أطعمة وحلويات ومشروبات رمضان في الجديدة زمان
صفحة 1 من اصل 1
أطعمة وحلويات ومشروبات رمضان في الجديدة زمان
أطعمة وحلويات ومشروبات رمضان في الجديدة زمان
.......................................................................
لكل شعب ثقافته التي تؤثر في اتجاهات أفراده؛ فتميزه عن غيره من المجتمعات.. وقد أعطتها الدراسات الفلكلورية جل اهتمامهاتها ،ودراسة هذه الثقافات ، والكشف عن الجوانب التي تتعلق بها وتؤثر فيها.
ومن هذه الجوانب في حياة الإنسان ما يتعلق بالطعام والشراب وآداب المائدة، وقد خص لها الإمام أبو حامد الغزالي بابًا كاملًا في مصنفه الشهير ( إحياء علوم الدين).. وتناولته العديد من الدراسات سواءً أكانت فلكلورية أو ما جاء في بطون أمهات كتب علماء الإسلام .وكذا ماورد في كتابات الرحالة الأجانب الذين وفدوا علي مصر في القرنين السابع عشر والثامن عشر ، مرورًا بالحملة الفرنسية ومصنفها الشهير ( وصف مصر) الذي تناولت فيه جانبا ..انتهاءً بالقرنين التاسع عشر والعشرين.
وجدير بالذكر أن دراسة عادات الطعام وآداب المائدة ظاهرة أساسية من ظواهر الحياة الاجتماعية الإنسانية، وهي موجودة في المجتمعات التقليدية ، كما أنها استطاعت أن تحافظ علي وجودها في ظل المجتمعات الحديثة ، وابتكرت عديدًا من الأشكال والصور الحديثة التي تناسب العصر.
ومن هذا الموضوع الكبير كان تركيزنا علي ما يختص برمضان في جديدة المنزلة، وأهم الأطعمة والمشروبات والحلويات التي تختص بهم جديدة المنزلة زمان قبل التطورات الحديثة ، وتميزها عن غيرها من القري المحيطة.
وشهر رمضان كان فرصة للم شمل العائلة ؛ كي تجتمع علي مائدة واحدة في الإفطار والسحور ، كما تلعب العوامل الاقتصادية والاجتماعية دورًا في تحديد أنواع الأطعمة التي تعتمد عليها الأسرة في رمضان.كذا تسمح ولائم رمضان في إعداد أصناف معقدة من الطعام قلما نجدها في الأيام العادية .
وقبل قدوم شهر رمضان تستعد الأسرة في القرية قبل رمضان بتجهيز الطيور التي ستُعد للذبح خلال الشهر الكريم، وتقوم الأم بتخصيص عدد من البط وتزقيقه( والتزقيق غالبًا خليط من الفول والردة)، وكذلك غدد من الفراخ البلدي( لم تكن القرية تعرف الفراخ البضاء إلا مع مطلع الثمانينات لأن كل القرية كانت تربي الدواجن ولا تشتري).
وإذا جاء رمضان يتم ذبح كر أو دكرين أو ثلاثة حسب عدد الأسرة ، إذا كانت هناك عزومات للعائلة لأبنائها المتزوجين أو بعض الأقارب.
تقوم الأم بتنظيف الطيور ووضعها في الطست انتظارًا لوضعه داخل حلة الطبخ علي الموقدة ( الكانون)، فكان البط يحتاج إلي وقت ليتم نضجه ووابور الجاز لن يُسعف ذلك ، وقليلون جدا من كان لديهم بوتجازات ، وكان الاعتماد الأساسي علي وابور الجاز، وكذا وابور الشرائط بعد ظهور المنطقة الحرة ببورسعيد.
كنا نراقب حلة البط فوق المائدة، وتابع عملية الإنضاج، ونسمع غليان الماء وارتفاع الغطاء، فتغزو تلك السيمفونية آذاننا ، والرائحة الذكية انوفنا ..وكنا نُمني أنفسنا بورك أو حتي جناح يسد جوعنا في يوم الصيام..ولا ننسي المارتة التي تعطي مذاقا للبطة والشوربة التي كانت الجميع يعشقونها قبل ظهور ما يسمي شوي البط في الفرن( فلا بط بلا شوربة).
ونظرًا لكثرة العدد، أحيانًا كانت الأم تذبح عددا من الفراخ بجانب البط لتسد حاجة هذا الجمع الغفير.
وأهم أكلة تختص بها جديدة المنزلة ،ولا زال أهالي القرية يحرصون علي طبخها في رمضان، وهي ( فتة شوربة العدس) وما من بيت إلا ويطبخها سواءًا أكان فقيرًا او غنيًا رغم بساطتها ومكوناتها البسيطة ، وكانت الأسرة تعتمد علي الخبز الجاف البلدي الذي كان منتشرا قبل اختفاء الأفران الفلاحي واعتماد القرية علي الخبز الجاهز.
ومن الأكلات المميزة في إفطار رمضان في القرية ( الفول بالطماطم، ففي الأيام التي يون فيها الإفطار ( عيش) يكون الفول بالطماطم أساسيا علي المائدة مع أطعمة اخري تعتمد علي الخبز.
وكان السحور زمان لا يختلف عن السحور هذه الأيام، وكان اعتماد بعض الأسر في سحورها علي ما يتبقي من الإفطار، فلم تكن هناك ثلاجات لحفظ الأطعمة .
والفول كان وجبة أسية في سحور رمضان، وكان يتم تدميسه في البيوت وقليون من كان بشتريه من المطاعم، ويُضاف إلي مائدة السحور أطباق المهلبية التي تنتشر بكثرة علي المائدة بصفة يومية.....ويُضاف إلي أطعمة السحور الجبن الأبيض، وكان يتم تصنيعه في المنازلبعد الحصول علي مادة تصنيعه من أحد المعامل المنتشرة بالقرية.
أما الزبادي، فقل الاعتماد عليه في السحورفي القرية، وذلك لعدم وجود المحلات التي تقوم بتصنيعه.
عن حلويات رمضان ، كانت بسيطة جدً وغير معقدة تحرص الأسرة علي عملها في المنزل.
كنا نشتري الكنافة والقطائف من المرحوم يوسف ضبيع ومن بعده ابنه حبيب ضبيع، وتميزوا بعمل الكنافة اليدوية التي تستخدم في صناعتها أفران مستديرة من الطوب الأحمر بقطر متر وارتفاع متر وربع تقريبًا، وفي جانب الفرن توجد فتحة تسع وابور الجاز، وتعلو سطح الفرن صينية نحاس يرش عليها العجين لتسوية، وكان يرش العجين بكوزنحاسي في أسفله صف من أنابيب أو ثقوب رفيعة متصلة مثقوبة تسمح بمرور العجين السائل.
كان يتم عمل الكنافة في أفران القش، وتجد لها مذاقًا مختلفًا فيها إبداعات وصناعة أمهاتنا بعيدًا عن كنافة الحلواني التي انتشرت الآن بكثرة في القرية .ويُضاف إليهما القطائف ولقمة القاضي والمكرونة باللبن.
ويحرص جميع أهالي القرية علي التهادي بالكنافة، حيث أصبحت من العادات الرمضانية التي يقوم فيها الأب بعمل الكنافة لابنته المتزوجة وكذا لشقيقته المتزوجة، حتي في غياب الأب يحل الابن محل والده ويحافظ علي هذه العادة الرمضانية.
وعن المشروبات التي كانت منتشرة زمان في القرية، وقبل ظهور الثلاجات..كان هناك مركزان لبيع الثلج والمشروبات تمثل الأول في المرحوم محمد منصور والثاني المرحوم نسيم غزال، فكانا يبيعان الثلج بالقطعة وغالبا كنا نشتري بخمسة قروش أو عشرة ليتم وضعها في الماء والعصير.وكانا يقومان بعمل العرقسوس وأحيانًا التمر هندي.
وكان سكان القرية يعتمدون علي المشروبات الجاهزة التي كانت تُباع في أكياس صغيرة الحجم ويتم إذابتها في الماء، ويُضاف إليها السكر، وكانت هذه المشروبات : ( كركديه- تمر هندي- مانجو) ، وكان ثمن الكيس عشرة قروش، ويُضاف إليهم العجوة والبلح وكان يتم تنقيعهما في الماء .
.......................................................................
لكل شعب ثقافته التي تؤثر في اتجاهات أفراده؛ فتميزه عن غيره من المجتمعات.. وقد أعطتها الدراسات الفلكلورية جل اهتمامهاتها ،ودراسة هذه الثقافات ، والكشف عن الجوانب التي تتعلق بها وتؤثر فيها.
ومن هذه الجوانب في حياة الإنسان ما يتعلق بالطعام والشراب وآداب المائدة، وقد خص لها الإمام أبو حامد الغزالي بابًا كاملًا في مصنفه الشهير ( إحياء علوم الدين).. وتناولته العديد من الدراسات سواءً أكانت فلكلورية أو ما جاء في بطون أمهات كتب علماء الإسلام .وكذا ماورد في كتابات الرحالة الأجانب الذين وفدوا علي مصر في القرنين السابع عشر والثامن عشر ، مرورًا بالحملة الفرنسية ومصنفها الشهير ( وصف مصر) الذي تناولت فيه جانبا ..انتهاءً بالقرنين التاسع عشر والعشرين.
وجدير بالذكر أن دراسة عادات الطعام وآداب المائدة ظاهرة أساسية من ظواهر الحياة الاجتماعية الإنسانية، وهي موجودة في المجتمعات التقليدية ، كما أنها استطاعت أن تحافظ علي وجودها في ظل المجتمعات الحديثة ، وابتكرت عديدًا من الأشكال والصور الحديثة التي تناسب العصر.
ومن هذا الموضوع الكبير كان تركيزنا علي ما يختص برمضان في جديدة المنزلة، وأهم الأطعمة والمشروبات والحلويات التي تختص بهم جديدة المنزلة زمان قبل التطورات الحديثة ، وتميزها عن غيرها من القري المحيطة.
وشهر رمضان كان فرصة للم شمل العائلة ؛ كي تجتمع علي مائدة واحدة في الإفطار والسحور ، كما تلعب العوامل الاقتصادية والاجتماعية دورًا في تحديد أنواع الأطعمة التي تعتمد عليها الأسرة في رمضان.كذا تسمح ولائم رمضان في إعداد أصناف معقدة من الطعام قلما نجدها في الأيام العادية .
وقبل قدوم شهر رمضان تستعد الأسرة في القرية قبل رمضان بتجهيز الطيور التي ستُعد للذبح خلال الشهر الكريم، وتقوم الأم بتخصيص عدد من البط وتزقيقه( والتزقيق غالبًا خليط من الفول والردة)، وكذلك غدد من الفراخ البلدي( لم تكن القرية تعرف الفراخ البضاء إلا مع مطلع الثمانينات لأن كل القرية كانت تربي الدواجن ولا تشتري).
وإذا جاء رمضان يتم ذبح كر أو دكرين أو ثلاثة حسب عدد الأسرة ، إذا كانت هناك عزومات للعائلة لأبنائها المتزوجين أو بعض الأقارب.
تقوم الأم بتنظيف الطيور ووضعها في الطست انتظارًا لوضعه داخل حلة الطبخ علي الموقدة ( الكانون)، فكان البط يحتاج إلي وقت ليتم نضجه ووابور الجاز لن يُسعف ذلك ، وقليلون جدا من كان لديهم بوتجازات ، وكان الاعتماد الأساسي علي وابور الجاز، وكذا وابور الشرائط بعد ظهور المنطقة الحرة ببورسعيد.
كنا نراقب حلة البط فوق المائدة، وتابع عملية الإنضاج، ونسمع غليان الماء وارتفاع الغطاء، فتغزو تلك السيمفونية آذاننا ، والرائحة الذكية انوفنا ..وكنا نُمني أنفسنا بورك أو حتي جناح يسد جوعنا في يوم الصيام..ولا ننسي المارتة التي تعطي مذاقا للبطة والشوربة التي كانت الجميع يعشقونها قبل ظهور ما يسمي شوي البط في الفرن( فلا بط بلا شوربة).
ونظرًا لكثرة العدد، أحيانًا كانت الأم تذبح عددا من الفراخ بجانب البط لتسد حاجة هذا الجمع الغفير.
وأهم أكلة تختص بها جديدة المنزلة ،ولا زال أهالي القرية يحرصون علي طبخها في رمضان، وهي ( فتة شوربة العدس) وما من بيت إلا ويطبخها سواءًا أكان فقيرًا او غنيًا رغم بساطتها ومكوناتها البسيطة ، وكانت الأسرة تعتمد علي الخبز الجاف البلدي الذي كان منتشرا قبل اختفاء الأفران الفلاحي واعتماد القرية علي الخبز الجاهز.
ومن الأكلات المميزة في إفطار رمضان في القرية ( الفول بالطماطم، ففي الأيام التي يون فيها الإفطار ( عيش) يكون الفول بالطماطم أساسيا علي المائدة مع أطعمة اخري تعتمد علي الخبز.
وكان السحور زمان لا يختلف عن السحور هذه الأيام، وكان اعتماد بعض الأسر في سحورها علي ما يتبقي من الإفطار، فلم تكن هناك ثلاجات لحفظ الأطعمة .
والفول كان وجبة أسية في سحور رمضان، وكان يتم تدميسه في البيوت وقليون من كان بشتريه من المطاعم، ويُضاف إلي مائدة السحور أطباق المهلبية التي تنتشر بكثرة علي المائدة بصفة يومية.....ويُضاف إلي أطعمة السحور الجبن الأبيض، وكان يتم تصنيعه في المنازلبعد الحصول علي مادة تصنيعه من أحد المعامل المنتشرة بالقرية.
أما الزبادي، فقل الاعتماد عليه في السحورفي القرية، وذلك لعدم وجود المحلات التي تقوم بتصنيعه.
عن حلويات رمضان ، كانت بسيطة جدً وغير معقدة تحرص الأسرة علي عملها في المنزل.
كنا نشتري الكنافة والقطائف من المرحوم يوسف ضبيع ومن بعده ابنه حبيب ضبيع، وتميزوا بعمل الكنافة اليدوية التي تستخدم في صناعتها أفران مستديرة من الطوب الأحمر بقطر متر وارتفاع متر وربع تقريبًا، وفي جانب الفرن توجد فتحة تسع وابور الجاز، وتعلو سطح الفرن صينية نحاس يرش عليها العجين لتسوية، وكان يرش العجين بكوزنحاسي في أسفله صف من أنابيب أو ثقوب رفيعة متصلة مثقوبة تسمح بمرور العجين السائل.
كان يتم عمل الكنافة في أفران القش، وتجد لها مذاقًا مختلفًا فيها إبداعات وصناعة أمهاتنا بعيدًا عن كنافة الحلواني التي انتشرت الآن بكثرة في القرية .ويُضاف إليهما القطائف ولقمة القاضي والمكرونة باللبن.
ويحرص جميع أهالي القرية علي التهادي بالكنافة، حيث أصبحت من العادات الرمضانية التي يقوم فيها الأب بعمل الكنافة لابنته المتزوجة وكذا لشقيقته المتزوجة، حتي في غياب الأب يحل الابن محل والده ويحافظ علي هذه العادة الرمضانية.
وعن المشروبات التي كانت منتشرة زمان في القرية، وقبل ظهور الثلاجات..كان هناك مركزان لبيع الثلج والمشروبات تمثل الأول في المرحوم محمد منصور والثاني المرحوم نسيم غزال، فكانا يبيعان الثلج بالقطعة وغالبا كنا نشتري بخمسة قروش أو عشرة ليتم وضعها في الماء والعصير.وكانا يقومان بعمل العرقسوس وأحيانًا التمر هندي.
وكان سكان القرية يعتمدون علي المشروبات الجاهزة التي كانت تُباع في أكياس صغيرة الحجم ويتم إذابتها في الماء، ويُضاف إليها السكر، وكانت هذه المشروبات : ( كركديه- تمر هندي- مانجو) ، وكان ثمن الكيس عشرة قروش، ويُضاف إليهم العجوة والبلح وكان يتم تنقيعهما في الماء .
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
مواضيع مماثلة
» تراويح رمضان في الجديدة الوقتي والجديدة زمان
» والله بعودة يارمضان وحكاياتك في الجديدة زمان
» أرض رحمو التي كانت وذهبت معها الجديدة زمان
» ليالي رمضان في جديدة المنزلة زمان
» الصرف الصحي زمان في جديدة المنزلة زمان
» والله بعودة يارمضان وحكاياتك في الجديدة زمان
» أرض رحمو التي كانت وذهبت معها الجديدة زمان
» ليالي رمضان في جديدة المنزلة زمان
» الصرف الصحي زمان في جديدة المنزلة زمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin