أسود سيناء
صفحة 1 من اصل 1
أسود سيناء
أسود سيناء
تأليف : أحمد علي عطية الله
ارتوت أرض سيناء علي مر العصور بدماء الشهداء الأبرار من أبناء مصر الشامخة ، وذلك لموقعها الهام كبوابة شرقية لمصر تتحطم علي أعتابها غزوات الغازين وأطماع الحاقدين. وقد أحرزت مصر نصرها العسكري العظيم عام 1973 علي إسرائل بفضل تضحية وفدائية هؤلاء الشهداء الذين قُدر عددهم بتسعة آلاف وثمانمائة شهيد كانوا بحق وقودها وجذوتها المتقدة، جادوا بأرواحهم الطاهرة لتحرير تراب مصر وكرامة أمتهم العربية.
يستعرض الكتاب قصص بطولة ثلاثة من الشهداء كنماذج من نور تضيء الطريق ،وتُعطي المثل والقدوة في التضحية والفداء والإخلاص والتفاني.
والأسد الأول من أسود سيناء هو العميد الشهيد أركان حرب إبراهيم الرفاعي ، أسطورة الصاعقة المصرية وقائد المجموعة 39- قتال، ويُعد الرفاعي واحدًا من أبرز القادة العسكريين المصريين خلال مراحل الصراع العربي الإسرائيلي، حيث بدأ المواجهة الفعلية خلال العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، وكان وقتها ضابطا صغيرًا حديث التخرج،وظل علي أدائه البطولي حتي استشهاده خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ، وكان قائدًا للمجموعة 39- قتال برتبة العقيد.
وخلال تلك المدة الطويلة ظل علي أسلوبه الجريء في القتال ُوهو قيادة المجموعات الفدائية، والهجوم الخاطف علي العدو، ومفاجآته واختراق صفوفه، وقتاله وجها لوجه داخل مواقعه ودك دشمه وحصونه بلا تردد ولا خوف.
وعندما أصبح قائدًا لمجموعة العمليات الخاصة المعروفة باسم"المجموعة39-قتال" لم يقتصر دوره علي انتقاء الأهداف ورسم خطط الهجوم وتدريب قواته عليها ثم إعطائهم الأوامر بالهجوم، ثم تلقي تقريرًا بتنفيذ المهمة وتقييم الأداء، بل تعدي دوره كل ذلك بالمشاركة الفعلية في جميع العمليات ، وتقدم صفوف مقاتليه، وإلزام نفسه بتأدية أصعب مراحل تلك العمليات، فكنت تجده وسط انفجارات القنابل وتطاير الشظايا ورائحة البارود وبين سحب الدخان وغبار المعركة كالمارد المنتصب مندفعا للأمام تسبقه قذائف وطلقات في اتجاه قوات العدو.
والأسد الثاني ، هو المقدم محمد زرد أحد أبطال المشاة المصريين، انتظر مع جنود مصر علي أحر من الجمر تلقي أوامر اقتحام قناة السويس لتحرير أرض سيناء الغالية من براثن العدو الغاشم.
وعندما صدرت له الأوامر بعد ظهر السادس من اكتوبر عبر مع جنود كتيبته مياه القناة بواسطة القوارب المطاطية الخفيفة ، وبمجرد ملامستهم رمال أرض سيناء أسرعوا في تنفيذ مهمتهم وكانت محاصرة الموقع الإسرائيلي علي الضفة الشرقية للقناة ومناوشة قوات العدو المتحصنة داخلة حتي تم فتح ثغرات بالساتر الرملي لخط بارليف بواسطة رجال المهندسين المصريين ،ومد المعابر الخشبية التي ستعبر عليها الأسلحة المصرية الثقيلة من المدرعات والمدفعية والصواريخ لدعم قوات المشاة التي تقدمت شرقا.
وما إن اكتمل مد المعبر بالقرب من هذه النقطة الحصينة ، وبدات المعدات الثقيلة عملية العبور إلا وصبت مدفعية العدو بالحصن قذائفها علي المعبر ، فحطمته وأحالته لقطع من الخشب والحديد تتقاذفها الأمواج، مما يترتب عليه تأخر جانب كبير من قواتنا من العبور في التوقيتات المحددة مسبقا ، وبالتالي ما يمكن أن يترتب عليه من خطورة بقواتنا في الشرق التي تنتظر تدعيم الأسلحة الثقيلة لها خاصة أثناء الهجوم المضاد للعدو.
وهنا أخذ البطل زرد علي عاتقه مهمة القيام بعملية استشهادية تمكن زملاؤه من اقتحام الحصن والاستيلاء عليه مقدما روحه فداءً لتحقيق النصر. وتم اقتحام النقطة الحصينة بواسطة البطل محمد زرد.
والأسد الثالث هو الشهيد سيد زكريا خليل وحش الصعيد، استشهد هذا البطل بعد أن أدي واجبه في ميدان الشرف خلال العمليات الحربية في حرب رمضان-أكتوبر 1973 ،ولأن الوفاة كانت خلف خطوط العدو في عملية شبه استشهادية لوقف تقدم احتياطات العدو القادمة لوقف هجوم القوات المصرية، ولأنه استشهد مع جميع أفراد المجموعة الفدائية من قوات الصاعقة المصرية ، فلم يعد أحد منهم ليحكي لنا ما حققه من إنجاز وبطولة.
وبالرغم من أن الله قد كافأه بأعلي المنازل بجنة الخلد جزاء الاستشهاد ، فإن الله – سبحانه وتعالي- شاءت إرادته أن يُماط اللثام عن فصل من فصول البطولة بأحرف من نور في سجل الزمان ، ويروي لنا أخبار بطولته أحد جنود العدو الذين شهدوا بفدائيته وشراسته في القتال بعد مرور 23 عاما من استشهاده، ويُبدي إعجابه بشجاعته إلي الحد الذي جعله يُطلق عليه وصف "أسد سيناء".
حدث ذلك عندما طيّرت وكالت الأنباء وصحف برلين وتل أبيب "يديعوت أحرنوت" الإسرائلئة أن جنديًا إسرائيليًا ممن شاركوا في حرب اكتوبر 1973 تقدم إلي القنصلية المصرية في برلين بألمانيا وسلم متعلقات جندي مصري وصفه بٍأسد سيناء ، قاتل الإسرائليين بشراسة في ثاني أيام حرب أكتوبر ،وقال الجندي الإسرائلي الذي يعيش حاليًا في برلين ، إنه لو تواني لحظات حتي يراه الأسد المصري لكان قتله هو لا محاله ، وذكر أنه كان في موقف حياة أو موت بعد أن رأي هذا الجندي المصري يُبيد سرية إسرائيلية من القوات، وطالب هذا الجندي الإسرائيلي بمنح البطل المصري وسام شهيد.
تأليف : أحمد علي عطية الله
ارتوت أرض سيناء علي مر العصور بدماء الشهداء الأبرار من أبناء مصر الشامخة ، وذلك لموقعها الهام كبوابة شرقية لمصر تتحطم علي أعتابها غزوات الغازين وأطماع الحاقدين. وقد أحرزت مصر نصرها العسكري العظيم عام 1973 علي إسرائل بفضل تضحية وفدائية هؤلاء الشهداء الذين قُدر عددهم بتسعة آلاف وثمانمائة شهيد كانوا بحق وقودها وجذوتها المتقدة، جادوا بأرواحهم الطاهرة لتحرير تراب مصر وكرامة أمتهم العربية.
يستعرض الكتاب قصص بطولة ثلاثة من الشهداء كنماذج من نور تضيء الطريق ،وتُعطي المثل والقدوة في التضحية والفداء والإخلاص والتفاني.
والأسد الأول من أسود سيناء هو العميد الشهيد أركان حرب إبراهيم الرفاعي ، أسطورة الصاعقة المصرية وقائد المجموعة 39- قتال، ويُعد الرفاعي واحدًا من أبرز القادة العسكريين المصريين خلال مراحل الصراع العربي الإسرائيلي، حيث بدأ المواجهة الفعلية خلال العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، وكان وقتها ضابطا صغيرًا حديث التخرج،وظل علي أدائه البطولي حتي استشهاده خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ، وكان قائدًا للمجموعة 39- قتال برتبة العقيد.
وخلال تلك المدة الطويلة ظل علي أسلوبه الجريء في القتال ُوهو قيادة المجموعات الفدائية، والهجوم الخاطف علي العدو، ومفاجآته واختراق صفوفه، وقتاله وجها لوجه داخل مواقعه ودك دشمه وحصونه بلا تردد ولا خوف.
وعندما أصبح قائدًا لمجموعة العمليات الخاصة المعروفة باسم"المجموعة39-قتال" لم يقتصر دوره علي انتقاء الأهداف ورسم خطط الهجوم وتدريب قواته عليها ثم إعطائهم الأوامر بالهجوم، ثم تلقي تقريرًا بتنفيذ المهمة وتقييم الأداء، بل تعدي دوره كل ذلك بالمشاركة الفعلية في جميع العمليات ، وتقدم صفوف مقاتليه، وإلزام نفسه بتأدية أصعب مراحل تلك العمليات، فكنت تجده وسط انفجارات القنابل وتطاير الشظايا ورائحة البارود وبين سحب الدخان وغبار المعركة كالمارد المنتصب مندفعا للأمام تسبقه قذائف وطلقات في اتجاه قوات العدو.
والأسد الثاني ، هو المقدم محمد زرد أحد أبطال المشاة المصريين، انتظر مع جنود مصر علي أحر من الجمر تلقي أوامر اقتحام قناة السويس لتحرير أرض سيناء الغالية من براثن العدو الغاشم.
وعندما صدرت له الأوامر بعد ظهر السادس من اكتوبر عبر مع جنود كتيبته مياه القناة بواسطة القوارب المطاطية الخفيفة ، وبمجرد ملامستهم رمال أرض سيناء أسرعوا في تنفيذ مهمتهم وكانت محاصرة الموقع الإسرائيلي علي الضفة الشرقية للقناة ومناوشة قوات العدو المتحصنة داخلة حتي تم فتح ثغرات بالساتر الرملي لخط بارليف بواسطة رجال المهندسين المصريين ،ومد المعابر الخشبية التي ستعبر عليها الأسلحة المصرية الثقيلة من المدرعات والمدفعية والصواريخ لدعم قوات المشاة التي تقدمت شرقا.
وما إن اكتمل مد المعبر بالقرب من هذه النقطة الحصينة ، وبدات المعدات الثقيلة عملية العبور إلا وصبت مدفعية العدو بالحصن قذائفها علي المعبر ، فحطمته وأحالته لقطع من الخشب والحديد تتقاذفها الأمواج، مما يترتب عليه تأخر جانب كبير من قواتنا من العبور في التوقيتات المحددة مسبقا ، وبالتالي ما يمكن أن يترتب عليه من خطورة بقواتنا في الشرق التي تنتظر تدعيم الأسلحة الثقيلة لها خاصة أثناء الهجوم المضاد للعدو.
وهنا أخذ البطل زرد علي عاتقه مهمة القيام بعملية استشهادية تمكن زملاؤه من اقتحام الحصن والاستيلاء عليه مقدما روحه فداءً لتحقيق النصر. وتم اقتحام النقطة الحصينة بواسطة البطل محمد زرد.
والأسد الثالث هو الشهيد سيد زكريا خليل وحش الصعيد، استشهد هذا البطل بعد أن أدي واجبه في ميدان الشرف خلال العمليات الحربية في حرب رمضان-أكتوبر 1973 ،ولأن الوفاة كانت خلف خطوط العدو في عملية شبه استشهادية لوقف تقدم احتياطات العدو القادمة لوقف هجوم القوات المصرية، ولأنه استشهد مع جميع أفراد المجموعة الفدائية من قوات الصاعقة المصرية ، فلم يعد أحد منهم ليحكي لنا ما حققه من إنجاز وبطولة.
وبالرغم من أن الله قد كافأه بأعلي المنازل بجنة الخلد جزاء الاستشهاد ، فإن الله – سبحانه وتعالي- شاءت إرادته أن يُماط اللثام عن فصل من فصول البطولة بأحرف من نور في سجل الزمان ، ويروي لنا أخبار بطولته أحد جنود العدو الذين شهدوا بفدائيته وشراسته في القتال بعد مرور 23 عاما من استشهاده، ويُبدي إعجابه بشجاعته إلي الحد الذي جعله يُطلق عليه وصف "أسد سيناء".
حدث ذلك عندما طيّرت وكالت الأنباء وصحف برلين وتل أبيب "يديعوت أحرنوت" الإسرائلئة أن جنديًا إسرائيليًا ممن شاركوا في حرب اكتوبر 1973 تقدم إلي القنصلية المصرية في برلين بألمانيا وسلم متعلقات جندي مصري وصفه بٍأسد سيناء ، قاتل الإسرائليين بشراسة في ثاني أيام حرب أكتوبر ،وقال الجندي الإسرائلي الذي يعيش حاليًا في برلين ، إنه لو تواني لحظات حتي يراه الأسد المصري لكان قتله هو لا محاله ، وذكر أنه كان في موقف حياة أو موت بعد أن رأي هذا الجندي المصري يُبيد سرية إسرائيلية من القوات، وطالب هذا الجندي الإسرائيلي بمنح البطل المصري وسام شهيد.
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin