس.........لكن العبقرية المصرية أنجزته في نصف ساعة فقط ..واستمر نصب الكباري من الضفة الغربية وحتي الضفة الشرقية وتم عمل المشدات علي الجانبين عن طريق هلبين أو مشبكين يثبتان الكوبري من الجانبين.
وتفاجأ الأبطال في الضفة الشرقية بارتفاع يصل إلي رملي يصل إلي 11 مترًا، مما سيعوق مرور السيارات والمدرعات ويعطي فرصة للعدو للهجوم وتكبيد الأبطال خسائر فادحة.
كانت العبقرية المصرية في انتظار مواجهة هذا المأزق.....وبالطبع مواجهة هذا المأزق ليس هذا من اختصاص فرقة الكباري..فهناك قاعدة عسكرية تقول : (لو زميلك مات أو أُصيب بطلق ناري ؛ فهناك من يتولي ذلك؛ بمعني أن كل شيء معمول حسابه)...وهناك فريق آخر تولي هذه المهمة بمد الخراطيم في المياه عن طريق ماكينات شديدة تساعد علي تدفق المياة بشدة علي الساتر الترابي الحصين الذي تمت إزالته بكل سهولة.
وبعد أن تم إزالة الساتر الترابي، عبر البطل مع رفاقه في زوارق مطاطية إلي البر الآخر بتجهيزاتهم ومعداتهم اللازمة لتثبيت الجزء الآخر من الكوبري عند الضفة الشرقية لقناة السويس.
وبعد أن ثبتوا الهلب، وثبت الكوبري من الجانبين مرت السيارات والعربات المدرعة وعربات الذخيرة والصواريخ والمدافع.....وبعد أن انتهي البطل ورفاقه من إقامة الكوبري ، كانت مهمتهم هي متابعة الكوبري وظلوا يتابعونه لمدة 17 يومًا.
..................................
مواقف محفورة في الذاكرة
...............................
هناك الكثير من المواقف التي لا ينساها البطل، وحكي لنا عنها عندما كان علي خط النار في مواجهة العدو وحراسة الكوبري..ومن هذه المواقف التي يرويها البطل: ( بعد الحرب بثلاثة أيام وأثناء المرور لمتابعة الكوبري مع أفراد بجاكتات مياه ..كنا نمر لقينا نفرين واقعين في المية ..مين اللي هينزل يجيبهم..أخذنا قوارب النجاة وأخرجناهم علي البر حتي جاءت عربة دفن الموتي لدفنهم في مقبرة الجندي المجهول).
وموقف آخر يرويه البطل، حيث كُتبت له حياة جديدة والنجاة ...وهو أنه أثناء مروره في الليل علي الكوبري تعطل الكشاف الخاص به بعد نفاذ شحن البطارية..انزلقت مروره انزلقت قدمه علي طرف الكوبري..وسقط في مياه القناة بحمولته الثقيلة التي تصل إلي 25 كيلو بالإضافة إلي سلاحه الآلي، وهو غير مصرح له التخلص من هذه الأشياء التي تعوقه ..وظل يسبح في الظلام حتي البر الغربي ...وكان هناك بلاط بارتفاع 15 مترًا لا يستطيع الصعود من خلاله....وهناك سلم من البلاط كل مسافة كيلو متر لم يستطع الوصول إليه بسبب الظلام.
وشاءت العناية الإلهية أن يستيقظ أحد الضباط لصلاة الفجر، ورأي شيئا يتحرك في المياه فأصدر أوامره لأفراد القوارب أن ينقذوني .
ومن المواقف التي لا ينساها البطل.. بعد الحرب بعشرة أيام وعند الفجر باغتهم أحد مدافع العدو علي بعد 3 كيلو من الضفة الشرقية للقناة بضرب مكثف...انطلقنا مسرعين إلي الخنادق التي حفرناها علي الضفة الغربية.... وبعدها بيوم ؛ أي في اليوم الحادي عشر للحرب وفي الثامنة صباحاً أمرهم قائلًا: ( غيروا ريقكم بتعيين ميداني)..وكان عددهم يتراوح ما بين (10-12 فردًا) باغتهم العدو بغارة شديدة...وحدثت فوضي بين الأفراد..وعلي حد قوله بصيت لقيت رقبة بتطير...ورجل بتطير ..وإيدين بتطير ) وجري مسرعًا من استطاع النجاة بحياته..ونجا منهم في هذه الغارة ثلاثة أفراد.
