حكاية الخبز في مصر الحديثة

يُشكل الخبز مادة غذائية رئيسية لدي معظم الشعوب وخاصة الشعب المصري، حيث يعد الشغل الشاغل للمصريين منذ فجر التاريخ، وعدت زراعة القمح والحبوب دليلًا علي مدي تحضر المجتمعات المستقرة، وتدل بعض الإحصاءات التي أجريت حديثا علي أن الخبز يمثل أكثر من نصف الطعام المأكول في نصف دول العالم ، وقد ارتفعت هذه النسببة في مصر في نهايات القرن العشرين لتصل إلي 230 كجم سنويا.
   وتأتي دراسة الدكتور جمال كمال محمود بعنوان( حكاية الخبز في مصر الحديثة) ، وقد قسم الدراسة إلي مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وأنهاها بخاتمة.
   تناول في التمهيد التعريف بالخبز ومسمياته منذ فجر التاريخ، وكيف كان له العديد من الأسماء في مصرالقديمة وأهمية الخبز واحترامه ومكانته.
   ويشير إلي أن المصريين يجلّون الخبز، فإذا رأي أحدهم قطعة من الخبز نحاها بجانب الحائط، وربما قبلها، ولا يستحلون أن يطؤه بأقدامهم مما يدل علي مكانته الكبيرة لديهم، وهذا يؤكد أهمية الدراسة.
   خصص الكاتب الفصل الأول ل" صناعة الخبز" بدءا من زراعة الحبوب وحصدها ودرسها وتذريتها وتخزينها في المخازن والشون مرورا بطحنها بعد تنقيتها ثم نخل الدقيق والرقابة عليه وعجنه، ومدي تحري الدقة في عملية العجن مرورًا بالخببز وأنواع الخببز والرقابه عليه من حيث الجودة في إنضاجه والدقة في الوزن مرورًا بدور الإدارة في متابعة ذلك، وصولًا إلي ضبط الأسعار حتي وصول الخبز للمستهللك.
   يدرس الفصل الثاني:" الخبز في زمن الرخاء الاقتصادي" والذي تتوافر فيه المياة بكثافة تسمح بري أكبر مساحة من الأراضي التي تزرع حبوبا ، ومن ثم يكون الإنتاج وفيراً، وتنزل أسعار القمح إلي أقل معدلاتها ، مما يسمح بتصدير القمح إلي الحجاز والشام والآستانة وهو الاساس؛ حيث تُرسل مصر الكميات المقررة لحاضرة الدولة العثمانية وأيضًا غلال الحرمين الشريفين المرصدة عليها فضلًا عن تصدير القمح أحيانا الي أوربا. وكان الرخاء نسبيًا بمعني يختلف من عام إلي آخر، وفي الجملة يعم الخير في سنوات الرخاء ويفيض علي الجميع.
   ويناقش الفصل الثالث"الخبز أثناء الأزمات الاقتصادية" والأوبئة" حيث يعرض للعديد من هذه الأزمات الناتجة عن نقص مياه النيل والتي كان بعضها عنيفا، وفيها ترتفع أسعار القمح بشكل كبير، وتقترن أحيانا بمجاعات تتبعها أحيانًا أوبئة وطواعين تفاقم من حدة هذه الأزمات التي يندر فيها الخبز وينعدم أحيانًا ، وقد يصاحب هذه الازمات التي يندر فيها الخبز ونعدم أحيانًا وقد يصاحب هذه الأزمات ممارسات احتكارية مما يؤدي إلي تفاقمها ، وبالتالي ترتفع أسعار الحبوب والتبعية الخبز إلي أسعار قياسية قد تصل لأكثر من الأسعار في السنوات العادية بنحو عشرين ضعفًا. وكانت الإدارة المركزية في الآستانة تحاول التقليل من حدة هذه الأزمات بالتنسيق مع الإدارة المحلية باستراد الحبوب من مناطق- أحيانا- الضرب بيد من حديد خاصة علي من يحتكرون الحبوب رفع أسعارها . وكانت هذه المحاولات تؤتي ثمارها "أحيان" وتخفف من حدة الأزمة خاصة إذا أعقبها فيضان عال ، فيؤدي إلي كسر حدة الأسعار إلي حد ما . ولم يكن موقف الأهالي بعيدًا عن الأحداث بل كان فاعلًا في بعض تلك الأزمات ويساعد علي انفراجها.
   وانتهي الكتاب بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، وأُرفقت الدراسة بجموعة من الملاحق تتعلق بالدراسة.