شم النسيم في جديدة المنزلة زمان
صفحة 1 من اصل 1
شم النسيم في جديدة المنزلة زمان
شم النسيم في جديدة المنزلة زمان
........................................
يُعد شم النسيم عيد مصري قديم....إنه عيد الربيع، ويحتفل به المصريون منذ عصر الفراعنة ..وهو ليس عيدًا دينيًا، وإنما هو أحد الأعياد الاجتماعية التي نحتفل بها كل عام.
وشم النسيم عند المصريين القدماء هو الاحتفال بمجيء فصل الحصاد، حيث تكتسي فيه الطبيعة بالثياب الخضراء وتتفتح فيه الأزها وتتورق الأشجار.
وقد اختار المصريون هذا اليوم ؛ لانهم ربطوا أعيادهم بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة.. ويُسمي شم النسيم في اللغة الهيروغليفية ( شمو) وهو تسمية تطلق علي أحد فصول السنة المصرية القديمة، وبمرور الزمن تغير هذا الاسم من ( شمو) إلي ( شم) في العصر القبطي، ثم أُضيفت كلمة ( النسيم) فأصبح ( شم النسيم)، وتعني كلمة ( شمو) في اللغة الهيروغليفية ( فصل الحصاد).
ولقد ورد ( شم النسيم) في القرآن الكريم باسم ( يوم الزينة)، وذلك عندما خاطب سيدنا موسي (عليه السلام) فرعونًا عندما حدد موعدًا للقاء السحرة فقال عليه السلام في سورة ( طه- الآية:59) قال تعالي( قال موعدكم يوم الزينة وأن يُحشر الناس ضحي)؛ مما يعني قدم هذا اليوم منذ سيدنا موسي( عليه السلام).
وانتقل شم النسيم إلي الحضارات والديانات الأخري؛ ليُصبح عيدًا تاريخيًا وعالميًا لازالت المجتمعات تحتفل به إلي يومنا هذا؛ إذ هو عيد رأس السنة عند البابليين ، وانتقل إلي الآشوريين والفينيقيين والإغريق برموزهم الاحتفالية التي تختلف في مسمياتها.
وهو عيد النيروز عند الفرس، ويحتفل به اليهود عندما خرجوا من مصر في عهد سيدنا موسي( عليه السلا) ، وقد اتفق يوم خروجهم مع احتفال المصريين بعيدهم..
ويُرجع كثيرمن المؤرخين أن اليهود اختاروا ذلك اليوم للخروج حتي لا يلفتوا نظر المصريين بخروجهم- لانشغالهم بالعيد- مع ما حملوه من ذهب وثرواتهم..واحتفل اليهود بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه( عيد الفصح) ،و الفصح كلمة عبرية بمعني( الخروج والعبور).
وانتقل عيد الفصح بعد ذلك إلي المسيحية ؛ لأنه وافق مصادفة عيد القيامة ،ولما دخلت المسيحية مصر أصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء...فلذلك يقع شم النسيم دئمًا يوم الاثنين ؛ أي اليوم التالي لعيد الفصح أو عيد القيامة.
وهناك تصويب لرأي خاطيء بأنه في الأساس عيد يهودي ، ويختلقون قصصًا لا أساس لها من الصحة ويقولون: إنه عند وفاة الرسول( صلي الله عليه وسلم) قال اليهود: لقد شممنا نفسنا؛ فلذلك يُسمي ب( شم النسيم)،وينبغي علي المسلمين عدم الاحتفال به ، وهذا محض هراء وافتراءات علي أن هذا اليوم مصري خالص.
فشم النسيم يوم مصري خالص يحتفل به المصريون ( مسلمون ومسيحيون) معبرًا عن الجذور التاريخية المتمثلة في أرض مصر كوطن للجميع، وأن هذا اليوم غير مرتبط بعقيدة ، ولكنه يوم قومي لكل المصريين حتي بعد نزول الدعوات السماوية ..وعاش هذا اليوم في ظلها قرونًا وسيعيش حتي أصبح عيدًا عالميًا.
ولقد عبر الوجدان المصري في احتفالاته عن شم النسيم وعيد الربيع؛ فخرحت لنا إبداعات أدبية وفنية، ولعل من أشهرها قصيدة (الربيع) للبحتري وأغنية (الربيع )لملك العود فريد الاطرش، و(الدنيا ربيع) لسعاد حسني.
ولشم النسيم أهميته في جديدة المنزلة زمان، وجديدة المنزلة الآن..حيث لا تزال تحتفل به جديدة المنزلة كغيرها من قري مصر المحروسة، وارتبطت به الكثير من العادات التي كانت تُمارس في القرية وتلاشت شيئً فشيئًا، وكذا الأكلات التي لازالت البيوات الجديداوية تحرص عليها وعلي عملها في هذا اليوم..والأماكن الشهيرة التي كان الأهالي يحرصون علي قضاء اليوم فيها...وسنتناول الموضوع من خلال النقاط التالية:
عادات ارتبطت بشم النسيم في جديدة المنزلة
أكلات شم النسيم في جديدة المنزلة
أماكن قضاء شم النسيم في جديدة المنزلة
........................................
أولاً: عادات ارتبطت بشم النسيم في جديدة المنزلة:
الكحل:
من العادات التي كانت نساء القرية يحرصن عليها،وهي التكحل بالكحل ويرجع الاعتقاد لكثرة انتشار أمراض الرمد المعروفة باسم ( الرمد الطبيعي) الذي كان يصيب أغلبية المصريين نتيجة تقلب الجو وتطاير الذباب وأتربة رياح الخماسين، ولذلك استخدم الكحل لاتقاء أمراض العيون.. وأحيانًا كنا نجد الصبيان يتكحلون واختفت هذه العادة تدريجيًا ، ولم نعد نري لها وجود بفعل تطور المجتمع والتغير في العادات والثقافة الشعبية لدي المجتمع في جديدة المنزلة.
تعليق البصل
ورث أهالي جديدة المنزلة عن المصريين القدماء عادة تعليق البصلعلي أبواب المنازل، وكذا يصبون عصير البصل علي عتبة الباب،وأحياصا وضع البصل تحت وسائدهم...وأحيانًا شمه عند الفجر.
ويرجع هذا الاعتقاد إلي أنه يطرد الأمراض، كما اعتادوا أن يضعوه قرب أنف الطفل عند ولادته لما له من رائحة نفاذة..وفي الثقافة الشعبية أن البصل يعالج حالات الإغماء عندما يُصاب شخص يضعون بصلة مقطوعة فوق أنفه؛ لأن الرائحة النفاذة للبصل تعيد إليه الوعي، وفي الاعتقاد القديم أنها تطرد الأرواح الشريرة..ولم يعد لهذا المعتقد أدني وجود يُذكر.
نار أمام جميع البيوت قبل شروق الشمس:
مع فجر يوم شم النسيم ، وقبل شروق الشمس يحرص جميع سكان القرية علي إيقاد نار امام المنزل...وهي من العادات التي حرصت نساء القرية علي الالتزام بها حتي فترة قريبة جدًان واختفت هذه العادة هي الأخري مع الكثير من العادات التي كانت تُمارس في يوم شم النسيم.
كانت هذه النار تقليدًا مشتركًا بين جميع الفئات باختلاف طبقاتهم وثقافاتهم؛ إذ كان الاعتقاد أن هذه النار تطرد الأمراض والأرواح الشريرة ،وتبعد الشر وتمنع الحسد وإبعاد الأذي عن أهل المنزل..وكان يتم وضع الملح داخل النار.. وأحيانًا حبات أشبه بحبات القمح كانت تنمو مع القمح، وعندما تسير في شوارع القرية كنت تسمع فرقعة الملح وتصاعد الأدخنة عبر أجواء القرية في مشهد نسيمي بديع في صباح هذا اليوم..كان ينقصه فقط ريشة فنان أو كاميرا مصور ليصوغا هذا اليوم في لوحة فنية رائعة تنقل لنا هذا المشهد الرائع.
الألنبي:
وعلي الرغم من أن الألنبي دخيل علي القرية ،إلا أنه يُعد من مظاهر الاحتفال في يوم شم النسيم في القرية.....فمن منا لم يردد ويتغني بأغنية الألنبي الشهيرة..وكثير من أبناء اليوم لا يعلم عنها شيئًا وعن التاريخ الشعبي لقريته...وننقلها لهم كأحد تراثيات ثقافتنا الشعبية التي تأثرت بالمهجرين من أبناء بورسعيد ونقلوها لنا أثناء إقامتهم في جديدة المنزلة.
وباختصار تعود قصة ( اللنبي) إلي مشاركة أهالي بورسعيد في ثورة سنة 1919 بالتظاهر ضد الاحتلال الإنجليزي، وفي إحدي المظاهرات الكبري في يوم 31 مارس 1919 ، خرج سكان بورسعيد في ثورة شعبية كبري، وتحركوا في شارع محمد علي الذي يفصل حي العرب عن الحي الإفرنجي..عندها فتح الإنجليز النار علي المتظاهرين واستشهد سبعة وجُرح تسعة آخرون.
كان ( اللنبي) هو المعتمد السامي البريطاني الذي مر علي قدومه أسبوع في مصر، وقام البورسعيدية بعمل دمية علي شكل ضابط إنجليزي وله ملامح (اللنبي) كرمز للاستعمار البريطاني في مصر، ثم أحرقوها .....وانتقلت هذه العادة إلي مدن القناة، ثم نقلها مهجرو بورسعيد إلي جميع ربوع المحروسة ،ومهجرو بورسعيد الذين استوطنوا جديدة المنزلة..ويطوفون بالدمية قبل حرقها ويرددون الأغنية التي تقول كلماتها:
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
ومراتك عرة وشرشوحة
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
مين قالك تتجوز توحة
ابكي عليه وقولي
ده كان بيحب البوري
ابكي عليه وولولي
دا كان بيحب الجمبري
يا ألنبي يا ش النملة
مين قالك تعمل دي العملة
يا ألنبي يا ابن الخوجاية
مين قالك تعملها حكاية
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
أمك مليانة ملوحة
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
نفسك في فسيخ ولا ملوحة
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
دي راك عالحيط مدبوحة
ابكي عليه يا باكية
دا انحرق في الراكية
ابكي عليه وبس
دا كان بيحب العدس
إخيه عليه
اللنبي بيه
وكنا نأتي بملابس قديمة ( قميص وبنطلون) ونحشوهما بالقش لعمل دمية (الألنبي)... ويرفعها أحد الأطفال علي كتفيه ويمسك بذراعي الدمية، ونطوف بها في القرية .....ويغني ونحن نردد خلفه عبر شوارع القرية ، ثم نحرقها في مكان واسع في مشهد رائع آخر من المشاهد الرائعة في هذا اليوم.
تحذير الأطفال من السير بمفردهم:
كان الأهالي يحذروننا من السير بمفردنا في هذا اليوم، وذلك تجنبًا للخطف من الخماسين الذين كانوا يخطفون الأطفال لقتلهم وتصفيه دمهم وعمل قرصمن هذا الدم..وبالطبع هذا من الخرافات التي سيطرت علي الأهالي في هذا اليوم ، أو قد تكون نوعًا من الترهيب لنا كغيرها من وسائل الترهيب لنا من قبيل أبورجل مسلوخة والبعبع.....إلخ.
ثانيا: أكلات شم النسيم:
الفسيخ:
يحرص عموم المصريين في ربوع المحروسة علي أكل الفسيخ بجميع أنواعه في القرية ( رنجة- سردين- بوري- دنيس..ألخ)، وعلي الرغم من الدعوات التحذيرية عبر وسائل الإغلام من اكل الفسيخ والأضرار التي تصيب الإنسان من أكله ..والأضرار من أكله هي ضمائر بعض التجار الذين يبيعون الفسيخ الفاسد.
والفسيخ من الأكلات المصرية القديمة التي حرص عليها المصريون علي موائدهم في شم النسيم وفي غير شم النسيم..ويرجع أكل المصريين للفسيخ هو امتناعهم عن أكل السمك الطازج في أوقات معينة من شهور السنة ؛ليتركوا فرصة للسمك أن يبيض ويتكاثر لمدة ثلاث شهور حيث تقل المياه ويحرم أكل السمك وبذلك يفسح المجال للسمك؛ فيأكلون الفسيخ المملح.
وقد ورد في القرآن الكريم في قصة سيدنا موسي ( عليه السلام) مع فتاه عندما طلب منه أن يعد الغذاء الذي كان يحتوي علي السمك وقد ورد بمعني الحوت ، وقد قفزت السمكة في البحر ........وأكاد أجزم بأنه السمك المملح.. قال تعالي: (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)..( الكهف )
كان السردين المملح هو أشهر أنواع الفسيخ الذي كان يتم جلبه من بورسعيد لرخص سعره عن البوري غالي الثمن.
البيض:
يلقي البيض اهتمامًا كبيرًا من المصريين في يوم شم النسيم؛ لأن البيض رمز الحياة في العقيدة المصرية القديمة...وفكرة تلوي البيض؛ فترجع كما يرويها راوي سيرة الظاهر بيبرس إلي أنه تمت هزيمة الصليبيين في معركة المنصورة ، وتم أسرهم والاتفاق علي خروجهم ..وكان ميعاد خروج الصليبيين موافقًا ليوم شم النسيم، وكانت أعلامهم منكسة بألوانها المتعددة( الأحمر والأخضر والأزرق)..وقد قام أهل دمياط بتلوين البيض بنفس الألوان، وأخذوا يرفعون البيض بأيديهم إلي أعلي دليلًا علي الانتصار..
وفي جديدة المنزلة كنا نقوم بتلوين البيض بوضع قشر البصل، وكذا أعواد البرسيم وأوراق نباتات أحري لتعطينا ألوانًا طبيعية.
البصل:
البصل هو أحد أهم أطعمة شم النسيم علي مائدة الجديداوية..حتي أن البعض يطلق علي شم النسيم من كثرة استخدامه ( شم البصل)...كما هناك أيضًا ( شم الفسيخ)؛ لانهما بدونهما يختفي الاحتفال بشم النسيم.
والبصل من الأكلات ذات المفعول السحري في شم النسيم؛ إذ يجنب الإنسان الإصابة بالتسمم ،وهو مضاد حيوي طبيعي..وياكله المصريون بكميات كبيرة في شم النسيم وغير شم النسيم ،لما له من فوائد طبية وصحية.
وهو من المحاصيل التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وارتبطت بمصر، وعند خروج بني إسرائيل عند نزول المن والسلوي طلبوا أن يأكلوا عدسًا وبصلًا.
الخس:
يُعتبر الخس من النباتات المقدسة عند المصريين القدماء..وارتبط الخس بالخصوبة والتناسل، وورد في البرديات المصرية القديمة أن به وصفات نافعة لتسكين الوجع وقتل الدود والنزلات الحادة وأمراض الجهاز الهضمي والعصبي وقرحة المعدة والأمراض الروماتيزمية.
ونظرًا لفوائده الطبية والصحية اهتم به المصريون وقدسوه، و الاحتفال ببشائره في شم النسيم..وقد أثبتت البحوث العلمية التي قام بها علماء السويد العلاقة بين الخس والخصوبة؛ بأن زيت الخس يُزيد من القوة الجنسية لاحتوائه علي فيتامين ه ، وبعض هرمونات التناسل التي تُستخدم في علاج الضعف الجنسي.
أطعمة أحري:
وهناك أطعمة أخري ثانوية ، لكنها لم تأخذ الطابع الشعبي كالفسيخ والبصل والخس..ومن هذه الأطعمة الأرز المعمر ، البط ، والطعمية
المخبوزات:
يُعد ( الكماج) المكمل الرئيسي للأكلات النسيمية ؛ إذ تحرص ربة المنزل في جديدة المنزلة علي علي عمل (الكماج) قبلها بيوم أو يومين، و(الكماج) لمن لا يعرفه من أبناء اليوم في جديدة المنزلة هو نوع من الخبز يتم عجنه من الدقيق الأبيض الخالص بدون ردة أو دقيق القمح الأسمر.
ويتم إضافة بعض السمن أو الزيت، وأحيانًا قليلًا من اللبن، ويأخذ شكلًا دائريًا اكبر من الخبز الآلي بشكله الحالي..ويتميز بطعمه المميز،وكي يظل محتفظًا بطراوته كان يتم تغطيته بعيدان الخس وأحيانًا أعواد البرسيم؛ فيظل محتفظًا بطراوته وحيويته فترة طويلة..وأحيانا أخري يم تركه مكشوفًاليجف حتي لا يتعفن.
خلاف ( الكماج) كان يتم خبز( العيش الطري) العادي بالدقيق الأسمر بكثرة احتفالًا بهذا اليوم.
أما اليوم، فللأسف اختفت هذه المظاهر الجميلة ، وأصبح التكالب علي أفران الخبز التي انتشرت في الريف ،وقضت علي الطابع الريفي الجميل واختفت كل الأنواع الجميلة من المخبوزات التي كنا نحرص عليها.
أماكن شم النسيم في جديدة المنزلة زمان:
في هذا اليوم تقريبا يحرص جميع أهالي القرية علي الخروج إلي الأراضي الزراعية والغيطان والأراضي الفضاء ؛ لقضاء هذا اليوم خارج المنزل مع الأسرة..يجمع رب الأسرة كل أفراد العائلة ،ويأخذون معهم كل لوازم الاحتفال والأكلات المخصوصة لهذا اليوم.
وخلافًا للاراضي الزراعية والحقول ، هناك بالطبع أماكن شهيرة شهدت تجمعات لأهالي القرية وخصوصًا الشباب والأطفال ما دون العشرين..وأشهر هذه الأماكن:
المُخيطة
عبر امتداد المشروع من المنزلة حتي العامرة
الحوشة
غيط المنايسة
المنصل
الملعب التحتاني
السكة الحديد قبل تشغيلها
مناطق تجمع الأشجار والنخيل في:
غيط الشامي- غيط الضبايعة- غيط البرلسية- عند الجبانة- أرض المصنع.
كان الجميع يتطلقون ويعبرون عن أنفسهم في هذا اليوم..إذ يخرج من السجن المنزلي إلي رحابة الطبيعة..الكل يلعب....يمارس ألعابه الخاصة حسب نوعه وسنه..فللأطفال ألعابهم ، والشباب ألعابهم ، والشيوخ وكذا البنات.
( شد الحبل... الأولة.. البلتيك..الحنجل.. القطة العمياء...معدة معاد..الاستغماية...الطاب...العقلة والمضرب)، وتأتي علي رأس هذه القائمة عروس الألعاب كرة القدم التي كان يمارسها الجميع في أي مكان به مساحة للعب...وأشهر هذه الأماكن في شم النسيم: ( أرض مصنع الطوب- الملعب التحتاني) ، وكانا يشهدان تجمعات من جميع الأعمار، ونُقام فيهما دورات اليوم الواحد منذ الصباح وحتي نهاية اليوم.
كان ينظمها أحيانًا مركز شباب القرية في فترة من الفترات، ويتم تقسيم جميع الموجودين إلي فرق للعب علي مدار اليوم وتتباري الفرق فيما بينها حتي يكون هناك فائز في النهاية.
ويذكر لمركز الشباب أنه كان يتولي تنظيم مهرجانًا رياضيًا كبيرًا في هذا اليوم..كان يتم الإعداد له قبل شم النسيم بفترة، ويشمل إلي جانب كرة القدم بعض الألعاب الترفيهية الأخري.
وفي فترة ما من تاريخ القرية كانت الطعايمة من الأماكن التي التي يتردد الأهالي عليها في يوم ( شم النسيم) بالذات، هذا قبل مولد الطعايمة بسنوات...وكنا نقطع هذه المسافة الطويلة سيرًا علي الأقدام لقضاء هذا اليوم هناك حتي ما بعد عصر يوم شم النسيم.
وكانت الطعايمة قبل عمل المولد تشهد تجمعت من قري مركز المنزلة ، ومعهم جميع أغراضهم لقضاء هذا اليوم في الأراضي الفضاء حول الطعايمة..ومن أهم الطقوس في هذا اليوم هو الالتفاف في ( كيب) والتدحرج به من أعلي المقبرة إلي أسفل، وأحيانًا التدحرج بدون ( كيب).
والحقيقة لا أجد تفسيرًا منطقيًا لهذا الطقس- اللهم إلا كان نوعًا من اللهو في هذا اليوم- وقد تكون هناك تفسيرات لدي البعض بخصوص قضاء شم النسيم وطقوسه تحديدًا في الطعايمة بالذات.
........................................
يُعد شم النسيم عيد مصري قديم....إنه عيد الربيع، ويحتفل به المصريون منذ عصر الفراعنة ..وهو ليس عيدًا دينيًا، وإنما هو أحد الأعياد الاجتماعية التي نحتفل بها كل عام.
وشم النسيم عند المصريين القدماء هو الاحتفال بمجيء فصل الحصاد، حيث تكتسي فيه الطبيعة بالثياب الخضراء وتتفتح فيه الأزها وتتورق الأشجار.
وقد اختار المصريون هذا اليوم ؛ لانهم ربطوا أعيادهم بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة.. ويُسمي شم النسيم في اللغة الهيروغليفية ( شمو) وهو تسمية تطلق علي أحد فصول السنة المصرية القديمة، وبمرور الزمن تغير هذا الاسم من ( شمو) إلي ( شم) في العصر القبطي، ثم أُضيفت كلمة ( النسيم) فأصبح ( شم النسيم)، وتعني كلمة ( شمو) في اللغة الهيروغليفية ( فصل الحصاد).
ولقد ورد ( شم النسيم) في القرآن الكريم باسم ( يوم الزينة)، وذلك عندما خاطب سيدنا موسي (عليه السلام) فرعونًا عندما حدد موعدًا للقاء السحرة فقال عليه السلام في سورة ( طه- الآية:59) قال تعالي( قال موعدكم يوم الزينة وأن يُحشر الناس ضحي)؛ مما يعني قدم هذا اليوم منذ سيدنا موسي( عليه السلام).
وانتقل شم النسيم إلي الحضارات والديانات الأخري؛ ليُصبح عيدًا تاريخيًا وعالميًا لازالت المجتمعات تحتفل به إلي يومنا هذا؛ إذ هو عيد رأس السنة عند البابليين ، وانتقل إلي الآشوريين والفينيقيين والإغريق برموزهم الاحتفالية التي تختلف في مسمياتها.
وهو عيد النيروز عند الفرس، ويحتفل به اليهود عندما خرجوا من مصر في عهد سيدنا موسي( عليه السلا) ، وقد اتفق يوم خروجهم مع احتفال المصريين بعيدهم..
ويُرجع كثيرمن المؤرخين أن اليهود اختاروا ذلك اليوم للخروج حتي لا يلفتوا نظر المصريين بخروجهم- لانشغالهم بالعيد- مع ما حملوه من ذهب وثرواتهم..واحتفل اليهود بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه( عيد الفصح) ،و الفصح كلمة عبرية بمعني( الخروج والعبور).
وانتقل عيد الفصح بعد ذلك إلي المسيحية ؛ لأنه وافق مصادفة عيد القيامة ،ولما دخلت المسيحية مصر أصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء...فلذلك يقع شم النسيم دئمًا يوم الاثنين ؛ أي اليوم التالي لعيد الفصح أو عيد القيامة.
وهناك تصويب لرأي خاطيء بأنه في الأساس عيد يهودي ، ويختلقون قصصًا لا أساس لها من الصحة ويقولون: إنه عند وفاة الرسول( صلي الله عليه وسلم) قال اليهود: لقد شممنا نفسنا؛ فلذلك يُسمي ب( شم النسيم)،وينبغي علي المسلمين عدم الاحتفال به ، وهذا محض هراء وافتراءات علي أن هذا اليوم مصري خالص.
فشم النسيم يوم مصري خالص يحتفل به المصريون ( مسلمون ومسيحيون) معبرًا عن الجذور التاريخية المتمثلة في أرض مصر كوطن للجميع، وأن هذا اليوم غير مرتبط بعقيدة ، ولكنه يوم قومي لكل المصريين حتي بعد نزول الدعوات السماوية ..وعاش هذا اليوم في ظلها قرونًا وسيعيش حتي أصبح عيدًا عالميًا.
ولقد عبر الوجدان المصري في احتفالاته عن شم النسيم وعيد الربيع؛ فخرحت لنا إبداعات أدبية وفنية، ولعل من أشهرها قصيدة (الربيع) للبحتري وأغنية (الربيع )لملك العود فريد الاطرش، و(الدنيا ربيع) لسعاد حسني.
ولشم النسيم أهميته في جديدة المنزلة زمان، وجديدة المنزلة الآن..حيث لا تزال تحتفل به جديدة المنزلة كغيرها من قري مصر المحروسة، وارتبطت به الكثير من العادات التي كانت تُمارس في القرية وتلاشت شيئً فشيئًا، وكذا الأكلات التي لازالت البيوات الجديداوية تحرص عليها وعلي عملها في هذا اليوم..والأماكن الشهيرة التي كان الأهالي يحرصون علي قضاء اليوم فيها...وسنتناول الموضوع من خلال النقاط التالية:
عادات ارتبطت بشم النسيم في جديدة المنزلة
أكلات شم النسيم في جديدة المنزلة
أماكن قضاء شم النسيم في جديدة المنزلة
........................................
أولاً: عادات ارتبطت بشم النسيم في جديدة المنزلة:
الكحل:
من العادات التي كانت نساء القرية يحرصن عليها،وهي التكحل بالكحل ويرجع الاعتقاد لكثرة انتشار أمراض الرمد المعروفة باسم ( الرمد الطبيعي) الذي كان يصيب أغلبية المصريين نتيجة تقلب الجو وتطاير الذباب وأتربة رياح الخماسين، ولذلك استخدم الكحل لاتقاء أمراض العيون.. وأحيانًا كنا نجد الصبيان يتكحلون واختفت هذه العادة تدريجيًا ، ولم نعد نري لها وجود بفعل تطور المجتمع والتغير في العادات والثقافة الشعبية لدي المجتمع في جديدة المنزلة.
تعليق البصل
ورث أهالي جديدة المنزلة عن المصريين القدماء عادة تعليق البصلعلي أبواب المنازل، وكذا يصبون عصير البصل علي عتبة الباب،وأحياصا وضع البصل تحت وسائدهم...وأحيانًا شمه عند الفجر.
ويرجع هذا الاعتقاد إلي أنه يطرد الأمراض، كما اعتادوا أن يضعوه قرب أنف الطفل عند ولادته لما له من رائحة نفاذة..وفي الثقافة الشعبية أن البصل يعالج حالات الإغماء عندما يُصاب شخص يضعون بصلة مقطوعة فوق أنفه؛ لأن الرائحة النفاذة للبصل تعيد إليه الوعي، وفي الاعتقاد القديم أنها تطرد الأرواح الشريرة..ولم يعد لهذا المعتقد أدني وجود يُذكر.
نار أمام جميع البيوت قبل شروق الشمس:
مع فجر يوم شم النسيم ، وقبل شروق الشمس يحرص جميع سكان القرية علي إيقاد نار امام المنزل...وهي من العادات التي حرصت نساء القرية علي الالتزام بها حتي فترة قريبة جدًان واختفت هذه العادة هي الأخري مع الكثير من العادات التي كانت تُمارس في يوم شم النسيم.
كانت هذه النار تقليدًا مشتركًا بين جميع الفئات باختلاف طبقاتهم وثقافاتهم؛ إذ كان الاعتقاد أن هذه النار تطرد الأمراض والأرواح الشريرة ،وتبعد الشر وتمنع الحسد وإبعاد الأذي عن أهل المنزل..وكان يتم وضع الملح داخل النار.. وأحيانًا حبات أشبه بحبات القمح كانت تنمو مع القمح، وعندما تسير في شوارع القرية كنت تسمع فرقعة الملح وتصاعد الأدخنة عبر أجواء القرية في مشهد نسيمي بديع في صباح هذا اليوم..كان ينقصه فقط ريشة فنان أو كاميرا مصور ليصوغا هذا اليوم في لوحة فنية رائعة تنقل لنا هذا المشهد الرائع.
الألنبي:
وعلي الرغم من أن الألنبي دخيل علي القرية ،إلا أنه يُعد من مظاهر الاحتفال في يوم شم النسيم في القرية.....فمن منا لم يردد ويتغني بأغنية الألنبي الشهيرة..وكثير من أبناء اليوم لا يعلم عنها شيئًا وعن التاريخ الشعبي لقريته...وننقلها لهم كأحد تراثيات ثقافتنا الشعبية التي تأثرت بالمهجرين من أبناء بورسعيد ونقلوها لنا أثناء إقامتهم في جديدة المنزلة.
وباختصار تعود قصة ( اللنبي) إلي مشاركة أهالي بورسعيد في ثورة سنة 1919 بالتظاهر ضد الاحتلال الإنجليزي، وفي إحدي المظاهرات الكبري في يوم 31 مارس 1919 ، خرج سكان بورسعيد في ثورة شعبية كبري، وتحركوا في شارع محمد علي الذي يفصل حي العرب عن الحي الإفرنجي..عندها فتح الإنجليز النار علي المتظاهرين واستشهد سبعة وجُرح تسعة آخرون.
كان ( اللنبي) هو المعتمد السامي البريطاني الذي مر علي قدومه أسبوع في مصر، وقام البورسعيدية بعمل دمية علي شكل ضابط إنجليزي وله ملامح (اللنبي) كرمز للاستعمار البريطاني في مصر، ثم أحرقوها .....وانتقلت هذه العادة إلي مدن القناة، ثم نقلها مهجرو بورسعيد إلي جميع ربوع المحروسة ،ومهجرو بورسعيد الذين استوطنوا جديدة المنزلة..ويطوفون بالدمية قبل حرقها ويرددون الأغنية التي تقول كلماتها:
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
ومراتك عرة وشرشوحة
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
مين قالك تتجوز توحة
ابكي عليه وقولي
ده كان بيحب البوري
ابكي عليه وولولي
دا كان بيحب الجمبري
يا ألنبي يا ش النملة
مين قالك تعمل دي العملة
يا ألنبي يا ابن الخوجاية
مين قالك تعملها حكاية
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
أمك مليانة ملوحة
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
نفسك في فسيخ ولا ملوحة
يا ألنبي يا ابن ألمبوحة
دي راك عالحيط مدبوحة
ابكي عليه يا باكية
دا انحرق في الراكية
ابكي عليه وبس
دا كان بيحب العدس
إخيه عليه
اللنبي بيه
وكنا نأتي بملابس قديمة ( قميص وبنطلون) ونحشوهما بالقش لعمل دمية (الألنبي)... ويرفعها أحد الأطفال علي كتفيه ويمسك بذراعي الدمية، ونطوف بها في القرية .....ويغني ونحن نردد خلفه عبر شوارع القرية ، ثم نحرقها في مكان واسع في مشهد رائع آخر من المشاهد الرائعة في هذا اليوم.
تحذير الأطفال من السير بمفردهم:
كان الأهالي يحذروننا من السير بمفردنا في هذا اليوم، وذلك تجنبًا للخطف من الخماسين الذين كانوا يخطفون الأطفال لقتلهم وتصفيه دمهم وعمل قرصمن هذا الدم..وبالطبع هذا من الخرافات التي سيطرت علي الأهالي في هذا اليوم ، أو قد تكون نوعًا من الترهيب لنا كغيرها من وسائل الترهيب لنا من قبيل أبورجل مسلوخة والبعبع.....إلخ.
ثانيا: أكلات شم النسيم:
الفسيخ:
يحرص عموم المصريين في ربوع المحروسة علي أكل الفسيخ بجميع أنواعه في القرية ( رنجة- سردين- بوري- دنيس..ألخ)، وعلي الرغم من الدعوات التحذيرية عبر وسائل الإغلام من اكل الفسيخ والأضرار التي تصيب الإنسان من أكله ..والأضرار من أكله هي ضمائر بعض التجار الذين يبيعون الفسيخ الفاسد.
والفسيخ من الأكلات المصرية القديمة التي حرص عليها المصريون علي موائدهم في شم النسيم وفي غير شم النسيم..ويرجع أكل المصريين للفسيخ هو امتناعهم عن أكل السمك الطازج في أوقات معينة من شهور السنة ؛ليتركوا فرصة للسمك أن يبيض ويتكاثر لمدة ثلاث شهور حيث تقل المياه ويحرم أكل السمك وبذلك يفسح المجال للسمك؛ فيأكلون الفسيخ المملح.
وقد ورد في القرآن الكريم في قصة سيدنا موسي ( عليه السلام) مع فتاه عندما طلب منه أن يعد الغذاء الذي كان يحتوي علي السمك وقد ورد بمعني الحوت ، وقد قفزت السمكة في البحر ........وأكاد أجزم بأنه السمك المملح.. قال تعالي: (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)..( الكهف )
كان السردين المملح هو أشهر أنواع الفسيخ الذي كان يتم جلبه من بورسعيد لرخص سعره عن البوري غالي الثمن.
البيض:
يلقي البيض اهتمامًا كبيرًا من المصريين في يوم شم النسيم؛ لأن البيض رمز الحياة في العقيدة المصرية القديمة...وفكرة تلوي البيض؛ فترجع كما يرويها راوي سيرة الظاهر بيبرس إلي أنه تمت هزيمة الصليبيين في معركة المنصورة ، وتم أسرهم والاتفاق علي خروجهم ..وكان ميعاد خروج الصليبيين موافقًا ليوم شم النسيم، وكانت أعلامهم منكسة بألوانها المتعددة( الأحمر والأخضر والأزرق)..وقد قام أهل دمياط بتلوين البيض بنفس الألوان، وأخذوا يرفعون البيض بأيديهم إلي أعلي دليلًا علي الانتصار..
وفي جديدة المنزلة كنا نقوم بتلوين البيض بوضع قشر البصل، وكذا أعواد البرسيم وأوراق نباتات أحري لتعطينا ألوانًا طبيعية.
البصل:
البصل هو أحد أهم أطعمة شم النسيم علي مائدة الجديداوية..حتي أن البعض يطلق علي شم النسيم من كثرة استخدامه ( شم البصل)...كما هناك أيضًا ( شم الفسيخ)؛ لانهما بدونهما يختفي الاحتفال بشم النسيم.
والبصل من الأكلات ذات المفعول السحري في شم النسيم؛ إذ يجنب الإنسان الإصابة بالتسمم ،وهو مضاد حيوي طبيعي..وياكله المصريون بكميات كبيرة في شم النسيم وغير شم النسيم ،لما له من فوائد طبية وصحية.
وهو من المحاصيل التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وارتبطت بمصر، وعند خروج بني إسرائيل عند نزول المن والسلوي طلبوا أن يأكلوا عدسًا وبصلًا.
الخس:
يُعتبر الخس من النباتات المقدسة عند المصريين القدماء..وارتبط الخس بالخصوبة والتناسل، وورد في البرديات المصرية القديمة أن به وصفات نافعة لتسكين الوجع وقتل الدود والنزلات الحادة وأمراض الجهاز الهضمي والعصبي وقرحة المعدة والأمراض الروماتيزمية.
ونظرًا لفوائده الطبية والصحية اهتم به المصريون وقدسوه، و الاحتفال ببشائره في شم النسيم..وقد أثبتت البحوث العلمية التي قام بها علماء السويد العلاقة بين الخس والخصوبة؛ بأن زيت الخس يُزيد من القوة الجنسية لاحتوائه علي فيتامين ه ، وبعض هرمونات التناسل التي تُستخدم في علاج الضعف الجنسي.
أطعمة أحري:
وهناك أطعمة أخري ثانوية ، لكنها لم تأخذ الطابع الشعبي كالفسيخ والبصل والخس..ومن هذه الأطعمة الأرز المعمر ، البط ، والطعمية
المخبوزات:
يُعد ( الكماج) المكمل الرئيسي للأكلات النسيمية ؛ إذ تحرص ربة المنزل في جديدة المنزلة علي علي عمل (الكماج) قبلها بيوم أو يومين، و(الكماج) لمن لا يعرفه من أبناء اليوم في جديدة المنزلة هو نوع من الخبز يتم عجنه من الدقيق الأبيض الخالص بدون ردة أو دقيق القمح الأسمر.
ويتم إضافة بعض السمن أو الزيت، وأحيانًا قليلًا من اللبن، ويأخذ شكلًا دائريًا اكبر من الخبز الآلي بشكله الحالي..ويتميز بطعمه المميز،وكي يظل محتفظًا بطراوته كان يتم تغطيته بعيدان الخس وأحيانًا أعواد البرسيم؛ فيظل محتفظًا بطراوته وحيويته فترة طويلة..وأحيانا أخري يم تركه مكشوفًاليجف حتي لا يتعفن.
خلاف ( الكماج) كان يتم خبز( العيش الطري) العادي بالدقيق الأسمر بكثرة احتفالًا بهذا اليوم.
أما اليوم، فللأسف اختفت هذه المظاهر الجميلة ، وأصبح التكالب علي أفران الخبز التي انتشرت في الريف ،وقضت علي الطابع الريفي الجميل واختفت كل الأنواع الجميلة من المخبوزات التي كنا نحرص عليها.
أماكن شم النسيم في جديدة المنزلة زمان:
في هذا اليوم تقريبا يحرص جميع أهالي القرية علي الخروج إلي الأراضي الزراعية والغيطان والأراضي الفضاء ؛ لقضاء هذا اليوم خارج المنزل مع الأسرة..يجمع رب الأسرة كل أفراد العائلة ،ويأخذون معهم كل لوازم الاحتفال والأكلات المخصوصة لهذا اليوم.
وخلافًا للاراضي الزراعية والحقول ، هناك بالطبع أماكن شهيرة شهدت تجمعات لأهالي القرية وخصوصًا الشباب والأطفال ما دون العشرين..وأشهر هذه الأماكن:
المُخيطة
عبر امتداد المشروع من المنزلة حتي العامرة
الحوشة
غيط المنايسة
المنصل
الملعب التحتاني
السكة الحديد قبل تشغيلها
مناطق تجمع الأشجار والنخيل في:
غيط الشامي- غيط الضبايعة- غيط البرلسية- عند الجبانة- أرض المصنع.
كان الجميع يتطلقون ويعبرون عن أنفسهم في هذا اليوم..إذ يخرج من السجن المنزلي إلي رحابة الطبيعة..الكل يلعب....يمارس ألعابه الخاصة حسب نوعه وسنه..فللأطفال ألعابهم ، والشباب ألعابهم ، والشيوخ وكذا البنات.
( شد الحبل... الأولة.. البلتيك..الحنجل.. القطة العمياء...معدة معاد..الاستغماية...الطاب...العقلة والمضرب)، وتأتي علي رأس هذه القائمة عروس الألعاب كرة القدم التي كان يمارسها الجميع في أي مكان به مساحة للعب...وأشهر هذه الأماكن في شم النسيم: ( أرض مصنع الطوب- الملعب التحتاني) ، وكانا يشهدان تجمعات من جميع الأعمار، ونُقام فيهما دورات اليوم الواحد منذ الصباح وحتي نهاية اليوم.
كان ينظمها أحيانًا مركز شباب القرية في فترة من الفترات، ويتم تقسيم جميع الموجودين إلي فرق للعب علي مدار اليوم وتتباري الفرق فيما بينها حتي يكون هناك فائز في النهاية.
ويذكر لمركز الشباب أنه كان يتولي تنظيم مهرجانًا رياضيًا كبيرًا في هذا اليوم..كان يتم الإعداد له قبل شم النسيم بفترة، ويشمل إلي جانب كرة القدم بعض الألعاب الترفيهية الأخري.
وفي فترة ما من تاريخ القرية كانت الطعايمة من الأماكن التي التي يتردد الأهالي عليها في يوم ( شم النسيم) بالذات، هذا قبل مولد الطعايمة بسنوات...وكنا نقطع هذه المسافة الطويلة سيرًا علي الأقدام لقضاء هذا اليوم هناك حتي ما بعد عصر يوم شم النسيم.
وكانت الطعايمة قبل عمل المولد تشهد تجمعت من قري مركز المنزلة ، ومعهم جميع أغراضهم لقضاء هذا اليوم في الأراضي الفضاء حول الطعايمة..ومن أهم الطقوس في هذا اليوم هو الالتفاف في ( كيب) والتدحرج به من أعلي المقبرة إلي أسفل، وأحيانًا التدحرج بدون ( كيب).
والحقيقة لا أجد تفسيرًا منطقيًا لهذا الطقس- اللهم إلا كان نوعًا من اللهو في هذا اليوم- وقد تكون هناك تفسيرات لدي البعض بخصوص قضاء شم النسيم وطقوسه تحديدًا في الطعايمة بالذات.
مواضيع مماثلة
» ذكريات العيد زمان في جديدة المنزلة زمان
» الصرف الصحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» نور فتحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» مفردات البيئة في جديدة المنزلة زمان
» أحن إلي خبز أمي .. ويوم الخبيز في جديدة المنزلة زمان
» الصرف الصحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» نور فتحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» مفردات البيئة في جديدة المنزلة زمان
» أحن إلي خبز أمي .. ويوم الخبيز في جديدة المنزلة زمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin