بين الأرمن واليهود

بين الأرمن واليهود
يرى الهولوكوستيون أن أمكر اشكال إنكار الهولوكست هى (المقارنات الأخلاقية ) الرامية ضمنياً إلى إنكار فرادتها .ولم يرفض اليهود تأطير الهولوكست فى سياق الفظاعات النازية فحسب،بل انتقدوا بضراوة وضعها فى إطار الجرائم ضدالانسانية وجرائم القتل الجماعى التى وسمت ،أو بالأحرى وصمت ،القرن العشرين .دع عنك أن الهولوكستين إذاعقدوا أية مقارنات-على مضض-لا يهدفون من ورائها إلا (الإبقاء)على الهولوكست متفرداً أكثرمن الإدماج فى الظاهرة الأوسع للقرن العشرين من الإبادات الجماعية عامة والإثنية منها خاصة .وصارت إستراتيجية المقارنة دوما في طريق واحد لا رجعة منه:تأكيد فرادة الهولوكست
وثمة (تابو)لدى الهولوكستين مؤداة أن دراست الإبادات الإجتماعية اللاهولوكوكستية لن تسهم بشىء تجاه فهم أغوار التجربة اليهودية على أيدي النازية .ولكن ،فى المقابل ،فإن دراسة التجربة الهولوكستية ذات (المدى الكامل)من القضايا الفلسفية والمنهجية،سوف تلقى أضواء على الابادات الجماعية الأخرى.ومهما كانت التتشبث بفرادة الهولوكوست فإن أبعاد "حل هتلر النهائي"أضحت معروفة في كثير من الأوساط الأكاديمية والإعلامية وهو مايحتم إعادة تقييم الهولوكوست النازية باعتبارها موضوعا قابلا للنقاش بل وقابلا للتأطير والمقارنة هنا يعقد فريق من الباحثين-غير اليهود والأمريكيين غالبا مقارنات بين ابادة الهنود الحمر فى الأمريكتين والهولوكوست (اليهودي)او بين الأخيرة ممارسات العنف الدموية والتطهيرات الصربية في كوسوفو.
بيد أن الحالة الأرمنية فى الدولة العثمانية تعد نموذجا مثاليا فى منظور المقارنين مع الهلوكست أثناء الحرب العالميه الثانيه و تكمن أهمية هذا التوقف في منع المبادرات الخارجيه فعالة لإنقاذ الجماعات المستهدفه أما علي مستوي التخطيط كانت أهمية تدمير الجماعات المستهدفه مهمه بيروقراطيه مخطه إضطلع بها جهاز حزب الإتحاد و الترقي الإتحاديون في النموذج الأرمني و تكفل بها جهاز الحزب النازي في النموذج الهولوكوستي و علي مستوي آليات التنفيذ ثمة شبكه بيروقراطيه مأدلجه جيده و منظمة عاليه الكفاءه لإحراز الأهداف المنوطه بها
جهاز الحزب النازي في وقت محدد و سريع من الضخامه في القضاء علي المستهدفين تمثلت هذه الشبكه في التشكيلات المخصوصه لدي الاتحاديين بقوات الحرس الخاصه و فرق القتال المتحركه ووحدات قمة الموت لدي النازيين .
و ثمة أبعاد أيديولوجيه مشتركه إعتلت بسياسة القتل الإبادي الجماعي علي قمة الأولويات النافذه في الأجندتين الإتحاديه و النازية ففي مرحلة ما قبل إقتراف الإباده تعرض المجتمعان أو الأحري النظامان العثماني و الألماني لأزمات مجتمعيه و سياسيه و إقتصاديه حاده كما خططت عن أزمة هوية شامله إلي الأتراك و الألمان إذا تعرض إلي النظامان لتفكك إمبراطوريتها العظمي و تراجع نفوذهما الإقليمي سلسة من الهزائم العسكريه علي جبهات القتال دمرت البنيا البشريه و جرحت الطموحات القوميه و أهانت الكرامه القوميه لدي الشعبين و فد ثارت هذه الأزمات في خط متواز الزخ من التناقضات و هنا تمثلت دعامة النجاه الرئيسيه في إعتناء أيديوليجيه رسميه مخوبيه قوامها التركيه في النموذج العثماني و الإشتراكيه القوميه في النموذج الألماني و كلاهما إرتكز علي التفوق الإثني ممزوجا بجرعات ثقيله من الإستبداديه و العنصريه و هكذا شملت هذه الأيديولوجيات فراغ الهويه و بررت في العقل الجامعي سياسات النخبه الإباديه و في كلمة حلول أزمة الهويه عن الناظمين الإتحادي و النازي و ذريه نظريا في تبني أيديولوجيه رسميه و علميه في إرتكاب إبادة إجتماعيه.ومهما كانت وجاهة أوجه الشبه الذكر بين النموذجين الإباديين الأرمني و الهلوكستي فثمة أوجه تباين فارقه بينهما فمن منظور الكفاءه التكنولوجيه تفوق النازييون علي نظائرهم الإتحادييون في إنجاز أهدافهم الإباديه ورغم إستخدام جزء من الخط الحديدي برلين بغداد لنقل بعض الأرمن من الأناضول إلي منافهم في ولاية حلب العربيه إلي أن الإتحاديين كانو بصغة عامه بدائيين في التخطيط و التنظيم و رغم ذلك نجحوا في تنفيذ الجزء الأكبر من أهدافهم الإباديه ضد الأرمنيه في المقابل طرق المواصلات و غرف الغاز .. إلخ في تنفيذ برنامجهم الهيلوكستي .
و علي مستوي ضحايا إنحصر ضحايا الإتحاديين فقط في الدائره الإثنيه الأرمانيه بينما شمل ضحايا الهيلوكست النازي يهود و أوروبيين ..إلخ و إن كانت أكثرها من البولنديين الذين كانوا سكان الأصليين في وطنهم علي عكس اليهود الذين كانوا مشتتين عبر العالم ، شكل الأرمن العقبه الإثنيه و الدينيه و القوميه و الساسيه و الإقتصاديه و الثقافيه و الإجتماعيه في وجه الحلم التوراني و رغم الفوارق بين التجربتين إلي أن الأولي لها أسباقيه تاريخيه عن الأخيره و من ثم عدم فراضتها في القرن العشرين !! .

ا

ا