وبعدها في اليوم الخامس عشر للحرب مر عليهم البطل الشهيد أحمد حمدي..وقال لهم يارجالة...ردوا عليه: ( إحنا حديد يا أفندم) ويمر عليهم ليتابعهم ،ويمر علي المهندسين والكباري.
ومن المواقف التي حدثت أثناء مرور السيارات علي الكوبري إلي الضفة الشرقية للقناة..كان هناك سرب مكون من 116 سيارة محملة بالصواريخ والذخيرة، أُصيبت إحدي السيارات المحملة بالصواريخ..وبالتالي لو انفجرت السيارة سيُصاب السرب بأكمله بخسائر فادحة..ولا بد رد فعل سريع لإنقاذ الموقف..وتبدت شجاعة المقاتل المصري عندما استطاع شاويش أن يغير اتجاه السيارة مع عشر سيارات أخري لم يصيبها شيء.. مستغلًا مسافة الثلاثة أمتار بين السيارة والأخري ...ولم تُضرب السيارات إلا السيارة المحملة بالصواريخ لكنها لم تنفجر، وانطلقت بعدها السيارات بسهولة إلي الضفة الأخري .
وفي عام 1976، يُسدل الستار علي آخر يوم لهذا البطل بالقوات المسلحة المصرية، بعد ست سنوات قضاها في تسطير أروع صفحات في تاريخ العزة والبطولة في تاريخ مصر الحديث؛ ليترك ميدان الحرب وينغمس في الحياة المدنية في صفوف الجماهير ..
..............................
هذه كانت نبذة موجزة عن أحد أبطال جديدة المنزلة الذين شاركوا في تسطير ملحمة العبور والنصر.....وتشهد هذه السطور علي بطولاتهم وتضحياتهم؛ لنعيش آمنين مطمئنين ونحيا هذه الحياة التي نحياها الآن ......وسنظل نبحث عن هذه البطولات التي يزخر بها سجل البطولات في جديدة المنزلة.
....................................................
وهانحن...... علي موعد آخر مع بطل من أبطال العزة والنصر في قريتنا الحبيبة جديدة المنزلة؛ لنتعرف علي رجال سطروا لنا أروع ملحمة شهدتها الحروب الحديثة في جميع أرجاء المعمورة.....وسمع بها أو قرأ عنها أبناء الجيل الحالي.....ولكن سننقلها لهم علي لسان أبطالها الحقيقين من أبناء جديدة المنزلة
ولم أكن أتخيل يومًا أن أكتب عن هذا البطل ...ولكن ساقت الأقدار لي من عرفني بهذا البطل العظيم ..كان ذلك عندما قرأت تعليقًا للمربي الفاضل الأستاذ أبو النور سماحة علي موضوع البطل نادر عبده بدو المشد...ذكر في التعليق أن شقيقه من أبطال حرب أكتوبر عام 1973 ، وأنه من الذين شاركوا في مد الكباري بعرض قناة السويس ؛ حتي يسهل عبور المعدات والسيارات والمدرعات والدبابات إلي الضفة الشرقية لقناة السويس.
لا أخفي عليكم أنني لم أمر علي التعليق مرور الكرام، وقد لا يهتم أحد...لكن سرعان ما اتصلت بالأستاذ أبو النور...... أخبرته بأنني أريد معلومات أو السيرة الذاتية لهذا البطل ، أو يوافيني برقم تليفونه للقائه عبر الهاتف..
في البداية اعتقدت أنه مقيم بالقرية ليلتقي به أحد مصادرنا بالقرية ،ويتحاور معه، لكنني فوجئت به مقيمًا بإصلاح( أبو الأخضر)...وتفضل مشكورًا الأستاذ أبو النور سماحة بكتابة أرقام شقيقه للتواصل معه.
وفي اليوم التالي طلبت البطل ........ علي الفور رد علي اتصالي ورحب بي ، وكان ودودًا معي ولم يتبرم أو يتضايق من حديثي معه...وعلمت أن شقيقه أعطاه فكرة مسبقة مما سهل علي الحوار.
وجدت منه تجاوبًا وقبولًا لحوار استمرسبعة وثلاثين دقيقة عبر التليفون.... ولم أشعر بمرور الوقت الذي مر سريعًا....وقد وجدت طلاقة ووطنية وانسيابية وترتيب منطقي للأحداث وتصوير للحدث كأني أعيشه وأراه أمامي.....
كشف لي الحوار عن رجل وطني من طراز فريد....متعصبًا للقوات المسلحة..محبًا لكل القادة الذين شاركوا في حرب أكتوبر، وخص بالذكر الزعيم محمد أنور السادات والبطل الشهيد أحمد حمدي.
والآن....
هيا نقلب كتاب البطولات الذي ستُسطر فيه بطولات أبناء جديدة المنزلة في حروب مصر في العصر الحديث....... ومع البطل الثاني الذي ستشرف بها صفحات هذا الكتاب مباهية بها صفحات العزة والفخار.
..............................................
من هو البطل محمد أبو النور سماحة
...........................................
هو من أبناء جديدة المنزلة.......ولد في 6/5/1950
أشقاؤه
المستشار/ أحمد سماحة
الأستاذ/ أبو النور سماحة الموجه العام للغة الإنجليزية
الأستاذ/منصور سماحة موظف بمكتب تموين المنزلة
متزوج وله ثلاثة أولاد: ( محمد- أحمد- أدهم) وثلاث بنات
عمل موظفًا بالغزل والنسيج ببورسعيد بعد تأدية الواجب الوطني، ثم استقال من العمل وعمل بالزراعة في لإصلاح ( أبو الأخضر).
.................................
مجند في القوات المسلحة
......................................
التحق البطل محمد أبو النور بالقوات المسلحة في عام 1970 في سلاح المهندسين- كباري....بدأ تدريبه في منطقة الهرم- بني يوسف بعد الجيزة، وبعد انتهاء فترة التدريب التحق بفرقة عبور وكباري في حلوان لمدة شهر مع قائد الفرقة الشهيد أحمد حمدي.
ثم انتقل إلي القناطر الخيرية ، وتدرب علي إنشاء الكباري بجميع أنواعها ( مشاة ميكانيكي- كوبري مشترك..إلخ) وعمل تدريبات مكثفة في المياه ..وتدرب علي يد القادة ........قائد الكتيبة المقدم عبد الرءوف غانم ،ثم المقدم أحمد مصطفي صفوت .
واجتهد بطلنا في التدريبات، وأظهر فيها مقدرة فائقة نالت استحسان قادته حتي ترقي إلي ( أومباشي).
وكانت هذه التدريبات المكثفة مدعاة لتساؤل الجنود...
ما جدوي التدريب علي عمل هذه الكباري......؟
هل هي الحرب وهذه التدريبات لعبور قناة السويس يوما ما...؟
أيقنوا انهم يومًا ما سيحاربون العدو ، ويثأرون لقتلانا، ومحو عار الهزيمة في عام 1967 وتحرير الأرض المسلوبة..وتلقين العدو دروسًا في فنون الحرب،
انتقل اللواء15 /كباري الذي ينتمي إليه البطل إلي البدرشين عام 1972، ومن البدرشين إلي سرابيوم مع 116 عربة مجهزين....و أُعلنت حالة الطواريء علي مستوي الجيش المصري....وتنذر هذه التحركات بأن هناك شيء خفي غير عادي ..خلافًا لكل مرة كان يناور فيها الجيش والقادة بان هذا العام هو عام الحسم ..هو عام العبور وعام النصر وعام تحريرالأرض....لكن لا يحدث شيء لطمأنة العدو وتسريب عدم جدية المصرين في الحرب( فنجرية بق)..لكن هذه المرة يخرج المارد من القمقم وينفجر في وجه العدو بالقرار الأهم في التاريخ الحديث وهو قرار الحرب
.......................
قرار الحرب
...................
الحرب خدعة، ولذا لجأ القادة إلي سلاح التمويه والخديعة للعدو.....ويذكر لنا البطل محمد أبو النور: إنه في الساعة التاسعة من صباح يوم السادس من أكتوبر جاءت الأوامر بأنه هناك إجازات للجنود، وأنهم بصدد إصدار تصاريح الإجازات للجنود...ورغم ذلك وجب علي الجنود الالتزام بشد حالة الطواري لحين صدور تعليمات أخري.... وهذا حتي الساعة العاشرة من صباح نفس اليوم.
وأقسم لي البطل وهذا علي لسانه: (الساعة 12 جمعوا الكتيبة، وجاء أحد الضباط وقال: يا رجالة هنحارب وساعة الصفر وصلت...وردد الجنود الله أكبر وكنا مبسوطين جدا....وكنا في حالة معنوية عالية....وكان ردنا: هنحارب يا أفندم ونكبر...وقال الضابط: أنا ليا عندكم طلب يا رجالة..هنقابل العدو هتاقابله وانت قوي.....افطروا وقدامكم رخصة ..وفطر أمامنا....وهنقابل العدو لازم نكون أقوي منه..وأفطر بعضنا وهناك آخرون مافطروش)......هذا الموقف يُذكرنا بموقف الفنان حسين فهمي في فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي عندما ردد نفس الجملة للجنود بأنهم جاءتهم أوامر الحرب والعبور( مما يدل علي صدق رواية بطلنا محمد أبو النور، وأن الفيلم استعان بموقف حقيقي لتجسيده في الفيلم وهو في الأساس لم يكن في القصة الأصلية لإحسان عبد القدوس التي توقف فيها عند حرب 67 ثم أُضيف لها حرب النصر مع الموقف الحي الذي رواه لنا بطلنا)
.......................
ساعة الصفر
......................
وجاءت الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق ........تحركت السيارات ناحية قناة السويس.....حتي الساعة الثانية بعد الظهر..ساعة الانطلاق وكان الأبطال علي أهبة الاستعداد...ويحكي البطل أنهم فوجئوا بالطائرات تنطلق فوقهم لتضرب ضربتها ؛ ليكبروا : الله أكبر ..الله أكبر ، وعاد الطيران في وقت قليل.....وبعدها انطلقت دفعة طيران ثانية لضرب النقاط الحصينة للعدو.....معتكبيرات الأبطال مرددة : ( الله أكبر...الهن أكبر)
وفي سرابيوم عند المنطقة 95 كان البطل مرابضًا مع فرقته انتظارًا لعمل الكباري بعرض قناة السويس بين الضفتين الغربية والشرقية........ورجعت العربات للخلف لتفريغ حمولة الكباري...كان هناك أربعة أفراد مكلفين بتوصيل عاشق ومعشوق الكوبري..
استمرت التجهيزات حوالي نصف ساعة، وهذا في حد ذاته إعجاز مصري جديد؛ إذ كان مقررًا في التدريبات أن يتم تجهيز الكباري في ساعتين كما قدر له الخبراء الروس.........لكن العبقرية المصرية أنجزته في نصف ساعة فقط ..واستمر نصب الكباري من الضفة الغربية وحتي الضفة الشرقية وتم عمل المشدات علي الجانبين عن طريق هلبين أو مشبكين يثبتان الكوبري من الجانبين.
وتفاجأ الأبطال في الضفة الشرقية بارتفاع يصل إلي رملي يصل إلي 11 مترًا، مما سيعوق مرور السيارات والمدرعات ويعطي فرصة للعدو للهجوم وتكبيد الأبطال خسائر فادحة.
كانت العبقرية المصرية في انتظار مواجهة هذا المأزق.....وبالطبع مواجهة هذا المأزق ليس هذا من اختصاص فرقة الكباري..فهناك قاعدة عسكرية تقول : (لو زميلك مات أو أُصيب بطلق ناري ؛ فهناك من يتولي ذلك؛ بمعني أن كل شيء معمول حسابه)...وهناك فريق آخر تولي هذه المهمة بمد الخراطيم في المياه عن طريق ماكينات شديدة تساعد علي تدفق المياة بشدة علي الساتر الترابي الحصين الذي تمت إزالته بكل سهولة.
وبعد أن تم إزالة الساتر الترابي، عبر البطل مع رفاقه في زوارق مطاطية إلي البر الآخر بتجهيزاتهم ومعداتهم اللازمة لتثبيت الجزء الآخر من الكوبري عند الضفة الشرقية لقناة السويس.
وبعد أن ثبتوا الهلب، وثبت الكوبري من الجانبين مرت السيارات والعربات المدرعة وعربات الذخيرة والصواريخ والمدافع.....وبعد أن انتهي البطل ورفاقه من إقامة الكوبري ، كانت مهمتهم هي متابعة الكوبري وظلوا يتابعونه لمدة 17 يومًا.
..................................
مواقف محفورة في الذاكرة
...............................
هناك الكثير من المواقف التي لا ينساها البطل، وحكي لنا عنها عندما كان علي خط النار في مواجهة العدو وحراسة الكوبري..ومن هذه المواقف التي يرويها البطل: ( بعد الحرب بثلاثة أيام وأثناء المرور لمتابعة الكوبري مع أفراد بجاكتات مياه ..كنا نمر لقينا نفرين واقعين في المية ..مين اللي هينزل يجيبهم..أخذنا قوارب النجاة وأخرجناهم علي البر حتي جاءت عربة دفن الموتي لدفنهم في مقبرة الجندي المجهول).
وموقف آخر يرويه البطل، حيث كُتبت له حياة جديدة والنجاة ...وهو أنه أثناء مروره في الليل علي الكوبري تعطل الكشاف الخاص به بعد نفاذ شحن البطارية..انزلقت مروره انزلقت قدمه علي طرف الكوبري..وسقط في مياه القناة بحمولته الثقيلة التي تصل إلي 25 كيلو بالإضافة إلي سلاحه الآلي، وهو غير مصرح له التخلص من هذه الأشياء التي تعوقه ..وظل يسبح في الظلام حتي البر الغربي ...وكان هناك بلاط بارتفاع 15 مترًا لا يستطيع الصعود من خلاله....وهناك سلم من البلاط كل مسافة كيلو متر لم يستطع الوصول إليه بسبب الظلام.
وشاءت العناية الإلهية أن يستيقظ أحد الضباط لصلاة الفجر، ورأي شيئا يتحرك في المياه فأصدر أوامره لأفراد القوارب أن ينقذوني .
ومن المواقف التي لا ينساها البطل.. بعد الحرب بعشرة أيام وعند الفجر باغتهم أحد مدافع العدو علي بعد 3 كيلو من الضفة الشرقية للقناة بضرب مكثف...انطلقنا مسرعين إلي الخنادق التي حفرناها علي الضفة الغربية.... وبعدها بيوم ؛ أي في اليوم الحادي عشر للحرب وفي الثامنة صباحاً أمرهم قائلًا: ( غيروا ريقكم بتعيين ميداني)..وكان عددهم يتراوح ما بين (10-12 فردًا) باغتهم العدو بغارة شديدة...وحدثت فوضي بين الأفراد..وعلي حد قوله بصيت لقيت رقبة بتطير...ورجل بتطير ..وإيدين بتطير ) وجري مسرعًا من استطاع النجاة بحياته..ونجا منهم في هذه الغارة ثلاثة أفراد.
وبعدها في اليوم الخامس عشر للحرب مر عليهم البطل الشهيد أحمد حمدي..وقال لهم يارجالة...ردوا عليه: ( إحنا حديد يا أفندم) ويمر عليهم ليتابعهم ،ويمر علي المهندسين والكباري.
ومن المواقف التي حدثت أثناء مرور السيارات علي الكوبري إلي الضفة الشرقية للقناة..كان هناك سرب مكون من 116 سيارة محملة بالصواريخ والذخيرة، أُصيبت إحدي السيارات المحملة بالصواريخ..وبالتالي لو انفجرت السيارة سيُصاب السرب بأكمله بخسائر فادحة..ولا بد رد فعل سريع لإنقاذ الموقف..وتبدت شجاعة المقاتل المصري عندما استطاع شاويش أن يغير اتجاه السيارة مع عشر سيارات أخري لم يصيبها شيء.. مستغلًا مسافة الثلاثة أمتار بين السيارة والأخري ...ولم تُضرب السيارات إلا السيارة المحملة بالصواريخ لكنها لم تنفجر، وانطلقت بعدها السيارات بسهولة إلي الضفة الأخري .
وفي عام 1976، يُسدل الستار علي آخر يوم لهذا البطل بالقوات المسلحة المصرية، بعد ست سنوات قضاها في تسطير أروع صفحات في تاريخ العزة والبطولة في تاريخ مصر الحديث؛ ليترك ميدان الحرب وينغمس في الحياة المدنية في صفوف الجماهير ..
..............................
هذه كانت نبذة موجزة عن أحد أبطال جديدة المنزلة الذين شاركوا في تسطير ملحمة العبور والنصر.....وتشهد هذه السطور علي بطولاتهم وتضحياتهم؛ لنعيش آمنين مطمئنين ونحيا هذه الحياة التي نحياها الآن ......وسنظل نبحث عن هذه البطولات التي يزخر بها سجل البطولات في جديدة المنزلة.
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
مواضيع مماثلة
» محمد مصطفي سماحة
» فاروق محمد عوض غزال
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
» محمد حسن حسن عبد الغني
» محمد حسن حسن سليمان طويلة.
» فاروق محمد عوض غزال
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
» محمد حسن حسن عبد الغني
» محمد حسن حسن سليمان طويلة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin