ماكينة الطحين التي كانت
صفحة 1 من اصل 1
ماكينة الطحين التي كانت
ماكينة الطحين التي كانت
...............................
خلال العشر سنوات الأخيرة اتسع النطاق العمراني للقرية، وزاد عدد سكان القرية مما جعل الكتل الأسمنتية تزحف بصورة رهيبة وتقلصت معها المساحات الخضراء، وتوافد السكان من خارج القرية ليتخذوهامستقرا لهم... وتغيرت معالم القرية وملامحها التي كانت تميزها بين القري بمصنع الطوب وماكينة الطحين ومعامل الألبان والترعة التي تفصل بينها وبين الفروسات.
تغير كل ذلك وتغيرت معه خريطة القرية واختفي مصنع الطوب ومعامل الألبان وماكينة الطحين..والصور تعبر عن بعض البيوت التي حلت محل ماكينة الطحين وكانت هذه الماكينة حكايتها حكاية ؛حيث كانت معلما من معالم القرية التي تميزها عن القري المجاورة ، وكانت تحتل مساحة كبيرة تمتد من البحر وحتي الخندق أمام مركز شباب القرية الحالي.
كانت ماكينة الطحين تشهد توافداً من أهالي القري المجاورة لطحن الغلال،وكان يبدأ العمل بها بعد العصر مباشرة وحتي الساعات الأولي من الليل وكان ملحقاً بها قادوساً كبيراً لتبييض الأرز..وأمام ماكينة الطحين مساحة كانت تسمح لنا باللعب عليها كرة القدم أو أي ألعاب أخري وملحقا بها ( مُخيطة) وهو نوع من الأشجار في حجم البلي به مادة مخاطية لذيذة الطعم ومن هنا اتخذ اسم ( المخيط) كانت تتميز به القرية ويوجد منه شجرة أخري عند الشيخ مراد.
ومن الداخل كنت تراها أشبه بخلية النحل..يستقبل القباني أجولة القمح ويقوم بوزنها ، ثم تحمل إلي أعلي القاعدة الخشبية التي يصل ارتفاعها إلي مترين، وعند التشغيل تسمع أصوات التشغيل ليتم تفريغ القمح داخل الفتحة التي يتسع قطرها من أعلي ويقل تدريجيا إلي أسفل ليتم طحن الغلال بين الحجرين الكبيرين اللذين يصل قطرهما إلي حوالي متر وبعد الطحن ينزل الطحين إلي أسفل ويتم تعبئته في الأجولة المخصصة لذك وهكذا دواليك.
من الأساطير التي كانت تدور حول ماكينة الطحين أنها لا تدور إلا بعد ذبح أحد الأطفال عندها ، وطبعا هذه كانت مجرد خرافات كان الغرض منها هو تخويف الأطفال بعدم الاقتراب من المنطقة الخلفية لماكينة الطحين حيث التروس والسيور الممتدة التي كانت تصيب من يقترب منها.
وفي المنطقة التي تقع بين ماكينة الطحين ومنزل الحاج الشافعي زهيري كان يوجد منحل للمرحوم محمد زهيري وكان أمامه أرض فضاء ملك رحمو كان يحيطها سور..كنا كثيرا ما نقفز من فوق السور ونلعب في هذه الأرض وكنا نتجنب إخراج الكرة إلي حارج الملعب لانها بالتالي ستكون داخل المنحل، ومن الصعب الحصول علي الكرة لأنه سيكون هدفا للنحل ويتطوع أحدنا بالدخول لإحضار الكرة وطبعا سيلدغه النحل وكان يلتقط الكرة مضطرا ويجري من النحل وسط صيحاتنا وآهاتنا وكأنه حصل علي كنز ثمين وأفلت من كمين معد له...وكان ليس هذا المأزق الوحيد الذي نخرج منه سالمين بل كنا أحيانا نصبح هدفا لخفير المنطقة الذي يباغتنا فنجري مسرعين إلي السور لنقفز إلي الخارج.
...............................
خلال العشر سنوات الأخيرة اتسع النطاق العمراني للقرية، وزاد عدد سكان القرية مما جعل الكتل الأسمنتية تزحف بصورة رهيبة وتقلصت معها المساحات الخضراء، وتوافد السكان من خارج القرية ليتخذوهامستقرا لهم... وتغيرت معالم القرية وملامحها التي كانت تميزها بين القري بمصنع الطوب وماكينة الطحين ومعامل الألبان والترعة التي تفصل بينها وبين الفروسات.
تغير كل ذلك وتغيرت معه خريطة القرية واختفي مصنع الطوب ومعامل الألبان وماكينة الطحين..والصور تعبر عن بعض البيوت التي حلت محل ماكينة الطحين وكانت هذه الماكينة حكايتها حكاية ؛حيث كانت معلما من معالم القرية التي تميزها عن القري المجاورة ، وكانت تحتل مساحة كبيرة تمتد من البحر وحتي الخندق أمام مركز شباب القرية الحالي.
كانت ماكينة الطحين تشهد توافداً من أهالي القري المجاورة لطحن الغلال،وكان يبدأ العمل بها بعد العصر مباشرة وحتي الساعات الأولي من الليل وكان ملحقاً بها قادوساً كبيراً لتبييض الأرز..وأمام ماكينة الطحين مساحة كانت تسمح لنا باللعب عليها كرة القدم أو أي ألعاب أخري وملحقا بها ( مُخيطة) وهو نوع من الأشجار في حجم البلي به مادة مخاطية لذيذة الطعم ومن هنا اتخذ اسم ( المخيط) كانت تتميز به القرية ويوجد منه شجرة أخري عند الشيخ مراد.
ومن الداخل كنت تراها أشبه بخلية النحل..يستقبل القباني أجولة القمح ويقوم بوزنها ، ثم تحمل إلي أعلي القاعدة الخشبية التي يصل ارتفاعها إلي مترين، وعند التشغيل تسمع أصوات التشغيل ليتم تفريغ القمح داخل الفتحة التي يتسع قطرها من أعلي ويقل تدريجيا إلي أسفل ليتم طحن الغلال بين الحجرين الكبيرين اللذين يصل قطرهما إلي حوالي متر وبعد الطحن ينزل الطحين إلي أسفل ويتم تعبئته في الأجولة المخصصة لذك وهكذا دواليك.
من الأساطير التي كانت تدور حول ماكينة الطحين أنها لا تدور إلا بعد ذبح أحد الأطفال عندها ، وطبعا هذه كانت مجرد خرافات كان الغرض منها هو تخويف الأطفال بعدم الاقتراب من المنطقة الخلفية لماكينة الطحين حيث التروس والسيور الممتدة التي كانت تصيب من يقترب منها.
وفي المنطقة التي تقع بين ماكينة الطحين ومنزل الحاج الشافعي زهيري كان يوجد منحل للمرحوم محمد زهيري وكان أمامه أرض فضاء ملك رحمو كان يحيطها سور..كنا كثيرا ما نقفز من فوق السور ونلعب في هذه الأرض وكنا نتجنب إخراج الكرة إلي حارج الملعب لانها بالتالي ستكون داخل المنحل، ومن الصعب الحصول علي الكرة لأنه سيكون هدفا للنحل ويتطوع أحدنا بالدخول لإحضار الكرة وطبعا سيلدغه النحل وكان يلتقط الكرة مضطرا ويجري من النحل وسط صيحاتنا وآهاتنا وكأنه حصل علي كنز ثمين وأفلت من كمين معد له...وكان ليس هذا المأزق الوحيد الذي نخرج منه سالمين بل كنا أحيانا نصبح هدفا لخفير المنطقة الذي يباغتنا فنجري مسرعين إلي السور لنقفز إلي الخارج.
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
مواضيع مماثلة
» أرض رحمو التي كانت وذهبت معها الجديدة زمان
» في صالون الشناوي كانت لنا أيام
» المهن والوظائف التي مارسها الأرمن في مصر
» في صالون الشناوي كانت لنا أيام
» المهن والوظائف التي مارسها الأرمن في مصر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin