يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
صفحة 1 من اصل 1
يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
....................
المشهد الأول
.....................
الزمان:1978
المكان:عند الكوبري بعد صلاة الجمعة
ثلاثة شباب ينتظرون
الأول:والعمل أيه الوقتي...موش هنلحق الموكب
الثاني:نستني الفرج
الثالث:يا مسهل
(في هذه الأثناء يأتي جرار بمقطورة)
صاحب الجرار: رايحين المولد
الشباب:آه...رايحيين
السائق: نطوا ورا ياللا بسرعة
....................
المشهد الثاني
...................
يصعد الشباب أعلي المقطورة..يتقدم اثنان إلي الأمام ويفترشان الأرض...والثالث يجلس في مؤخرة المقطورة علي الباب الخلفي...ينطلق الجرار مسرعا...رغم كثرة المطبات علي طريق الفروسات...مسمار الربط بين الجرار المقطورة يندفع لأعلي شيئا فشيئا...وأمام بيت غزل من بر الجديدة يفلت المسمار...تنفصل المقطورة عن الجرار..
الشباب الثالث: الحق يالا أنت وهو....... المقطورة بتمشي لوحدها
الشابانيضحكان)
الثالثصائحا)
أنا مابهزرش......المقطورة بتمشي لوحدها.......المقطورة هتتقلب في البحر......نط ..يالا انت وهو
(تتجه المقطورة ناحية البحر..تنقلب المقطورة فوق الشابين..يقفز الشاب الثالث عند البر الثاني في الجديدة....يصعد الشاب الثالث أعلي الشط مسرعا)
الشاب يصرخ)
الحقونا ياناس
يا خلق هو
الحقونا ياناس
الحقونا
( فجأة تنشق الأرض...يقبل الناس من الأماكن القريبة...تميل المقطورة ببطء ناحية برالجديدة...تُسمع استغاثة الشابين وصرخاتهم...يصعد الناس أعلي المقطورة...يزيد ميل المقطورة نحو شاطيء الجديدة وتنقلب حتي تستوي بالمياه...تطبق المقطورة علي الشابين ...تختفي الأصوات تدريجيا حتي تختفي تماما....)
الناس:ارفع...ارفع...هاتواعروق خشب.....العيال اتخنقت......العيال هتموت تحت المقطورة
صوت رجل: المقطورة طبقت علي الولاد.....!!!!!
صوت آخر:ماحدش سامع لهم صوت
آخر:لازم نشوف حل.....؟.....العروق موش نافعة...!!!!! .....العيال كده ضاعت
آخر:مافيش حل غير الساقية ......ونمد العروق بحبال ونشد
(يتم مد العروق مربوطة بالحبال..يشد الناس..ترتفع المقطورة شيئا فشيئا..تكشف المياه عن جثة الشابين..يرفعهما الناس إلي أعلي أسفل الشجرة الكبيرة قبل منزل غزل......)
الناس:لا حولولا قوة.....إلا بالله.......إنا لله وإنا إليه راجعون
....
يوم أسود في تاريخ القرية.......كل عام اعتاد الشباب أن يذهبوا لحضور موكب مولد ابن تميم وفي هذا اليوم الأسود
يوم. الجمعة .... الموافق 18/9/1978
ذهب جمع من شباب القر ية ،وذلك لحضور الموكب بعد صلاة الجمعة....وكانت إرادة القدر أن يتخلف ثلاثة شبان دون العشرين....وبدلا من أن يحضروا الموكب حضر الناس موكبهما.....توافد الناس من كل حدب وصوب....وسارت مع الناس ليزفوهم الي الجنة في مشهد جنائزي مهيب
ساق إليهم القدر سائق الجرار ليركبوا معه...الجرار مسرعا كان الأقدار تتعجل الأقدار مصيرهم المحتوم ....والمسمار الذي يربط المقطورة الجرار يندفع الي أعلي بسبب السرعة وكثرة المطبات التي ساعدت علي خروجه......وكان من المفترض أن يكون مثقوبًا من أسفل وداخله مسمار آخر يحول دون ارتفاعه....انفصل عن الجرار.....لكن الأقدار ومشيئة الله
.....
أتذكر هذا الحادث جيدا..وكنت في الثامنة من عمري، وساعتها توافد الناس من كل مكان..ومنظر الجثتين يشيب له الوليد..مع أن مياه البحر كانت قليلة لكن ساعد علي ذلك اندفاع المقطورة أدي إلي سقوطها سريعا وساعد علي هبوطها الذين صعدوا اعلي المقطورة..ولو كان البحر ممتلئًا بالمياه لساعد علي نجاة الشابين....وكانت اإرادة الله أن ينجو الشاب الجالس علي طرف المقطورة ( جلال السيد علام مولود في 16/7/1961)
....
وأخبرني ( جلال السيد علام ) أنه ظل اكثر من أسبوعين في المنزل من أثر الصدمة...غير مستوعب ماحدث...فجاة وبدون مقدمات يحدث ما يحدث ....ويموت أمام عينيه أعز صاحبين له ولا يستطيع أن يفعل لهما شيئا......
..................................................
وهاتفته أكثر من ساعة ،يسرد لي ماحدث بالضبط....ورجعت إلي الوراء أربعين عامًا ، والمشهد أمام عيني....ويصف لي منذ صعوده وهو ورفيقيه إلي أعلي المقطورة ، ولحظة انفصال المقطورة عن الجرار......وآثرت رغم الألم والجرح العميق الذي قد أكون سببته له في تذكيره به بالحادث ، واللحظات التي تعرض فيها للموت ، وشعوره عندما عجز عن تقديم المساعدة لصديقيه.....ومتي توافد الناس.....؟
و الآن....
لماذا الألم....؟..
لماذا النبش في الماضي...؟
لماذا نذكر الناس بذكريات أليمة في ماضيهم الذي يحاول البعض الهروب منه.....؟
أحيانا يكون الألم تطهيرا للنفس...وتذكيرنا بالماضي أمر لا بد منه.....لأننا عندما هدفنا في المجموعة أن نقلب في الماضي ، فلن نستطيع أن نهرب من آلامه....
ورغم ذلك
ليس الماضي كله آلام ،بل هناك صفحات جميلة وذكريات سعيدة مرت بها القرية سنعرضها في حينها ونتعايش قليلا مع الماضي..............!!!!
..............................
وفي النهاية
ندعو الله – عز وجل بالرحمة للشابين
أحمد الشربيني محمد الحواوشي( مولود في 4/7/1962 )
نعيم الطاهري حسن عجوة( مولود في 23/12/1964 )
الذين توفيا في هذا اليوم ، وصعدت روحاهما الطاهرة إلي بارئهما؛ ....أن يتغمدهما الله برحمته ويجعل مثواهما الجنة
....................
المشهد الأول
.....................
الزمان:1978
المكان:عند الكوبري بعد صلاة الجمعة
ثلاثة شباب ينتظرون
الأول:والعمل أيه الوقتي...موش هنلحق الموكب
الثاني:نستني الفرج
الثالث:يا مسهل
(في هذه الأثناء يأتي جرار بمقطورة)
صاحب الجرار: رايحين المولد
الشباب:آه...رايحيين
السائق: نطوا ورا ياللا بسرعة
....................
المشهد الثاني
...................
يصعد الشباب أعلي المقطورة..يتقدم اثنان إلي الأمام ويفترشان الأرض...والثالث يجلس في مؤخرة المقطورة علي الباب الخلفي...ينطلق الجرار مسرعا...رغم كثرة المطبات علي طريق الفروسات...مسمار الربط بين الجرار المقطورة يندفع لأعلي شيئا فشيئا...وأمام بيت غزل من بر الجديدة يفلت المسمار...تنفصل المقطورة عن الجرار..
الشباب الثالث: الحق يالا أنت وهو....... المقطورة بتمشي لوحدها
الشابانيضحكان)
الثالثصائحا)
أنا مابهزرش......المقطورة بتمشي لوحدها.......المقطورة هتتقلب في البحر......نط ..يالا انت وهو
(تتجه المقطورة ناحية البحر..تنقلب المقطورة فوق الشابين..يقفز الشاب الثالث عند البر الثاني في الجديدة....يصعد الشاب الثالث أعلي الشط مسرعا)
الشاب يصرخ)
الحقونا ياناس
يا خلق هو
الحقونا ياناس
الحقونا
( فجأة تنشق الأرض...يقبل الناس من الأماكن القريبة...تميل المقطورة ببطء ناحية برالجديدة...تُسمع استغاثة الشابين وصرخاتهم...يصعد الناس أعلي المقطورة...يزيد ميل المقطورة نحو شاطيء الجديدة وتنقلب حتي تستوي بالمياه...تطبق المقطورة علي الشابين ...تختفي الأصوات تدريجيا حتي تختفي تماما....)
الناس:ارفع...ارفع...هاتواعروق خشب.....العيال اتخنقت......العيال هتموت تحت المقطورة
صوت رجل: المقطورة طبقت علي الولاد.....!!!!!
صوت آخر:ماحدش سامع لهم صوت
آخر:لازم نشوف حل.....؟.....العروق موش نافعة...!!!!! .....العيال كده ضاعت
آخر:مافيش حل غير الساقية ......ونمد العروق بحبال ونشد
(يتم مد العروق مربوطة بالحبال..يشد الناس..ترتفع المقطورة شيئا فشيئا..تكشف المياه عن جثة الشابين..يرفعهما الناس إلي أعلي أسفل الشجرة الكبيرة قبل منزل غزل......)
الناس:لا حولولا قوة.....إلا بالله.......إنا لله وإنا إليه راجعون
....
يوم أسود في تاريخ القرية.......كل عام اعتاد الشباب أن يذهبوا لحضور موكب مولد ابن تميم وفي هذا اليوم الأسود
يوم. الجمعة .... الموافق 18/9/1978
ذهب جمع من شباب القر ية ،وذلك لحضور الموكب بعد صلاة الجمعة....وكانت إرادة القدر أن يتخلف ثلاثة شبان دون العشرين....وبدلا من أن يحضروا الموكب حضر الناس موكبهما.....توافد الناس من كل حدب وصوب....وسارت مع الناس ليزفوهم الي الجنة في مشهد جنائزي مهيب
ساق إليهم القدر سائق الجرار ليركبوا معه...الجرار مسرعا كان الأقدار تتعجل الأقدار مصيرهم المحتوم ....والمسمار الذي يربط المقطورة الجرار يندفع الي أعلي بسبب السرعة وكثرة المطبات التي ساعدت علي خروجه......وكان من المفترض أن يكون مثقوبًا من أسفل وداخله مسمار آخر يحول دون ارتفاعه....انفصل عن الجرار.....لكن الأقدار ومشيئة الله
.....
أتذكر هذا الحادث جيدا..وكنت في الثامنة من عمري، وساعتها توافد الناس من كل مكان..ومنظر الجثتين يشيب له الوليد..مع أن مياه البحر كانت قليلة لكن ساعد علي ذلك اندفاع المقطورة أدي إلي سقوطها سريعا وساعد علي هبوطها الذين صعدوا اعلي المقطورة..ولو كان البحر ممتلئًا بالمياه لساعد علي نجاة الشابين....وكانت اإرادة الله أن ينجو الشاب الجالس علي طرف المقطورة ( جلال السيد علام مولود في 16/7/1961)
....
وأخبرني ( جلال السيد علام ) أنه ظل اكثر من أسبوعين في المنزل من أثر الصدمة...غير مستوعب ماحدث...فجاة وبدون مقدمات يحدث ما يحدث ....ويموت أمام عينيه أعز صاحبين له ولا يستطيع أن يفعل لهما شيئا......
..................................................
وهاتفته أكثر من ساعة ،يسرد لي ماحدث بالضبط....ورجعت إلي الوراء أربعين عامًا ، والمشهد أمام عيني....ويصف لي منذ صعوده وهو ورفيقيه إلي أعلي المقطورة ، ولحظة انفصال المقطورة عن الجرار......وآثرت رغم الألم والجرح العميق الذي قد أكون سببته له في تذكيره به بالحادث ، واللحظات التي تعرض فيها للموت ، وشعوره عندما عجز عن تقديم المساعدة لصديقيه.....ومتي توافد الناس.....؟
و الآن....
لماذا الألم....؟..
لماذا النبش في الماضي...؟
لماذا نذكر الناس بذكريات أليمة في ماضيهم الذي يحاول البعض الهروب منه.....؟
أحيانا يكون الألم تطهيرا للنفس...وتذكيرنا بالماضي أمر لا بد منه.....لأننا عندما هدفنا في المجموعة أن نقلب في الماضي ، فلن نستطيع أن نهرب من آلامه....
ورغم ذلك
ليس الماضي كله آلام ،بل هناك صفحات جميلة وذكريات سعيدة مرت بها القرية سنعرضها في حينها ونتعايش قليلا مع الماضي..............!!!!
..............................
وفي النهاية
ندعو الله – عز وجل بالرحمة للشابين
أحمد الشربيني محمد الحواوشي( مولود في 4/7/1962 )
نعيم الطاهري حسن عجوة( مولود في 23/12/1964 )
الذين توفيا في هذا اليوم ، وصعدت روحاهما الطاهرة إلي بارئهما؛ ....أن يتغمدهما الله برحمته ويجعل مثواهما الجنة
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
مواضيع مماثلة
» شيخ الخفر الآمر الناهي في القرية
» قري ارتبط اسمها بأسماء عائلات في القرية
» دودة المقاومة وجزء من تاريخ القرية
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
» قري ارتبط اسمها بأسماء عائلات في القرية
» دودة المقاومة وجزء من تاريخ القرية
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin