في حضانة أم الدنيا

في حضانة أم الدنيا لم تلفظ مصر لأبدا من أتاها ،راجيا الخير.عاشت ،ولا زال علي أرضها كل الديانات السماوية،وكل الأجناس أيضا .ففي منظومة متناسقة ،عاش في جوار حميم مع المصريين كل من :الشامي والمغربي ،والأرمني ،واليوناني ،والأمريكي ،والزنجي ،والهندي . في كل كلمة :كل الناس .وقد سحبت مصر عليهم جميعا حنانها وآوتهم حيث طردتهم ظروف بلادهم القاسية جغرافيا واقتصاديا وسياسيا .
وكل من جاء مصر وارتبط بها وتشبث بترابها ،لأن مصر قد أفرغت حنانها ،جل حنانها علي كل من لجأ إليها .لم تفرق بين من أنجبتهم وبين من تبنتهم .ألهذا تسمي ((أم الدنيا ))؟!أليس كذلك؟!
وتتميز مصر بطاقة جذب هائلة وفتنة رائعة تشد إليها بحرارة من يزورها أو يعيش فيها فحسب ،بل حتي من يسمع عنها ،وهناك ألوف الشخصيات الذين جاءوا مصر زائرين فاستوطنوها وعشقوها .ولم يتمكنوا من فراق معشوقتهم ،وآثروا أن يبقوا أسري هواها عن الرجوع إلي مواطنهم الأم .