ليالي رمضان في جديدة المنزلة زمان
صفحة 1 من اصل 1
ليالي رمضان في جديدة المنزلة زمان
ليالي رمضان في جديدة المنزلة زمان
..........................................
خصوصية شهر رمضان لم تكن في العبادات فقط، بل في كل شيء حيث حظي باهتمام شديد من جميع الناس علي مدار التاريخ. فشهر رمضان هو سيد الشهور عند المسلمين في شتي بقاع الأرض، لما يحمله من قيم دينية واجتماعية وثقافية يستلهمها الناس جميعًا خلال هذا الشهر الكريم بإحياء لياليه الجميلة سواءً في الاقتباس من روحانياته بالصلاة وقراءة القرآن الكريم وحلقات الذكر أو التجمعات الاجتماعية والثقافية.
قديمًا كان أهالي القرية يحرصون علي قراءة القرآن في بيوتهم ،فيستقبلون قراء القرآن الكريم في القرية، ونذكر منهم: ( الشيخ عرفات سعدة- الشيخة جنينة سعدة- الشيخ علي سعدة- الشيخ عبد الرحمن غزال- الشيخ أحمد طلبة- الشيخ حسن عيد).
وفي العشر الأواخر من شهر رمضان يعتكف عدد قليل من أهالي القرية، ويُخصص لهم مكان صغير في آخر المسجد للاعتكاف والنوم ووضع مستلزماتهم، وكانوا معروفين لنا جميعا بالاسم حيث يعتكفون كل عام ، وكنا صغارًا لا نفهم ذلك .. وما هو الاعتكاف إلا عندما كبرنا.
وأهم ما يميز الليالي الرمضانية هو الدرس الديني قبل صلاة العشاء ويمتد بعد العشاء إلي ما قبل إقامة الصلاة، ويُعد هذا الدرس من أهم الملامح الرمضانية التي تتميز بها ليالي رمضان ليس في القرية بل في جيمع مساجد المحروسة، ويُلقي الدرس إمام المسجد أو شيخ موفد من قبل وزارة الأوقاف ، المشايخ الذين يطوفون علي المساجد.
ومما سمعنا من بعض الإخباريين الذين بدورهم سمعوا عن غيرهم ،ولم يشهدوا ذلك عن حلقات الذكر التي كانت تُقام قديمًا بالقرية ، كانت تخصص لقراءة أجزاء من القرآن الكريم.
ومما يُذكر أيضًا عن بعض الإخباريين قديمًا في القرية أن شاعر الربابة كان يُحيي بعض الليالي الرمضانية ؛ حيث كان يتطوع أحد الموسرين باستضافة أحد شعراء الربابة أو بعض الحكائيين للسير الشعبيةنوغالبًا كما ذكر لي أن المرحوم محمد حسن إسماعيل أو والده ( والد الأسمر وعاطف ونزيه) كان مغرمًا برواة السير الشعبية والمداحين وكان يستضيفهم لإحياء الليالي في منزله.
وكما ورد في مصادر الأقدمين أن الشاعر كان يجلس علي أريكة عالية في المقهي ممسكًا ربابته الموسيقية ، وتكتظ المقهي أو المنزل الذي يستضيف الناس ويستمعون إلي إنشاد الشاعر، وكن النساء يتجمعن في البيوت المجاورة وكن يملأن النوافذ مُصغيات إلي ما يهتف به الشاعر.
وكان أهل القرية مغرمين بقصص التراث الشعبي : ( حسن ونعيمة- أبوزيد الهلالي- الزير سالم- عنتروعبلة- أدهم الشرقاوي..وغيرها من القصص الشعبي).
ولشهر رمضان خصوصية في جديدة المنزلة..كنا نتوق لاستقبال هذا الضيف الكريم، فكان يتصادف قدومه مع الإجازة الصيفية فنحرص علي إحياء ليالية الجميلة بمختلف الانشطة ( الدينية- الثقافية- الرياضية) في المراكز المتعددة بالقرية والتي لا تقل عن أنشطة الثقافة الجماهيرية التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة في قصور الثقافة ، ولكن في صورة بدائية تفتقر لإمكانات قصور الثقافة، وكنا نقيمها بالجهود الذاتية في أماكن مخصصة لها كمركز شباب القرية أو المدرسة الابتدائية قبل هدمها وإعداة بنائها مرة أخري ، أو في الأراضي الفضاء المنتشرة في القرية عند أماكن مخصوصة بعينها عند : ( أرض المصنع- ماكينة الطحين- الساحة بجوار المدرسة- الساحة بحارة الطوايلة) فكانت تشهد تجمعات للأطفال وأحيانًا للشباب لممارسة شتي الفنون الرياضية والترفيهية تحت ضوء القمر وأحيانًا في الظلام.
تقريبًا لا تجد طفلًا يمكث في منزله، كلهم خارج المنزل ..هذا قبل طوفان التكنولوجيا الكاسح الذي قضي علي هذه التجمعات التي كانت تخلق جوًا من الأُلفة والمحبة بين الأطفال. وكان أحيانًا يشاركنا أطفال من خارج القرية ممن كانوا مع أهلهم في زيارات للقرية، وكذا من قرية الفروسات لإعجابهم بالجو الاجتمعي والألعاب التي نحرص عليها حتي اقتراب موعد السحور.
ويُعد مركز الشباب أهم مركز إحياء لهذه الليالي ؛ إذ لم تقتصر لياليه علي النشاط الرياضي فقط بل امتد للأنشطة الدينية والثقافية.. ونظرًا لضيق مساحة مركز الشباب القديم( بمنزل المرحوم السعيد حراز) كانت المدرسة الابتدائية تفتح أبوابها لممارسة كافة الأنشطة، ففي الفناء كان الشباب يلعب الكرة الطائرة تحت الأضواءوفريق آخر يمارس نشاط تنس الطاولة داخل الفصول.
وكذا بعض الدروس الدينية التي كان يُلقيها بعض مشايخ القرية حديثي التخرج من الكليات الأزهرية، والمسابقات الثفافية في المعلومات العامة.
وكان هناك أنشطة فنية يمارسها بعض الشباب علي استحياء عند تجمع النخيل بغيط الضبايعة خارج التجمعات السكنية في بعض ليالي رمضان ،ومعهم أدواتهم الموسيقية البسيطة يعزفون عليها ويغنون في بعض الليالي الرمضانية.
..........................................
خصوصية شهر رمضان لم تكن في العبادات فقط، بل في كل شيء حيث حظي باهتمام شديد من جميع الناس علي مدار التاريخ. فشهر رمضان هو سيد الشهور عند المسلمين في شتي بقاع الأرض، لما يحمله من قيم دينية واجتماعية وثقافية يستلهمها الناس جميعًا خلال هذا الشهر الكريم بإحياء لياليه الجميلة سواءً في الاقتباس من روحانياته بالصلاة وقراءة القرآن الكريم وحلقات الذكر أو التجمعات الاجتماعية والثقافية.
قديمًا كان أهالي القرية يحرصون علي قراءة القرآن في بيوتهم ،فيستقبلون قراء القرآن الكريم في القرية، ونذكر منهم: ( الشيخ عرفات سعدة- الشيخة جنينة سعدة- الشيخ علي سعدة- الشيخ عبد الرحمن غزال- الشيخ أحمد طلبة- الشيخ حسن عيد).
وفي العشر الأواخر من شهر رمضان يعتكف عدد قليل من أهالي القرية، ويُخصص لهم مكان صغير في آخر المسجد للاعتكاف والنوم ووضع مستلزماتهم، وكانوا معروفين لنا جميعا بالاسم حيث يعتكفون كل عام ، وكنا صغارًا لا نفهم ذلك .. وما هو الاعتكاف إلا عندما كبرنا.
وأهم ما يميز الليالي الرمضانية هو الدرس الديني قبل صلاة العشاء ويمتد بعد العشاء إلي ما قبل إقامة الصلاة، ويُعد هذا الدرس من أهم الملامح الرمضانية التي تتميز بها ليالي رمضان ليس في القرية بل في جيمع مساجد المحروسة، ويُلقي الدرس إمام المسجد أو شيخ موفد من قبل وزارة الأوقاف ، المشايخ الذين يطوفون علي المساجد.
ومما سمعنا من بعض الإخباريين الذين بدورهم سمعوا عن غيرهم ،ولم يشهدوا ذلك عن حلقات الذكر التي كانت تُقام قديمًا بالقرية ، كانت تخصص لقراءة أجزاء من القرآن الكريم.
ومما يُذكر أيضًا عن بعض الإخباريين قديمًا في القرية أن شاعر الربابة كان يُحيي بعض الليالي الرمضانية ؛ حيث كان يتطوع أحد الموسرين باستضافة أحد شعراء الربابة أو بعض الحكائيين للسير الشعبيةنوغالبًا كما ذكر لي أن المرحوم محمد حسن إسماعيل أو والده ( والد الأسمر وعاطف ونزيه) كان مغرمًا برواة السير الشعبية والمداحين وكان يستضيفهم لإحياء الليالي في منزله.
وكما ورد في مصادر الأقدمين أن الشاعر كان يجلس علي أريكة عالية في المقهي ممسكًا ربابته الموسيقية ، وتكتظ المقهي أو المنزل الذي يستضيف الناس ويستمعون إلي إنشاد الشاعر، وكن النساء يتجمعن في البيوت المجاورة وكن يملأن النوافذ مُصغيات إلي ما يهتف به الشاعر.
وكان أهل القرية مغرمين بقصص التراث الشعبي : ( حسن ونعيمة- أبوزيد الهلالي- الزير سالم- عنتروعبلة- أدهم الشرقاوي..وغيرها من القصص الشعبي).
ولشهر رمضان خصوصية في جديدة المنزلة..كنا نتوق لاستقبال هذا الضيف الكريم، فكان يتصادف قدومه مع الإجازة الصيفية فنحرص علي إحياء ليالية الجميلة بمختلف الانشطة ( الدينية- الثقافية- الرياضية) في المراكز المتعددة بالقرية والتي لا تقل عن أنشطة الثقافة الجماهيرية التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة في قصور الثقافة ، ولكن في صورة بدائية تفتقر لإمكانات قصور الثقافة، وكنا نقيمها بالجهود الذاتية في أماكن مخصصة لها كمركز شباب القرية أو المدرسة الابتدائية قبل هدمها وإعداة بنائها مرة أخري ، أو في الأراضي الفضاء المنتشرة في القرية عند أماكن مخصوصة بعينها عند : ( أرض المصنع- ماكينة الطحين- الساحة بجوار المدرسة- الساحة بحارة الطوايلة) فكانت تشهد تجمعات للأطفال وأحيانًا للشباب لممارسة شتي الفنون الرياضية والترفيهية تحت ضوء القمر وأحيانًا في الظلام.
تقريبًا لا تجد طفلًا يمكث في منزله، كلهم خارج المنزل ..هذا قبل طوفان التكنولوجيا الكاسح الذي قضي علي هذه التجمعات التي كانت تخلق جوًا من الأُلفة والمحبة بين الأطفال. وكان أحيانًا يشاركنا أطفال من خارج القرية ممن كانوا مع أهلهم في زيارات للقرية، وكذا من قرية الفروسات لإعجابهم بالجو الاجتمعي والألعاب التي نحرص عليها حتي اقتراب موعد السحور.
ويُعد مركز الشباب أهم مركز إحياء لهذه الليالي ؛ إذ لم تقتصر لياليه علي النشاط الرياضي فقط بل امتد للأنشطة الدينية والثقافية.. ونظرًا لضيق مساحة مركز الشباب القديم( بمنزل المرحوم السعيد حراز) كانت المدرسة الابتدائية تفتح أبوابها لممارسة كافة الأنشطة، ففي الفناء كان الشباب يلعب الكرة الطائرة تحت الأضواءوفريق آخر يمارس نشاط تنس الطاولة داخل الفصول.
وكذا بعض الدروس الدينية التي كان يُلقيها بعض مشايخ القرية حديثي التخرج من الكليات الأزهرية، والمسابقات الثفافية في المعلومات العامة.
وكان هناك أنشطة فنية يمارسها بعض الشباب علي استحياء عند تجمع النخيل بغيط الضبايعة خارج التجمعات السكنية في بعض ليالي رمضان ،ومعهم أدواتهم الموسيقية البسيطة يعزفون عليها ويغنون في بعض الليالي الرمضانية.
مواضيع مماثلة
» ذكريات العيد زمان في جديدة المنزلة زمان
» الصرف الصحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» نور فتحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» شم النسيم في جديدة المنزلة زمان
» مفردات البيئة في جديدة المنزلة زمان
» الصرف الصحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» نور فتحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» شم النسيم في جديدة المنزلة زمان
» مفردات البيئة في جديدة المنزلة زمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin