الصرف الصحي زمان في جديدة المنزلة زمان
صفحة 1 من اصل 1
الصرف الصحي زمان في جديدة المنزلة زمان
الصرف الصحي زمان في جديدة المنزلة زمان
........................................................
( ده بينضح الكراسي) : عبارة سمعناها كثيرًا في الجديدة زمان.. وذلك عندما كنت تري شخصًا يقوم بحمل مخلفات الصرف عندما يمتليء الطرنش عن آخره، ويطفو علي السطح ليصل إلي الحمام نفسه مما يعوق استخدامه.
أسفل حمام كل بيت ، أو قليلًا علي بعد متر أو مترين من بيوت القرية حجرة صغيرة تُسمي ( طرنشًا) تستقبل مخلفات الصرف والاستعمالات المنزلية.. من غسيل واستحمام واستخدام شخصي للحمام ، وكان هناك حرص شديد في استخدم المياه في الحمانات خشية أن يمتليء الطرنش، وقد تتفاجأ بامتلاء الحمام عن آخره، وعليك أن تُحضر جريدة( بكسر الميم) أو غابة طويلة أو خشبة ؛ لتدفع هذا الامتلاء وتُخلي مكانًا.وتخيل ما يسببه ذلك من روائح كريهة تؤذي الناس ، كذا التلوث وأحيانًا بعض الأمراض.
وإذا امتلأ زاد عن الحد كان عليك أن تفرغ هذا الطرنش بنفسك، أو أحد الاختصاصيين في ذلك، وكنا نسميه ( نظاح كراسي)، أما لماذا سُمي بهذا الاسم فلا أعلم له أصل ، وقد يعلم ذلك من عاصر أو سمع .
وكم تري الصعوبات في تفريغ ونقل تلك المخلفات، لأنه قد يكون الطرنش علي أحد أطراف البيت علي بعد أمتار من الحمام مما يسهل مهمة العامل أو من يقوم بذلك.
وتكمن الصعوبة إذا كان الطرنش أسفل الحمام، كان عليه أن يمر عبر ممر أسفل البيت علي ارتفاع نصف متر او أكثر قد يضطره إلي الانحناء أو الزحف علي بطنه حتي يصل إلي الطرنش.
كان علي العامل( نظاح الكراسي) أن يقطع مسافة عشرة أمتار ، وقد تقل أو تزيد إلي عشرين متر أحيانًا مصطحبًا معه لمبة جاز أو كلوبًا، وذلك ليري الطريق إلي الطرنش، وكذا يحمل معه الدلو الذي سيعبيء به مخلفات الطرنش.
ويظل يقطع هذه المسافة ذهابًا وإيابً مرات كثيرة تستمر ساعات، ووقد يقوم بهذه المهمة ثلاثة أشخاص أو شخصان وربما شخص واحد ، ويتم إلقاء هذه المخلفات بعيدًا في أرض فضاء أو علي أطراف القرية وأحيانًا في البحر.
والموسر في القرية كان يجلب عربة الشفط من المنزلة؛ لتقوم بشفط مخلفات الصرف، وذلك عن طريق مد الخرطوم في الفتحة الخلفية للطرنش؛ ليتم شفط كل المخلفات تمامًا بعيدًا عن المعاناة التي يُكابدها من ينقلها يدويًا.
وشيئًا فشيئًا تطور الأمر ، وقام أصحاب البيوت علي طريق البحر والبيوت التي تبعد عن البحر بطول خمسين مترًا أو أقل بمد مواسير صرف تنقل المخلفات مباشرة إلي البحر.
كانت كل مجموعة من البيوت تشترك في خط ينتهي عند فتحة صغيرة تسمي (غرفة التفتيش) يتم الصرف فيها، ويتفرع منها خط يصل إلي البحر مباشرةً.
ولما كثرت الشكاوي لوزارة الري ومجلس المدينة من تلوث المياه التي يعتمد عليها الفلاحون في الري، قامت حملة كبري من المنزلة لتحطيم جميع مواير الصرف التي تُلقي في البحر.
وعلي الرغم من ذلك، لم يرتدع الأهالي ، بل قاموا بمد مواسير جديدة. وتستمر الحملات والشد والجذب ، حتي ظهرت فكرة توصيل الصرف الصحي النظيف إلي القرية ، وذلك عام 1990 عن طريق مد الخطوط لتغطي جميع شوارع القرية ، وقد تكون متاحة لجميع البيوت، والقضاء علي التلوث الذي عانت منه.
اجتمع أعضاء المجلس المحلي وكبار رجال القرية ، وتوالت الاجتماعات وكانت معظمها بعد صلاة الجمعة كل أسبوع للتباحث والتشاور.
أسفرت الاجتماعات والمشاورات عن تشكيل لجنة لتحديد تكلفة المشروع ،وعمل دراسة للمشروع من حيث الرسوم الهندسية والرسوم المقررة علي كل بيت في القرية.
وحددت مبلغ 27000 جنيه،علي أن تساهم المحافظة بماكينات السحب والضخ والآلات اللازمة لتشغيل الصرف.
وتقرر فرض مائة جنيه علي كل منزل في القرية( ويعتبر المبلغ كبيرًا في ذلك الوقت)، ولم يتم جمع المبالغ جملة واحدة، بل علي دفعات لتفاوت الحالة الاقتصادية لأهالي القرية وومن جهة أخري التيسير علي الناس حتي يستمر المشروع. وأُسند المشروع إلي المقاول السيد ضبيع وشقيقه محمد ضبيع
بُديء في المشروع في شهر رمضان من عام 1991، وسريًعا تم الحفر في البيارة والعنبر ، ثم امتد العمل لمد خطوط الصرف بادئة بخط رئيسي يتفرع منه ثلاث فروع لتخدم أكبر شارع بالقرية.
ومُدت المواسير وفي نهاية كل شارع كانت هناك بالوعة لتستقبل الخطوط من الشوارع الفرعية؛ لتصب في البالوعة وتمتد حتي البيارة.
وتتمتع القرية لأول مرة في تاريخها بصرف صحي نظيف، وعمل دورات مياه مجهزة علي الطراز الحديث لا يخشي منها علي تراكم المياه.
وفي النهاية لا يمكن أن ننسي جهود رجال ضحوا وسعوا من أجل خروج هذا المشروع إلي النور بفضل مساعيهم وجهودهم ودعمهم المستمر للمشروع سواءً بالمال أو العمل التطوعي أو التبرع بقطعة الأرض لعمل البيارة.
وتحملوا سخافات البعض واتهاماتهم المستمرة ومحاولة عرقلة المشروع ، قاوموا كل ذلك وخرج المشروع إلي النور وتمتعت القرية بالصرف الصحي النظيف.
لا يمكن أن ننسي جهود المهندس إبراهيم عماشة الذي فعل للقرية الكثير، ويعلمها القاصي والداني ،وكذا المرحوم الحاج الدسوقي البرعي أحد المسئولين عن المشروع رجل الخير والعطاء ،الذي لم يبخل بكل ما يملك.
والمرحوم الحاج سليمان درغام، الرجل النشيط الذي لا يكل ولا يمل، ويعمل دائما لصالح القرية ، ويسعي لعمل ما يخدم القرية، وكذا الجندي المجهول الأستاذ فؤاد أنيس – رحمه الله- الذي تحمل كثيرًا من أعداء النجاح وطيور الظلام في القرية حتي خرج المشروع إلي النور وتم بنجاح.
ولا يمكن أن ننسي جهود كل من المرحوم الحاج المتولي حسين والمرحوم الأستاذ عزت هلال الحواوشي والحاج خيري التميمي والمرحوم الحاج محمد عجوة والمهندس إبراهيم طوبار والمهندس أحمد حتاتة وغيرهم من الرجال الذين ساهموا في هذا المشروع العظيم.
فتحية لهؤلاء الرجال
وتحية لكل إنسان مخلص محب للقرية
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
مواضيع مماثلة
» ذكريات العيد زمان في جديدة المنزلة زمان
» نور فتحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» شم النسيم في جديدة المنزلة زمان
» ليالي رمضان في جديدة المنزلة زمان
» الحنفية العمومية في جديدة المنزلة زمان
» نور فتحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» شم النسيم في جديدة المنزلة زمان
» ليالي رمضان في جديدة المنزلة زمان
» الحنفية العمومية في جديدة المنزلة زمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin