الحياة والقهوة
صفحة 1 من اصل 1
الحياة والقهوة
الحياة والقهوة
بقلم:الدكتور محمد رفعت الإمام ضبيع
في إحدي الجامعات التقي بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة, وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب، وحققوا الاستقرارين المادي والاجتماعي.بعد عبارات التحية والمجاملة، طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر .وغاب الأستاذ عنهم قليلا ،ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة ومعه أكواب من كل شكل ولون:أكواب صينية فاخرة،أكواب ميلامين،أكواب زجاج عادي،أكواب بلاستيك،وأكواب كريستال.فبعض الأكواب كانت في منتهي الجمال تصميما وبالتعالي كانت باهظة الثمن،بينما كانت عناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت.
قال الأستاذ لطلابه:تفضلوا،وليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة.وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب ،تكلم الأستاذ مجددا: هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟ ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم غلي ماهو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر.ماكنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب,ولكنكم تهافتم علي الأكواب الجميلة الثمينة وبعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقبا للأكواب التي في أيدي الآخرين.
فلو كانت الحياة هي :القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي :الأكواب وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة ونوعية الحياة(القهوة) تبقي نفسها لا تتغير,وعندما نركز فقط علي الكوب ،فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالقهوة.
في الحقيقة هذه آفة يعاني منها الكثيرون ,فهناك نوع من الناس لا يحمد الله علي ماهو فيه مهما بلغ من نجاح لأنه يرقب دائما ماعند الآخرين،يتزوج بامرأة جميلة وذات خلق،ولكنه يظل معتقدا بأن غيره تزوج بنساء أفضل من زوجته، ينظر إلي البيت الذي يقطنه ويحدث نفسه بأن غيره يسكن في بيت أفخم وأرقي،وبدلا من الاستمتاع بحياته مع أهله وذويه يظل يفكر بما لدي غير ويقول:ليت لدي ما لديهم.
قال احد الحكماء:عجبا للبشر ينفقون صحتهم في جمع المال،فإذا جمعوه أنفقوه في استعادة الصحة.يفكرون في المستقبل بقلق وينسون الحاضر ولا عاشوا المستقبل.ينظرون إلي ماعند غيرهم ولايلتفتون لما عندهم،فلا حصلوا ماعند غيرهم ولا استمتعوا بما عندهم.خلقوا للعبادة وخلقت لهم الدنيا ليستعينوا بها ,فانشغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له
الدكتور محمد رفعت الإمام ضبيع
أستاذ مساعدالتاريخ الحديث
كلية الآداب بدمنهور-جامعة الأسكندرية
رئيس تحرير مجلة آريك الأرمنية(القسم العربي)
بقلم:الدكتور محمد رفعت الإمام ضبيع
في إحدي الجامعات التقي بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة, وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب، وحققوا الاستقرارين المادي والاجتماعي.بعد عبارات التحية والمجاملة، طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر .وغاب الأستاذ عنهم قليلا ،ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة ومعه أكواب من كل شكل ولون:أكواب صينية فاخرة،أكواب ميلامين،أكواب زجاج عادي،أكواب بلاستيك،وأكواب كريستال.فبعض الأكواب كانت في منتهي الجمال تصميما وبالتعالي كانت باهظة الثمن،بينما كانت عناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت.
قال الأستاذ لطلابه:تفضلوا،وليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة.وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب ،تكلم الأستاذ مجددا: هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟ ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم غلي ماهو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر.ماكنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب,ولكنكم تهافتم علي الأكواب الجميلة الثمينة وبعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقبا للأكواب التي في أيدي الآخرين.
فلو كانت الحياة هي :القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي :الأكواب وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة ونوعية الحياة(القهوة) تبقي نفسها لا تتغير,وعندما نركز فقط علي الكوب ،فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالقهوة.
في الحقيقة هذه آفة يعاني منها الكثيرون ,فهناك نوع من الناس لا يحمد الله علي ماهو فيه مهما بلغ من نجاح لأنه يرقب دائما ماعند الآخرين،يتزوج بامرأة جميلة وذات خلق،ولكنه يظل معتقدا بأن غيره تزوج بنساء أفضل من زوجته، ينظر إلي البيت الذي يقطنه ويحدث نفسه بأن غيره يسكن في بيت أفخم وأرقي،وبدلا من الاستمتاع بحياته مع أهله وذويه يظل يفكر بما لدي غير ويقول:ليت لدي ما لديهم.
قال احد الحكماء:عجبا للبشر ينفقون صحتهم في جمع المال،فإذا جمعوه أنفقوه في استعادة الصحة.يفكرون في المستقبل بقلق وينسون الحاضر ولا عاشوا المستقبل.ينظرون إلي ماعند غيرهم ولايلتفتون لما عندهم،فلا حصلوا ماعند غيرهم ولا استمتعوا بما عندهم.خلقوا للعبادة وخلقت لهم الدنيا ليستعينوا بها ,فانشغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له
الدكتور محمد رفعت الإمام ضبيع
أستاذ مساعدالتاريخ الحديث
كلية الآداب بدمنهور-جامعة الأسكندرية
رئيس تحرير مجلة آريك الأرمنية(القسم العربي)
عطا درغام- Admin
- عدد المساهمات : 923
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
مواضيع مماثلة
» فنون الحياة
» يتحدث لجريدة الحياة عن الأرمن
» أرمن الإسكندرية ودورهم فى الحياة المصرية
» أرمن الإسكندرية ودورهم في الحياة المصرية
» يتحدث لجريدة الحياة عن الأرمن
» أرمن الإسكندرية ودورهم فى الحياة المصرية
» أرمن الإسكندرية ودورهم في الحياة المصرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 - 19:40 من طرف عطا درغام
» نادر المشد..زارع الألغام في حرب النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:41 من طرف عطا درغام
» محمد أبو النور سماحة...صانع كباري النصر
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:38 من طرف عطا درغام
» معروف طويلة.... رجل من زمن تصنع فيه الشدة الرجال
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:35 من طرف عطا درغام
» يوم خيم الظلام بسواده علي القرية
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:26 من طرف عطا درغام
» ديسمبر الأسود في جديدة المنزلة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:22 من طرف عطا درغام
» الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية في عصور الأوبئة
الجمعة 23 أغسطس 2019 - 0:21 من طرف عطا درغام
» يوسف ضبيع ... العمدة الشعبي لجديدة المنزلة
الخميس 20 يونيو 2019 - 21:11 من طرف Admin
» تاريخ الثقافة في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:32 من طرف Admin
» مفردات رمضان في جديدة المنزلة
الإثنين 17 يونيو 2019 - 20:31 من طرف Admin