بين صورتين

بين صورتين
آريف يولية 1998
.....................
دخلت القضية المصرية مرحلة مواجهة جديدة مع بريطانيا عندما قررت الحكومة المصرية برئاسة النقراشي- تحت ضغط الحركة الوطنية- قطع المفاوضات مع حكومة لندن في 25 يناير 1947 والاتجاه إلي منظمة الأمم لحل القضية في إطار دولي بعد أن فشلت في حلها عن طريق الإطار الثنائي بين البلدين.
ولكن هيئات المعارضة الوطنية وأحزابها- مع إيمانها بوجوب اللجوء إلي مجلس الأمن- لم تكن تثق في الحكومة. وقد هوجم بيان النقراشي بقطع المفاوضة والاتجاه إلي مجلس الأمن لان الجدية كانت تقتضي أن يشمل البيان إعلانا بالتحلل من مشروع صدقي-بيفن وأن يقرر بشجاعة إلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 ليذهب الوفد المفاوض إلي الهيئة الدولية نظيف الثوب.
ولم يكن ذلك يتم في هدوء، فكانت البلاد والمدن خاصة القاهرة والإسكندرية تعج بالحركة والمظاهرات والإضرابات والاجتماعات والمؤتمرات..لا ينقطع ذلك إلا ليبدأ ، هذا وقد اشترك الأرمن ضمن قطاعات الشعب المصري المطالب بالجلاء والوحدة مع السودان.
يولية 1947،أثناء عرض القضية المصرية علي مجلس الأمن ، اشترك الأرمن المصريون مع جموع الشعب المصري يطالبون سويا ب (( الجلاء والوحدة)) في الصورة الأولي. اجتماع الأرمن في مدرسة كالوسديان بشارع الجلاء حاليا استعدادا للانضمام إلي الجماهير الغفيرة وفي الصورة الثانية ن انخراط الأرمن ضمن صفوف الشعب المصري مطالبين بالجلاء والوحدة وتصادف آنذاك عودة الفوج الأول من الأرمن المصريين إلي وطنهم الأم ، فنجدهم يحملون لافتات مكتوبا عليها : " نتمنى النجاح والتقدم للقضية المصرية "
..............................................................