كتيبات للتعريف بالأرمن وبالإبادة الأرمنية في ذكري مئوية الإبادة الأرمنية
صفحة 1 من اصل 1
كتيبات للتعريف بالأرمن وبالإبادة الأرمنية في ذكري مئوية الإبادة الأرمنية
كتيبات للتعريف بالأرمن وبالإبادة الأرمنية في ذكري مئوية الإبادة الأرمنية
في الرابع والعشرين من أبريل سنة 2015 ،يمر قرن كامل علي أول جريمة إبادة في القرن العشرين ، اقترفتها تركيا العثمانية ابتداء من 24 أبريل 1915 بحق الأرمن في واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بحق الجنس البشري.
وفي هذا الإطار ، وبمناسبة اقتراب ذكري مئوية الإبادة الأرمنية، تبرزأنشطة لجنة مئوية الإبادة الأرمنية في القاهرة التي تسير في عدة اتجاهات،و تعمل علي التعريف بهذه الإبادة وتقديم كافة الحقائق ، وذلك لكشف هذه الجرائم أمام الرأي العام العربي حتي تكتمل في النهاية صورة واضحة.
عقدت اللجنة مؤتمرات ومحاضرات وندوات في مختلف الجامعات المصرية والمؤسسات الثقافية والإعلامية والسياسية، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والإعلاميين والسياسيين المهتمين بالقضية الأرمنية. ناهيك عن عرض الأفلام الوثائقية والصور التاريخية ونشر الوثائق التي تفضح ممارسات العثمانيين وتناول ملف الإبادة الأرمنية . و أبرز فعاليات لجنة مئوية الإبادة الأرمنية بالقاهرة للتعريف بالقضية الأرمنية ،هي إصدار مجموعة من الكتيبات للدكتور محمد رفعت الإمام،تحمل عناوينها : القضية الأرمنية في المصادر العربية 1878- 1923 ،وأرمن الإسكندرية ودورهم في الحياة المصرية، والقضية الأرمنية في المعاهدات الدولية، والإبادة الأمنية في الدولة العثمانية 1915 – 1916، ومفهوم الأمم المتحدة للإبادة 1948 والحالة الأرمنية في الدولة العثمانية 1915- 1916، والمذابح في أرمينيا :رؤية لشهادة فائز الغصين .وأخيرا، الإبادة الأرمنية في الصحافة البريطانية والأمريكية 1915 .
يُعد الدكتور محمد رفعت الإمام من أوائل الباحثين الذين خاضوا غمار الدراسات الأرمنية في مصر، وارتبط اسمه بالأرمن في مصر ، ولا يذكر الأرمن في مصر إلا ويُذكر معهم ، حيث فتح آفاقا جديدة أمام الباحثين في مصر والعالم العربي. وارتبطت الدراسات الأرمنية في مصر بالدكتور محمد رفعت منذ صدور كتابه الأول ( الأرمن في مصر : القرن التاسع عشر) ، وأتبعه بكتاب ( الأرمن في مصر 1896 -1966 )، و( تاريخ الجالية الأرمنية في مصر ) ثم ( الأرمن والغرب والإسلام ) و ( القضية الأرمنية في الدولة العثمانية 1878-1923) و (مصر والأرمن : مسألة أضنة 1909) و( الدعاية البريطانية ضد الدولة العثمانية). وأخيرا دراساته الموجزة للقضية الأرمنية التي قدمها لنا في عدة كتيبات.
استطاع الإمام أن يقدم لنا دراسات موجزة مركزة ،لا يقدمها إلا باحث يملك ناصية موضوعه ومدرك لكافة أبعادة ؛ لتخرج في النهاية مادة حية تفي بالغرض الذي كتبت من أجله . ليس هذا فحسب ،بل تطرح عدة تساؤلات تثير فضولا لمن يسلك سبيل القضية الأرمنية.
صدر من هذه السلسلة (7) كتيبات صغيرة الحجم ، لا تتعدي صفحات الواحد منها (30) صفحة . يتناول فيها الإمام قضية من القضايا التي تتعلق بالشأن الأرمني والإبادة الأرمنية.
نقلت لنا هذه الدراسات الإبادة الأرمنية بكافة أبعادها وأسبابها ، وكيف تناولتها الصحافة العربية ..؟، مرورا بأهم مصادرها إبان ارتكاب الإبادة سنة1915متمثلة في كتاب فائز الغصين"المذابح في أرمينيا " ، وكيف نظرت إليها الصحافة البريطانية والأمريكية وقت حدوثها..؟ولماذا فشلت الأمم المتحدة في صياغة مفهوم الإبادة وفقا للمرجعيات التاريخية ، لتتجاهل الإبادة الأرمنية ...؟..، ويعرج الإمام في إحدي هذه الدراسات عن دور أرمن الإسكندرية في الحياة المصرية .
1-القضية الأرمنية في المصادر العربية 1878 – 1923
استهل الدكتور محمد رفعت هذه السلسلة بدراسة (القضية الأرمنية في المصادر العربية 1878 – 1923) . وقسم هذه المصادر إلي نمطين، الأول: المؤلفات السياسية والأدبية 0 فسياسيا ،من خلال أعمال مصطفي كامل في كتابه" المسألة الشرقية" و محمد فريد وكتابه " تاريخ الدولة العلية". وكذا أعمال المفكرين الشوام ومنهم فائز الغصين في كتابه " المذابح في أرمينيا" ومحمد كرد علي في كتابيه " خطط الشام " ومذكراتي". يضاف إليهم كتابات ولي الدين يكن لا سيما مذكراته " المعلوم والمجهول" وروايته الأدبية " رائف ودكران".
وأدبيا: رواية "رائف ودكران" لولي الدين يكن ، ونثريات مصطفي لطفي المنفلوطي في كتابه ال"النظرات" و" الضاحك الباكي" لفكري أباظة و" الأرمينية الحسناء" لمحمد الحفني المصري وأشعار معروف الرصافي0
أما النمط الثاني : وهو الأبرز ،الصحافة العربية لأنها تعكس نبضات الشارع العربي ، إيجابيا وسلبيا إزاء الأرمن وتكوين المشهد العربي بكل خلفياته من القضية الأرمنية. إذ تعد هذه الدوريات العربية قاعدة معلوماتية متتالية زمنيا ومترابطة موضوعيا للقضية الأرمنية منذ برلين 1878 وحتي لوزان 1923 .وكذا ، يستعرض مشاهد مقتضبة عما ورد في الصحافة العربية من رصدها للمذابح بحق الأرمن خلال ( الحقبة الحميدية) كما ورد في جريدة " الرأي العام" القاهرية .
و( مذابح أضنة1909 ) التي شغلت مكانة محورية في الصحافة العربية، نُشرت خلالها فتوي الشيخ سليم البشري – شيخ الجامع الأزهر بتحريم تعدي مسلمي الأناضول علي المسيحيين هناك بالقتل والأذي، واستشهد بجريدتي " المؤيد" و" الأفكار" القاهرية0 وخلال فترة الاتحاديين تركز الدراسة علي شواهد من صحف الأهرام والأفكار والعدل.
2-أرمن الإسكندرية ودورهم في الحياة المصرية
استأثر الأرمن بمنصب المسئول الأول عن جهاز التجارة والخارجية الذي تعددت مسمياته علي امتداد القرن التاسع عشر,فعندما اتسعت تجارة مصر الخارجية بين عام 1819 – 1826 ، استلزم هذا تنظيم مؤسسة خاصة للتجارة بالإسكندرية تقلد إدارته الأرمني بوغوص بك يوسفيان – كبير تراجمة محمد علي الخصوصيين – منذ أبريل 1826 تحت مسمي " ناظر ديوان التجارة "
ومارس أرمن الإسكندرية تقريباً جميع الأنشطة الاقتصادية علي المستويات الصناعية والحرفية والمهنية والملكيات العقارية .
كما امتهن الأرمن العديد من المهن والوظائف الحكومية والخاصة . فقد انتشر الأطباء الأرمن في : كامب شيزار وفرنسا وسعد زغلول والإبراهيمية وجامع العطارين . واشتهر عدد من الأجزاخانات التي يمتلكها أرمن مثل البيون والصحة بالإضافة إلي معامل التحاليل الطبية مثل كشيشان وليفون بالإسكندرية,ومن أشهر حكيمات ومولدات ( قابلة ) الثغر مدموازيل أنا سيراكيان "حكيمة ومولدة أمراض النساء من مستشفيات لندن دبلوم من جامعة لندن " . وهناك أيضا فارتوهي أبراميان حكيمة ومولدة.
3-القضية الأرمنية في المعاهدات الدولية
يستعرض تذبذب القضية الأرمنية ، وتأرجح موقف الدول الكبري منذ عقد معاهدة "سان إستيفانو" 1878 بين الدولتين الروسية والعثمانية ؛ إذلعبت المصالح السياسية دورا كبيرا في تحديد مواقفها السياسية من القضية الأرمنية .وأدت إلي تعديل معاهدة "سان إستيفانو"، في مؤتمر برلين 1878 ، واستبدل المؤتمرون المادة "16" ف معاهدة سان إستيفانو بالمادة "61" .
في 4 يونية 1918 أبرمت القوات العثمانية " معاهدة باطوم مع الأرمن ، وبموجبها صارت مساحة "جمهورية أرمينية " تربو علي عشرة لآلاف كيلو مترا مربعا مقصورة علي يريفان وإيتشميادزين وماجاورهما .
وفي 10 أغسطس 1920 قدمت معاهدة "سيفر " حلا للقضية الأرمنية ؛ إذ بموجب هذه المعاهدة ، اعترفت الدولة العثمانية رسميا بأن أرمينية دولة حرة مستقلة .
وإزاء تناقض مواقف الدول الكبري والتظاهر بمساعدة القضية الأرمنية، واصل أتاتورك سياسة الإبادة ضد الأرمن بعد توغله في أرمينية انتهت إلي إبرام معاهدة "الكسندربول" في 3 ديسمبر 1920 وبمقتضاها تنازلت يريفان عن معاهدة سيفر وجميع مطالبها في أرمينية الغربية.
وتكتمل المؤامرة الدولية ب" معاهدة لوزان" في 24 يولية 1923 التي عملت علي اغتيال الأمة الأرمنية ، واعترفت ل تركيا بحدود مستقرة تستوعب ترافيا الشرقية والأراضي المتنازع عليها في الاناضول: إقليم أزمير ، قيليقية ، ساحل البحر الأسود، الولايات الشرقية( الأرمنية).
ولم ترد في بنود لوزان كلمتا "أرمينية و"الأرمن" ، إنما تضمنت نصوصا عامة حول ضرورة عدم اضطهاد الأقليات غير المسلمة دون تحديدها في تركيا .
4-الإبادة الأرمنية في الدولة العثمانية 1915-1916
تكشف الدراسة عن برنامج الإبادة الذي انتهجه الاتحاديون ضد الأرمن ، والقضاء علي أي تواجد أرمني ، سواء بالنفي أو بالإبادة.
ألقي الاتحاديون بتبعة هزيمتهم في حرب البلقان علي الأرمن ، فقد استغل الاتحاديون وجود الأرمن المتطوعين في الجيش الروسي، واتهموا الأرمن العثمانيين بالخيانة العظمي لأنهم لم يتطوعوا في الجيش العثماني، ولم يتعاطفوا مع الدولة العثمانية بل انضم بعضهم إلي الجيش الروسي.
بدأت عمليات نفي الأرمن منذ أوائل أبريل 1915 من ژيتون بعيدا عن الجبهة القوقازية : جبهة الحرب، واعتبر جودت بك أن ما حدث في زيتون من تمرد إيذانا بعصيان مسلح كانت الأستانة تنتظره أكثر من شهرين.
نفذت الأستانة برنامج الإبادة علي مرحلتين :أولاً ، قتل كل الرجال الأكفاء ، ثم ثانيًا ، نفي بقية الأرمن. بيد أن النفي لم يكن سوي الفصل الثاني من برنامج الإبادة.
ولم يقتصر برنامج النفي والإبادة علي أرمن الولايات الشرقية ، بل امتد ليشمل غرب الأناضول وقيليقية ونظمت السلطات العثمانية لهم عمليات نفي حقيقية.
وهكذا ، ارتكب الاتحاديون أول إبادة جنس جماعية في القرن العشرين باغتيالهم أمة الأرمن مع سبق الإصرار والترصد .. وفي غرة يناير 1917، انهت الحكومة العثمانية القضية الأرمنية رسميا ، وأبطلت المادة"61" من معاهدة برلين 1878 مدعيةً بأنها عقيمة لا جدوي منها ؛ إذ لم يعد ثمة وجود للأرمن في الدولة العثمانية.
5-مفهوم المتحدة للإبادة 1948 والحالة الأرمنية في الدولة العثمانية 1915-1916
تطرح الدراسة عديدا من التساؤلات.. لعل أهمها هل مفهوم الأمم المتحدة الرسمي القانوني العقابي عن جريمة "إبادة الجنس" الذي أقرته عام 1948 ينطبق علي الإبادة الأرمنية في الدولة العثمانية 1915-1916 ؟.. أم أنه تحت ضغوط سياسية ، صيغ لينطبق علي حالات بعينها ولا ينطبق علي حالات أخري؟.
ومما هو جدير بالذكر أن صياغة تعريف حريمة "إبادة الجنس" بما فيه من أوجه قصور أدت إلي استثناء الفظاعات التي تعرضت لها جماعات لم يشملها التعريف تأثر بالصراعات السياسية الأمريكية السوفيتية،مما أدي إلي أن وُجهت انتقادات إلي التعريف الرسمي القانوني لجريمة و"إبادة الجنس" ومفرداته كما أقرته الأمم المتحدة عام 1948.
وخلال سبعينات القرن العشرين ، نشبت معركة حول المرجعيات التاريخية لجريمة "إبادة الجنس" لا سيما الفقرة رقم رقم "30 "الخاصة بالأرمن، والتي أشارت إلي وجود مجموعة كبيرة من الوثائق التي تبحث في مذبحة الأرمن التي اعتُبرت أول جريمة لإبادة الجنس في القرن العشرين.
وانتهي الجدل الناشب أخيرا بحذف الفقرة "30"الخاصة بالأرمن مع كل المرجعيات التاريخية عدا ما اقترفه النازيون ضد اليهود. ولكن في أغسطس1985، أقرت اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بغالبية"14" صوتا ضد صوت واحد وامتناع أربعة عن التصويت بأن الإبادة الأرمنية تشكل حقيقة تاريخية واقعة، ولكن دون أن يُذكر هذا في ديباجة اتفاقية الإبادة.
ولم تنجح الأمم المتحدة في إقرار المرجعيات التاريخية ، لا سيما الفقرة رقم"30".أكثر من هذا ، أوصت إسرائيل مجلس الهولوكوست في الولايات المتحدة بحذف أي ذكر للأرمن في متحف الهولوكوست التذكاري بواشنطن.
وهكذا ، يتضح أن القيود القانونية والاعتبارات السياسية قد تعانقت كي تكثف الأضواء علي حالة إبادية وتُعتمها علي حالة أخري في وقت يشهد العالم فيه موجات إبادية راهنة.
وتؤكد النتائج المنطقية لتطبيق مفهوم الإبادة(1948)علي الحالة الأرمنية رغم القيود القانونية المرتبطة بها .
6-المذابح في أرمينية :رؤية لشهادة فائز الغصين
يُعد كتاب "المذابح في أرمينية" لمؤلفه السوري فائز الغصين باكورة الأعمال التي أرخت للإبادة التي اقترفها النظام الحاكم في الدولة العثمانية لا سيما إبان عامي 1915-1916 ، ويتناول إيجابية الموقف العربي عموما والموقف المصري خصوصا إزاء الشعب الأرمني الذي تعرض لإبادة منظمة وممنهجة.
وعلي امتداد صفحات الكتاب ، رصد الغصين انتهاكات متنوعة ومتباينة اقترفها الاتراك والأكراد بحق الأرمن، ورغم أنه أفاض في تحميل مسئولية "إهلاك الأرمن وإتلافهم "للأتراك عموما والأكراد خصوصا، فقد انتقد بشراسة بعض الأرمن الذين خانوا أمتهم رغم امتداحه كثير من الأرمن الذين آثروا الموت علي ان تطلع الحكومة علي سر من أسرار أمتهم.
كشف الغصين في ديباجة عمله المصادر التي استقي منها المعلومات حينما أقام في ديار بكر لمدة تزيد عن نصف سنة ، استطاع فيها ان يستمد معلوماته من كبار الموظفين وعموم الموظفين والضباط الصف الأتراك والأكراد وعشائر العرب علاوة علي مشاهداته بأم عينيه.
أثبت كتاب الغصين أهميته عندما التقطته الأجهزة البريطانية ؛ إذ اكتشفت ما يحتويه من حقائق وآلام لم تتمكن بريطانيا العظمي بكل ثقلها من الوصول إليها. ولذا ، سعت الإدارة البريطانية لتوظيف هذه الوثيقة المهمة بغية بلوغ مآربها السياسية ضد الدولة العثمانية.
وعملت الإدارة البريطانية علي توسيع دوائر نشر الكتاب في الأوساط العربية بإعادة نشره في طبعة موسعة بلغته الأصلية ، وفي الأوساط الأجنبية بترجمته إلي اللغة الإنجليزية.
7-الإبادة الأرمنية في الصحافة البريطانية والأمريكية 1915
ويستعرض موقف الصحافة البريطانية والأمريكية من الإبادة الأرمنية ، وكيف تناولت مفردات الإبادة الأرمنية ؟ وكيف تباينت المواقف والرؤي ..؟ رغم ندرة المعلومات والتعتيم وسياج السرية الذي فرضته السلطات العثمانية.
حصرت الصحافة البريطانية والأمريكية أوضاع الأقليات في الدولة العثمانية بأنه مخطط لإفناء كل المسيحيين وخصوصا المسيحيين الأرمن؛ إذ انعكس ذلك علي كل عناوين الصحافة البريطانية والأمريكية. ".
وتجزم الصحافة الأمريكية أن المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن كانت مدبرة، فعلي مدار أيام 20و25و27 أغسطس ، تابعت "نيويورك تايمز" نشر المخطط الإبادي ضد الأرمن، والكشف عن تفاصيل لم يصدقها عقل عن المذابح الأرمنية في بيتليس.
والجدير بالذكر أنه ولأول مرة يظهر مصطلح " مجزرة القرن العشرين ، ففي 4 نوفمبر 1915 ترصد " هاليفاكس هيرالد" " مائة جريمة في الساعة علي أيدي الألمان المتوحشين حلفاء تركيا"، وناشدت السلطات الأمريكية أن تبذل قصاري جهدها لإيقاف " مجزرة القرن العشرين" ، وقارنت الجريدة بين الأتراك القدامي والاتراك الجدد إزاء الشعب الأرمني ؛ أي المذابح الحميدية (1894-1896) والإبادة الاتحادية (1915).
ورغم ندرة المعلومات وعمليات التعتيم التي قامت بها السلطات التركية، إلي أن الصحافة البريطانية والأمريكية استطاعت أن تتفاعل وتنقل لنا تفاصيل عمليات الإبادة والتهجير التي قام بها الاتحاديون بحق الأرمن.
في الرابع والعشرين من أبريل سنة 2015 ،يمر قرن كامل علي أول جريمة إبادة في القرن العشرين ، اقترفتها تركيا العثمانية ابتداء من 24 أبريل 1915 بحق الأرمن في واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بحق الجنس البشري.
وفي هذا الإطار ، وبمناسبة اقتراب ذكري مئوية الإبادة الأرمنية، تبرزأنشطة لجنة مئوية الإبادة الأرمنية في القاهرة التي تسير في عدة اتجاهات،و تعمل علي التعريف بهذه الإبادة وتقديم كافة الحقائق ، وذلك لكشف هذه الجرائم أمام الرأي العام العربي حتي تكتمل في النهاية صورة واضحة.
عقدت اللجنة مؤتمرات ومحاضرات وندوات في مختلف الجامعات المصرية والمؤسسات الثقافية والإعلامية والسياسية، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والإعلاميين والسياسيين المهتمين بالقضية الأرمنية. ناهيك عن عرض الأفلام الوثائقية والصور التاريخية ونشر الوثائق التي تفضح ممارسات العثمانيين وتناول ملف الإبادة الأرمنية . و أبرز فعاليات لجنة مئوية الإبادة الأرمنية بالقاهرة للتعريف بالقضية الأرمنية ،هي إصدار مجموعة من الكتيبات للدكتور محمد رفعت الإمام،تحمل عناوينها : القضية الأرمنية في المصادر العربية 1878- 1923 ،وأرمن الإسكندرية ودورهم في الحياة المصرية، والقضية الأرمنية في المعاهدات الدولية، والإبادة الأمنية في الدولة العثمانية 1915 – 1916، ومفهوم الأمم المتحدة للإبادة 1948 والحالة الأرمنية في الدولة العثمانية 1915- 1916، والمذابح في أرمينيا :رؤية لشهادة فائز الغصين .وأخيرا، الإبادة الأرمنية في الصحافة البريطانية والأمريكية 1915 .
يُعد الدكتور محمد رفعت الإمام من أوائل الباحثين الذين خاضوا غمار الدراسات الأرمنية في مصر، وارتبط اسمه بالأرمن في مصر ، ولا يذكر الأرمن في مصر إلا ويُذكر معهم ، حيث فتح آفاقا جديدة أمام الباحثين في مصر والعالم العربي. وارتبطت الدراسات الأرمنية في مصر بالدكتور محمد رفعت منذ صدور كتابه الأول ( الأرمن في مصر : القرن التاسع عشر) ، وأتبعه بكتاب ( الأرمن في مصر 1896 -1966 )، و( تاريخ الجالية الأرمنية في مصر ) ثم ( الأرمن والغرب والإسلام ) و ( القضية الأرمنية في الدولة العثمانية 1878-1923) و (مصر والأرمن : مسألة أضنة 1909) و( الدعاية البريطانية ضد الدولة العثمانية). وأخيرا دراساته الموجزة للقضية الأرمنية التي قدمها لنا في عدة كتيبات.
استطاع الإمام أن يقدم لنا دراسات موجزة مركزة ،لا يقدمها إلا باحث يملك ناصية موضوعه ومدرك لكافة أبعادة ؛ لتخرج في النهاية مادة حية تفي بالغرض الذي كتبت من أجله . ليس هذا فحسب ،بل تطرح عدة تساؤلات تثير فضولا لمن يسلك سبيل القضية الأرمنية.
صدر من هذه السلسلة (7) كتيبات صغيرة الحجم ، لا تتعدي صفحات الواحد منها (30) صفحة . يتناول فيها الإمام قضية من القضايا التي تتعلق بالشأن الأرمني والإبادة الأرمنية.
نقلت لنا هذه الدراسات الإبادة الأرمنية بكافة أبعادها وأسبابها ، وكيف تناولتها الصحافة العربية ..؟، مرورا بأهم مصادرها إبان ارتكاب الإبادة سنة1915متمثلة في كتاب فائز الغصين"المذابح في أرمينيا " ، وكيف نظرت إليها الصحافة البريطانية والأمريكية وقت حدوثها..؟ولماذا فشلت الأمم المتحدة في صياغة مفهوم الإبادة وفقا للمرجعيات التاريخية ، لتتجاهل الإبادة الأرمنية ...؟..، ويعرج الإمام في إحدي هذه الدراسات عن دور أرمن الإسكندرية في الحياة المصرية .
1-القضية الأرمنية في المصادر العربية 1878 – 1923
استهل الدكتور محمد رفعت هذه السلسلة بدراسة (القضية الأرمنية في المصادر العربية 1878 – 1923) . وقسم هذه المصادر إلي نمطين، الأول: المؤلفات السياسية والأدبية 0 فسياسيا ،من خلال أعمال مصطفي كامل في كتابه" المسألة الشرقية" و محمد فريد وكتابه " تاريخ الدولة العلية". وكذا أعمال المفكرين الشوام ومنهم فائز الغصين في كتابه " المذابح في أرمينيا" ومحمد كرد علي في كتابيه " خطط الشام " ومذكراتي". يضاف إليهم كتابات ولي الدين يكن لا سيما مذكراته " المعلوم والمجهول" وروايته الأدبية " رائف ودكران".
وأدبيا: رواية "رائف ودكران" لولي الدين يكن ، ونثريات مصطفي لطفي المنفلوطي في كتابه ال"النظرات" و" الضاحك الباكي" لفكري أباظة و" الأرمينية الحسناء" لمحمد الحفني المصري وأشعار معروف الرصافي0
أما النمط الثاني : وهو الأبرز ،الصحافة العربية لأنها تعكس نبضات الشارع العربي ، إيجابيا وسلبيا إزاء الأرمن وتكوين المشهد العربي بكل خلفياته من القضية الأرمنية. إذ تعد هذه الدوريات العربية قاعدة معلوماتية متتالية زمنيا ومترابطة موضوعيا للقضية الأرمنية منذ برلين 1878 وحتي لوزان 1923 .وكذا ، يستعرض مشاهد مقتضبة عما ورد في الصحافة العربية من رصدها للمذابح بحق الأرمن خلال ( الحقبة الحميدية) كما ورد في جريدة " الرأي العام" القاهرية .
و( مذابح أضنة1909 ) التي شغلت مكانة محورية في الصحافة العربية، نُشرت خلالها فتوي الشيخ سليم البشري – شيخ الجامع الأزهر بتحريم تعدي مسلمي الأناضول علي المسيحيين هناك بالقتل والأذي، واستشهد بجريدتي " المؤيد" و" الأفكار" القاهرية0 وخلال فترة الاتحاديين تركز الدراسة علي شواهد من صحف الأهرام والأفكار والعدل.
2-أرمن الإسكندرية ودورهم في الحياة المصرية
استأثر الأرمن بمنصب المسئول الأول عن جهاز التجارة والخارجية الذي تعددت مسمياته علي امتداد القرن التاسع عشر,فعندما اتسعت تجارة مصر الخارجية بين عام 1819 – 1826 ، استلزم هذا تنظيم مؤسسة خاصة للتجارة بالإسكندرية تقلد إدارته الأرمني بوغوص بك يوسفيان – كبير تراجمة محمد علي الخصوصيين – منذ أبريل 1826 تحت مسمي " ناظر ديوان التجارة "
ومارس أرمن الإسكندرية تقريباً جميع الأنشطة الاقتصادية علي المستويات الصناعية والحرفية والمهنية والملكيات العقارية .
كما امتهن الأرمن العديد من المهن والوظائف الحكومية والخاصة . فقد انتشر الأطباء الأرمن في : كامب شيزار وفرنسا وسعد زغلول والإبراهيمية وجامع العطارين . واشتهر عدد من الأجزاخانات التي يمتلكها أرمن مثل البيون والصحة بالإضافة إلي معامل التحاليل الطبية مثل كشيشان وليفون بالإسكندرية,ومن أشهر حكيمات ومولدات ( قابلة ) الثغر مدموازيل أنا سيراكيان "حكيمة ومولدة أمراض النساء من مستشفيات لندن دبلوم من جامعة لندن " . وهناك أيضا فارتوهي أبراميان حكيمة ومولدة.
3-القضية الأرمنية في المعاهدات الدولية
يستعرض تذبذب القضية الأرمنية ، وتأرجح موقف الدول الكبري منذ عقد معاهدة "سان إستيفانو" 1878 بين الدولتين الروسية والعثمانية ؛ إذلعبت المصالح السياسية دورا كبيرا في تحديد مواقفها السياسية من القضية الأرمنية .وأدت إلي تعديل معاهدة "سان إستيفانو"، في مؤتمر برلين 1878 ، واستبدل المؤتمرون المادة "16" ف معاهدة سان إستيفانو بالمادة "61" .
في 4 يونية 1918 أبرمت القوات العثمانية " معاهدة باطوم مع الأرمن ، وبموجبها صارت مساحة "جمهورية أرمينية " تربو علي عشرة لآلاف كيلو مترا مربعا مقصورة علي يريفان وإيتشميادزين وماجاورهما .
وفي 10 أغسطس 1920 قدمت معاهدة "سيفر " حلا للقضية الأرمنية ؛ إذ بموجب هذه المعاهدة ، اعترفت الدولة العثمانية رسميا بأن أرمينية دولة حرة مستقلة .
وإزاء تناقض مواقف الدول الكبري والتظاهر بمساعدة القضية الأرمنية، واصل أتاتورك سياسة الإبادة ضد الأرمن بعد توغله في أرمينية انتهت إلي إبرام معاهدة "الكسندربول" في 3 ديسمبر 1920 وبمقتضاها تنازلت يريفان عن معاهدة سيفر وجميع مطالبها في أرمينية الغربية.
وتكتمل المؤامرة الدولية ب" معاهدة لوزان" في 24 يولية 1923 التي عملت علي اغتيال الأمة الأرمنية ، واعترفت ل تركيا بحدود مستقرة تستوعب ترافيا الشرقية والأراضي المتنازع عليها في الاناضول: إقليم أزمير ، قيليقية ، ساحل البحر الأسود، الولايات الشرقية( الأرمنية).
