فاهان ديبويان( الأرمني ) واختراعاته

فاهان ديبويان( الأرمني ) واختراعاته
بقلم الدكتور محمد رفعت الإمام
آريف –العدد 19 – يولية 1999
................................
إن السيد فاهان ديبويان شغوف بالإليكترونيات وله فيها بصمات واضحة : يصنعها ويبتكرها ، ولتأكيد هذا يمكننا رصد بعض هذه الأعمال علي سبيل المثال لا الحصر ، فقد ابتكر أول آله لحام كهربائية في الشرق الأوسط عام 1941 . صمم أول فرن كهربائي ( 3600 درجة ) بالجيش المصري ، وأنجز أول فرن طراز " تامان" بالمركز القومي للبحوث ليس هذا فحسب ، فقد أدخل لأول مرة في مصر عام 1948 اللوحة الكهربائية لتسجيل نتائج المباريات وعدد الإصابات في كرة السلة، وابتكر دليل القاهرة الذي كان في ميدان التحرير خلال الستينات ، ومثله في محطة الرمل بالإسكندرية. ناهيك عن ابتكاره أول جريدة مضيئة باللغة العربية في العالم , وكانت تتحرك إليكترونيا فوق كازينو بديعة مصابني ( الأوبرا ) ولكنها احترقت أثناء حريق القاهرة عام 1952.
وفي عام 1957 صمم خريطة كهربائية في غرفة عمليات شرطة النجدة بالأزبكية لبيان مواقع القوات وتحركاتها ، وفي عام 1967 صمم خريطة مشابهة لغرفة عمليات شرطة المرور بالعباسية ، ولكن أهم هذه الأعمال جميعا ، إنجازه خريطة إليكترو- كهربائية القاهرة لبيان مواقع قوات الأمن المركزي وتحركاتها قبل قيام حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973. وتلك قصة جديرة بالذكر.
أراد الرئيس الراحل محمد أنور السادات تأمين الجبهة الداخلية أثناء حرب 1973 عن طريق قوات الأمن المركزي، ولذا شرع المسئولون في ابتكار وسيلة تمكنهم من إحكام القبضة والتحرك السريع في حال حدوث أية اضطرابات أو قلاقل . هنا عهد اللواء كمال خير الله – قائد الأمن المركزي- بهذه المهمة إلي فاهان ديبويان.
اقترح فاهان تصميم جريدة إليكترو – كهربائية للقاهرة الكبري ، وفعلا أنجزها باقتدار علي امتداد حائط غرفة العمليات الخاصة بقوات الأمن المركزي في الدراسة ( 4* 6 متر بتصغير 1 علي 5000 ) هذا وقد توزعت تشكيلات القوات حسب نظام رقمي دقيق ، وبالخريطة مصباح مذبذب ، كلما ازدادت الذبذبات يعني ارتفاع درجة الخطر ، وقد تم ذلك كله من خلال الاتصالات اللاسلكية . وبهذه الطريقة استطاع قائد قوات الأمن المركزي من رصد كافة تحركاتهم وعملياتهم ، وهو ما يعني سيطرة القيادة العليا علي الجبهة الداخلية أثناء الحرب.
علق السادات علي هذا الابتكار بأن (( مصر دخلت العالم الإليكتروني)) وردد دوما قدرته علي استكشاف أي منطقة بالقاهرة.
ويذكر السيد فاهان ديبويان انه تقاضي علي هذا العمل " 166 " جنيه مصريا فقط رغم أن تكاليفه تخطت العشرين ألف جنيه ، ولكنه مع ذلك يعتز ويفتخر بالمكافأة المعنوية التي حصل عليها من اللواء كمال خير الله " مسيو فاهان ..غنت راجل" وفي الصورة يشرح السيد فاهان ديبويان لوزير الداخلية آنذاك ممدوح سالم ولقائد الأمن المركزي تشغيل خريطة غرفة العمليات.
.............................................................................................