وأما اليتيم فلا تقهر

وأما اليتيم فلا تقهر
بقلم : الدكتور محمد رفعت الإمام
منشور في آريف العدد76 أبريل 2004
.................................
من أبرز الصفحات البيضاء في علاقة الحكومة المصرية وشعبها بالأرمن تلك الصفحة الخاصة بإيواء الأيتام الأرمن بين أحضان مصر المحروسة ، وترتبط مسألة هؤلاء الأيتام مباشرة بقضية المذابح الأرمنية في الدولة العثمانية ( 1894- 1922) وقد تم تجميع الأيتام الأرمن الناجين من هنا وهناك في الفضاء السياسي العثماني عن طريق " منظمة الشرق الأدنى للإغاثة" ومكثوا في ملاجئ ببلاد اليونان ثم نقلت المنظمة " 1006" منهم إلي مصر خلال الفترة من 1924 – 1929 ورغم أن وضع مصر السياسي قد تغير بعد عام 1922 ( المملكة المصرية )وصياغة قوانين تقنن حركة الهجرة إليها خاصة من الروس والأتراك والأرمن والبلغاريين، إلا أن حكومة الشعب( 28 يناير 24 نوفمبر 1924)برئاسة زعيم الأمة سعد باشا زغلول قد استثنت الأرمن من الانصياع لقانون المهاجرة إلي مصر، ولم تسمح بإقامة اليتيمات اللائي قدمن إلي مصر عام 1924 وعددهن :500" يتيمة فقط، بل سمحت بإيواء أفواج أخري من الأيتام الذين ظلوا يتوافدون جماعات منفصلة متصلة حتي نهاية عشرينات القرن الماضي. وفي عام 1925 تأسست آلية اجتماعية ثقافية رياضية لهؤلاء الأيتام تسمي " نادي الشرق الأدنى لأرمن" في 40 شارع شبرا مصر، حارة أفلاطون رقم3 ، والصورة تجمع أعضاء النادي في عام 1947 من تصوير فينكس أريان – عضو مجلس إدارة النادي- وقد حصلنا عليها من السيد ليفون دير هاجوبيان أحد نشطاء هذا النادي ورئيسه الحالي منذ عام 1985.
.......................................................................................................