ولم ترد في بنود لوزان كلمتا "أرمينية و"الأرمن" ، إنما تضمنت نصوصا عامة حول ضرورة عدم اضطهاد الأقليات غير المسلمة دون تحديدها في تركيا .
4-الإبادة الأرمنية في الدولة العثمانية 1915-1916
تكشف الدراسة عن برنامج الإبادة الذي انتهجه الاتحاديون ضد الأرمن ، والقضاء علي أي تواجد أرمني ، سواء بالنفي أو بالإبادة.
ألقي الاتحاديون بتبعة هزيمتهم في حرب البلقان علي الأرمن ، فقد استغل الاتحاديون وجود الأرمن المتطوعين في الجيش الروسي، واتهموا الأرمن العثمانيين بالخيانة العظمي لأنهم لم يتطوعوا في الجيش العثماني، ولم يتعاطفوا مع الدولة العثمانية بل انضم بعضهم إلي الجيش الروسي.
بدأت عمليات نفي الأرمن منذ أوائل أبريل 1915 من ژيتون بعيدا عن الجبهة القوقازية : جبهة الحرب، واعتبر جودت بك أن ما حدث في زيتون من تمرد إيذانا بعصيان مسلح كانت الأستانة تنتظره أكثر من شهرين.
نفذت الأستانة برنامج الإبادة علي مرحلتين :أولاً ، قتل كل الرجال الأكفاء ، ثم ثانيًا ، نفي بقية الأرمن. بيد أن النفي لم يكن سوي الفصل الثاني من برنامج الإبادة.
ولم يقتصر برنامج النفي والإبادة علي أرمن الولايات الشرقية ، بل امتد ليشمل غرب الأناضول وقيليقية ونظمت السلطات العثمانية لهم عمليات نفي حقيقية.
وهكذا ، ارتكب الاتحاديون أول إبادة جنس جماعية في القرن العشرين باغتيالهم أمة الأرمن مع سبق الإصرار والترصد .. وفي غرة يناير 1917، انهت الحكومة العثمانية القضية الأرمنية رسميا ، وأبطلت المادة"61" من معاهدة برلين 1878 مدعيةً بأنها عقيمة لا جدوي منها ؛ إذ لم يعد ثمة وجود للأرمن في الدولة العثمانية.
5-مفهوم المتحدة للإبادة 1948 والحالة الأرمنية في الدولة العثمانية 1915-1916
تطرح الدراسة عديدا من التساؤلات.. لعل أهمها هل مفهوم الأمم المتحدة الرسمي القانوني العقابي عن جريمة "إبادة الجنس" الذي أقرته عام 1948 ينطبق علي الإبادة الأرمنية في الدولة العثمانية 1915-1916 ؟.. أم أنه تحت ضغوط سياسية ، صيغ لينطبق علي حالات بعينها ولا ينطبق علي حالات أخري؟.
ومما هو جدير بالذكر أن صياغة تعريف حريمة "إبادة الجنس" بما فيه من أوجه قصور أدت إلي استثناء الفظاعات التي تعرضت لها جماعات لم يشملها التعريف تأثر بالصراعات السياسية الأمريكية السوفيتية،مما أدي إلي أن وُجهت انتقادات إلي التعريف الرسمي القانوني لجريمة و"إبادة الجنس" ومفرداته كما أقرته الأمم المتحدة عام 1948.
وخلال سبعينات القرن العشرين ، نشبت معركة حول المرجعيات التاريخية لجريمة "إبادة الجنس" لا سيما الفقرة رقم رقم "30 "الخاصة بالأرمن، والتي أشارت إلي وجود مجموعة كبيرة من الوثائق التي تبحث في مذبحة الأرمن التي اعتُبرت أول جريمة لإبادة الجنس في القرن العشرين.
وانتهي الجدل الناشب أخيرا بحذف الفقرة "30"الخاصة بالأرمن مع كل المرجعيات التاريخية عدا ما اقترفه النازيون ضد اليهود. ولكن في أغسطس1985، أقرت اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بغالبية"14" صوتا ضد صوت واحد وامتناع أربعة عن التصويت بأن الإبادة الأرمنية تشكل حقيقة تاريخية واقعة، ولكن دون أن يُذكر هذا في ديباجة اتفاقية الإبادة.
ولم تنجح الأمم المتحدة في إقرار المرجعيات التاريخية ، لا سيما الفقرة رقم"30".أكثر من هذا ، أوصت إسرائيل مجلس الهولوكوست في الولايات المتحدة بحذف أي ذكر للأرمن في متحف الهولوكوست التذكاري بواشنطن.
وهكذا ، يتضح أن القيود القانونية والاعتبارات السياسية قد تعانقت كي تكثف الأضواء علي حالة إبادية وتُعتمها علي حالة أخري في وقت يشهد العالم فيه موجات إبادية راهنة.
وتؤكد النتائج المنطقية لتطبيق مفهوم الإبادة(1948)علي الحالة الأرمنية رغم القيود القانونية المرتبطة بها .
6-المذابح في أرمينية :رؤية لشهادة فائز الغصين
يُعد كتاب "المذابح في أرمينية" لمؤلفه السوري فائز الغصين باكورة الأعمال التي أرخت للإبادة التي اقترفها النظام الحاكم في الدولة العثمانية لا سيما إبان عامي 1915-1916 ، ويتناول إيجابية الموقف العربي عموما والموقف المصري خصوصا إزاء الشعب الأرمني الذي تعرض لإبادة منظمة وممنهجة.
وعلي امتداد صفحات الكتاب ، رصد الغصين انتهاكات متنوعة ومتباينة اقترفها الاتراك والأكراد بحق الأرمن، ورغم أنه أفاض في تحميل مسئولية "إهلاك الأرمن وإتلافهم "للأتراك عموما والأكراد خصوصا، فقد انتقد بشراسة بعض الأرمن الذين خانوا أمتهم رغم امتداحه كثير من الأرمن الذين آثروا الموت علي ان تطلع الحكومة علي سر من أسرار أمتهم.
كشف الغصين في ديباجة عمله المصادر التي استقي منها المعلومات حينما أقام في ديار بكر لمدة تزيد عن نصف سنة ، استطاع فيها ان يستمد معلوماته من كبار الموظفين وعموم الموظفين والضباط الصف الأتراك والأكراد وعشائر العرب علاوة علي مشاهداته بأم عينيه.
أثبت كتاب الغصين أهميته عندما التقطته الأجهزة البريطانية ؛ إذ اكتشفت ما يحتويه من حقائق وآلام لم تتمكن بريطانيا العظمي بكل ثقلها من الوصول إليها. ولذا ، سعت الإدارة البريطانية لتوظيف هذه الوثيقة المهمة بغية بلوغ مآربها السياسية ضد الدولة العثمانية.
وعملت الإدارة البريطانية علي توسيع دوائر نشر الكتاب في الأوساط العربية بإعادة نشره في طبعة موسعة بلغته الأصلية ، وفي الأوساط الأجنبية بترجمته إلي اللغة الإنجليزية.
7-الإبادة الأرمنية في الصحافة البريطانية والأمريكية 1915
ويستعرض موقف الصحافة البريطانية والأمريكية من الإبادة الأرمنية ، وكيف تناولت مفردات الإبادة الأرمنية ؟ وكيف تباينت المواقف والرؤي ..؟ رغم ندرة المعلومات والتعتيم وسياج السرية الذي فرضته السلطات العثمانية.
حصرت الصحافة البريطانية والأمريكية أوضاع الأقليات في الدولة العثمانية بأنه مخطط لإفناء كل المسيحيين وخصوصا المسيحيين الأرمن؛ إذ انعكس ذلك علي كل عناوين الصحافة البريطانية والأمريكية. ".
وتجزم الصحافة الأمريكية أن المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن كانت مدبرة، فعلي مدار أيام 20و25و27 أغسطس ، تابعت "نيويورك تايمز" نشر المخطط الإبادي ضد الأرمن، والكشف عن تفاصيل لم يصدقها عقل عن المذابح الأرمنية في بيتليس.
والجدير بالذكر أنه ولأول مرة يظهر مصطلح " مجزرة القرن العشرين ، ففي 4 نوفمبر 1915 ترصد " هاليفاكس هيرالد" " مائة جريمة في الساعة علي أيدي الألمان المتوحشين حلفاء تركيا"، وناشدت السلطات الأمريكية أن تبذل قصاري جهدها لإيقاف " مجزرة القرن العشرين" ، وقارنت الجريدة بين الأتراك القدامي والاتراك الجدد إزاء الشعب الأرمني ؛ أي المذابح الحميدية (1894-1896) والإبادة الاتحادية (1915).
ورغم ندرة المعلومات وعمليات التعتيم التي قامت بها السلطات التركية، إلي أن الصحافة البريطانية والأمريكية استطاعت أن تتفاعل وتنقل لنا تفاصيل عمليات الإبادة والتهجير التي قام بها الاتحاديون بحق الأرمن.
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
مواضيع مماثلة
» آلام وآمال في ذكري اقتراب مئوية الإبادة الأرمنية
» الإبادة الأرمنية في الصحافة البريطانية والأمريكية 1915 للدكتور محمد رفعت الإمام
» الدكتور محمد رفعت الإمام في شهادته عن الإبادة الأرمنية في كتاب الدكتورة نورا أريسيان100 شهادة عربية
» #صاحبة_السعادة | مطالب الأرمن في إحياء مئوية الإبادة الأرمينية
» الكتابات التاريخية العربية عن الإبادة الأرمنية
» الإبادة الأرمنية في الصحافة البريطانية والأمريكية 1915 للدكتور محمد رفعت الإمام
» الدكتور محمد رفعت الإمام في شهادته عن الإبادة الأرمنية في كتاب الدكتورة نورا أريسيان100 شهادة عربية
» #صاحبة_السعادة | مطالب الأرمن في إحياء مئوية الإبادة الأرمينية
» الكتابات التاريخية العربية عن الإبادة الأرمنية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin