القطار في جديدة المنزلة وحكايات تروي

القطار في جديدة المنزلة وحكايات تروي
..................................................
القطار يسير وسط أراضي جديدة المنزلة. لقد شهدنا ونحن صغار مراحل إنشاء خط سكة الحديد المنصورة المطرية ،وخصوصًا في الجزء الذي يمر بقريتنا (جديدة المنزلة) ، وكان مقرراً له أن يمتد إلي بورسعيد لكن توقف عند المطرية وذلك علي الرغم من أن شركة يابانية عرضت مده إلي بورسعيد عبر بحيرة المنزلة ، ولكن توقف لأسباب غير معلومة.
في نهاية سبعينات القرن الماضي كنا صغارًا نري العمال يحفرون في الأراضي الزراعية مساحات مربعة بعمق يصل إلي أكثر من متر في الأرض ، وكم كانت دهشتنا لهذا العمل ، وكنا نتساءل لماذا يفعلون ذلك ..؟ وما الفائدة التي ستعود علي القرية من هذا العمل الذي يقتطع مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية ويفتتها .
علمنا بعد ذلك أن الحكومة قررت أن تمد خط سكة حديدية من المنصورة إلي بورسعيد ، وكان حدثًا كبيرا في ذلك الوقت ؛ إذ سيمر القطار داخل القرية وسيسهل طريق المواصلات إلي المنصورة وبورسعيد.
كنا نستغل المساحات التي كان يحفرها العمال للعب الكرة ؛ إذ نتج عن الحفر مساحات شاسعة من الأراضي الفضاء. وفجأة توقف المشروع ، وتركت الأراضي دون عمل فترة كبيرة ، ثم استؤنف العمل بعد ذلك في منتصف ثمانينات القرن الماضي وانطلق القطار سنة 1989 متوقفا عند محطة الجمالية ثم ميت خضير ، وبعدها بسنة تقريبًا وصل حتي مدينة المطرية دقهلية.
كان انطلاق القطار حدثًا غير عادي ووسيلة مواصلا آمنة ورخيصة جدا في متناول الجميع ؛ إذ عمل علي ربط قري مراكز المنصورة ودكرنس ومنية النصر وميت سلسل والجمالية والمنزلة والمطرية بالمنصورة ، حيث كان الأهالي يعتمدون علي السيارات والأتوبيسات للذهاب إلي المنصورة .
ويبلغ إجمالي المحطات التي يمر بها القطار علي طول خد السكك الحديدية 25 محطة بدءًا من المنصورة ووصولًا إلي محطة قطار المطرية ، والمحطات هي المنصورة ،سندوب، الدنابيق، سلامون ، شها ، محلة دمنة، ميت ضافر، الخشاشة ، دكرنس، ميت شرف، أشمون الرمان، ميت الخولي، ميت حديد ، ميت عاصم، كفر علام، الرياض ، الكردي ، ميت سلسل، ميت مرجا سلسيل ، الجمالية ، ميت خضير، المنزلة ، دار السلام، العصافرة ، المطرية ).
وقد شجع القطار الأهالي في مركز المنزلة والمراكز المجاورة علي إلحاق أبنائهم بمدرسة الزراعة في الرياض، وكذلك كلية التربية النوعية بمنية النصر، فقد سهل طريق الوصول إليهما ؛لأنه وسيلة مأمونة ورخيصة .
ويشهد القطار توافد أعداد غفيرة من المواطنين في القري المختلفة مابين طلاب وموظفين وفلاحين لقضاء أعمالهم في المنصورة ،أو السفر بالقطار إلي أماكن مختلفة في أنحاء الجمهورية بعد تغيير القطار في محطة المنصورة.
يسير القطار في اتجاه واحد ، مما يجعل القطار المقابل له في الاتجاه المعاكس الانتظار في أحد المحطات الكبري ، وهذا أحد عيوب القطار لأنه قد تطول فترة الانتظار
في بداية دخول القطار إلي القرية أسفر عن العديد من الحوادث ما بين إصابات للفلاحين الذين كانوا مضطرين لتخطي الشريط الحديدي بحيواناتهم ونقل البرسيم ،ومصرع أحد الفلاحين الذي أطاح به القطار عندما كان يتوضأ علي بعد أقل من متر واحد بجوار الشريط الحديدي، فأطاح به القطار ولقي مصرعه علي الفور، وآخرون كانوا يحاولون النزول من القطار عند مروره في القرية فتحدث لهم إصابات مختلفة ، ونتيجة لذلك حاول الأهالي تقديم الطلبات لعمل محطة في القرية ولكن قوبل الطلب بالرفض نظرًا لوجود محطتين قريبتين في ميت خضير والأخرى في المنزلة علي مسافة أقل من كيلو متر.